25 ذي الحجة 1428 - 05/01/2008
هل للكون إله خلقه ونظمه؟
هذا سؤال يدور بخلد كثير وخصوصاً الشبيبة يا ترى! لنا إله خلقنا كما يقول المؤمنون أم هذا شعور تبع المجتمع وخضوع لمجهول خلقه ضعف الإنسان في القرون الوسطى وما قبلها.
إن الإجابة على هذا السؤال ليس صعباً وإن استصعبه المؤمنون بتوسيع المجالات الفلسفية وتبعيد الطريق الموصل إليه والملحدون بتكوين الشبهات المختلفة وترتيب المغالطات السفسطائية.
هل رأيت بناءً بغير مهندس وبناء؟
أم هل رأيت مصنوعاً بغير صانع؟
إن عقرب الساعة وإن كان في غاية الصغر لابد وأن يكون له صانع فكيف بالعالم الوسيع الذي يلف بين جوانحه شمساً مضيئة وقمراً منيراً ماءاً وهواءً وأرضاً ونباتاً وحيواناً وإنساناً كل تحت نظام ولا يحيد عن القانون العام شيء إلا فسد وأفسد.
هل النظام من قبل نفسه أم ليس له منظم؟
كلا! لا يقوم نظام إلا بمنظم ولا تتكون حركة إلا بمحرك ولا يكون شيء إلا بصانع فالمنظم هو الله تعالى والمحرك هو الله سبحانه والصانع هو الله عزوجل وقد ألمع القرآن الحكيم إلى هذا الأمر الفطري في عدة آيات.
قال تعالى إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون.
وقال سبحانه الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.
قال عزوجل الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءا فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار.
وقال رجل للإمام الصادق عليه السلام ما الدليل على صانع العالم؟
فقال الإمام الصادق عليه السلام وجود الأفاعيل على أن صانعها صنعها ألا ترى إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانياً وإن كنت لم ترى الباني ولم تشاهده.
ودخل أبو عبد الله الديصاني وهو زنديق على الإمام الصادق عليه السلام فقال له يا جعفر بن محمد! دلني على معبودي.
فقال الإمام الصادق عليه السلام اجلس فإذا غلام صغير في كفه بيضة يلعب بها.
فقال الإمام الصادق عليه السلام ناولني يا غلام البيضة.
فناوله إياها.
فقال الإمام الصادق عليه السلام يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليض الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة لا يدرى أللذكر خلقت أم للأنثى تتفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبرا.
فأطرق مليا! ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وانك إمام وحجة من الله على خلقه وأنا تائب مما كنت فيه.