25 ذي الحجة 1428 - 05/01/2008
النبوة لغة: هي الارتفاع والعلو.
والنبي بالمعنى الاصطلاحي هو الرجل الذي يبعثه الله إلى أمته، أو إلى جميع الأمم ليبلغهم رسالاته. والنبوة يجعلها الله تعالى لمن يصطفيه ويختاره لهذه السفارة بينه وبين عباده، من تتوفر فيه الأهلية الكاملة من الناحية الروحية والجسدية. فهو الذي يرشد الناس ويقودهم إلى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة. ويكون مثلهم الأعلى في تطبيق شريعة الله وبيان أحكامها.
فالنبي يتصف بأكمل الصفات الخلقية والعقلية، من نحو الكرم والجود وسماحة النفس والصبر والذكاء، وقوة الفكر والشخصية والتدبير لأمور الناس. ولولا ذلك لما تمكن من تدبير شؤون الناس وقيادتهم وفق الشرائع الإلهية.
كما ويتصف النبي بحسن الصفات الجسدية، وجمال الصورة، وكذلك طهارة النسب والمولد، وهو منزه عن الرذائل قبل بعثته أيضا. كي لا يكون محل تندر بين الناس ولتطمئن إليه قلوب الناس ما يستحق منه هذا المقام الإلهي.
وأول الأنبياء هو آدم (عليه السلام)، وآخرهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) حيث لا نبي بعده.
والأنبياء كلهم أخوة، ومن سلسلة نسب واحدة (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
فآدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (صلى الله عليه وآله)، إنما جاؤوا من قبل إله واحد وكانت دعوتهم واحدة، وغايتهم واحدة، وسلوكهم واحد. كلهم يأمرون بالخير، وكلهم ينهون عن الشر. ويدعون إلى الله الحق، ويحثون على العدل.
أساس علمهم الوحي، وملاك أمرهم إيقاظ الضمير، وعماد دعوتهم الحق. أولهم يصدق آخرهم، وآخرهم يصدق أولهم، وأوسطهم يصدق الأول ويدعو للأخير فلا اختلاف في دعوتهم في جوهرها وحقيقتها، وإن اختلفت في صيغها وبعض كيفياتها. والأنبياء على قسمين:
1- النبي المرسل: وهو المبعوث إلى أمته خاصة، أو لجميع الأمم كما هو حال نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) الذي بعثه الله إلى الناس كافة.
2- النبي غير المرسل: وهو الذي يوحى إليه لنفسه، ولم يؤمر بتبليغ الأحكام إلى الناس.
والأنبياء المرسلون على قسمين
1- الأنبياء أولو العزم: وهو الذين بعثهم الله تعالى إلى أممهم، أو إلى أهل الأرض كافة وهم خمسة.
إبراهيم (عليه السلام)، نوح (عليه السلام)، موسى (عليه السلام)، عيسى (عليه السلام)، محمد (صلى الله عليه وآله).
2- الأنبياء غير أولي العزم: وهم بقية الأنبياء من المرسلين وغير المرسلين.
ونؤمن بأن جميع الأنبياء معصومون من الخطأ والزلل والرذائل قبل البعثة وبعدها.
بل يجب أن يكون منزها حتى عما ينافي المروة. كالتبذل بين الناس. من أكمل في الطريق أو ضحك عال وكل ما يستهين فعله عند العرف العام.
والمعجزات التي وهبها الله لأنبياءه، هي الدليل على نبوتهم والحجة على الناس بصدقهم، فكل نبي مرسل لابد وأن تكون له معجزة ظاهرة الأعجاز بين الناس، تثبت بأنها فوق مقدرة البشر على إثباتها، فيعلمون أنها لابد وأن تكون من الخالق القادر على كل شيء.