25 ذي الحجة 1428 - 05/01/2008
نحن كمسلمين نؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ونقر بوحدانيته وسائر صفاته العليا وأسمائه الحسنى ومن بين صفاته جل ثناؤه أنه عادل، لا يظلم أحدا، ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو إعطاء أو منع صدر عنه لمصالح وإن لم نعلم بها، كما الطبيب إذا داوى أحدا بدواء، علمنا أن فيه الصلاح، وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء.
فاذا رأينا أن الله (عزوجل) أغنى أحدا، وأفقر آخر، أو جعل شخصا شريفا، ولم يجعل الآخر، أو أمرض أحدا دون الآخر، أو أمثال ذلك، فاللازم أن نعتقد أن جميع ذلك على وجه الصلاح والحكمة، وإن نكن لا نعرف حكمة ذلك وفي الحديث: (إن موسى عليه السلام طلب من الله (عزوجل) أن يعرفه بعض عدله - مما يشكل ظاهره - فأمره الله بأن يذهب إلى عين ماء في الصحراء، لينظر ماذا يجري هناك، فلما خرج موسى (عليه السلام) رأى أن فارسا نزل على العين وقضى حاجته وسقط على الأرض ما كان معه من نقود في كيسه، ثم جاء بعد مدة طفل وأخذ الكيس وذهب، ثم جاء أعمى ليتوضأ على العين، فإذا بالفارس قد رجع واتهم الاعمى بأخذ الكيس، وآل الأمر إلى أن قتل الفارس ذلك الأعمى باتهام السرقة...
فلما ذهب الفارس، أوحى الله إلى موسى (عليه السلام):
أن الفارس سرق مال أب الطفل، فرددنا المال إلى الوارث وهو الطفل، والاعمى كان قاتلا لأب الفارس، فاقتص الوارث منه) وهكذا يكون حكم الله (عزوجل) وعدله، وان كان في النظر السطحي بعيدا عن القواعد.