6 محرم الحرام 1432 - 12/12/2010
تعدد الطرق والوسائل التي من خلالها يتمكن المسلم الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) تقديم خدمة تصب في أنتشار وتعميم قضية الخدمة الحسينية ومحاولة تجذيرها في النفوس وتأصيلها وجعلها متوارثة في العائلة والعشيرة والمدينة ومن ثم تنطلق كتجربة ناجحة للعالم.
ومن ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها موقع مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع كفلاء المواكب والهيئات الحسينية في مدينة كربلاء المقدسة جاء لقاءنا الثاني مع الحاج السيد علي حسن إبراهيم الموسوي كفيل هيئة أنصار الزهراء (عليها السلام).
• كيف بدأت مع الخدمة الحسينية (المواكب العزائية ـــ المواكب الخدمية)، وهل ورثتها من العائلة أم تأثرت بشخصية قريبة عليك، أم من الجو العام الذي كنت تعيشه في المدينة المقدسة؟
كانت البداية في منطقة العباسية الشرقية في مدينة كربلاء المقدسة ومنذ الصغر وتحديدا في عزاء العباسية كنت اذهب بمعية الاعمام والاخوال الى طرف العباسية الشرقية للنظر فقط وذلك لصغر سني حيث كنت لا اتجاوز العاشرة من العمر، وكنت استرق النظر الى الرجال كيف يقومون بعملية التحضير والاستعدادات اللازمة لاستقبال شهر محرم الحرام منهم من ينصب الخيمة ومنهم من يحضر صيوان الزائرين ومنهم من يحضر اباريق الشاي وغيرها من الامور التي نحتاجها في الهيئة وبتوالي السنين قمت بمعرفة الاساسيات التي تجعلك مهيئ لاستقبال هذا الشهر فكنت اعمل الامور التي تناسب حجمي وصغر سني شيئا فشيئا اصبحت من الاشخاص الذين ترسخت فيهم العادات الحسينية والتقاليد ولله الحمد، بعدها بدأنا في تشكيل هيئة انصار الزهراء عليها السلام سنه 1424هـ، من خلال الجهود الحثيثة المتكللة بحب اهل البيت عليهم السلام والعزيمة والاصرار لدينا والمحبة الجماء لعترة محمد وآل محمد الاطهار واسترجاع ذكريات الطفولة الحسينية، شيدت هذه الهيئة وهي من الهيئات الخدمية التي تقدم طعام العشاء والغداء والافطار الى الزائرين اضافة الى مبيت الزوار، والحمد لله يوم بعد يوم الهيئة تزداد توسعا من حيث المكان والحجم وكمية الانفاق ببركة اهل البيت عليهم السلام.
• الكثير من الأسماء في عالم الخدمة الحسينية خلدها التأريخ وبقيت في ذاكرة الناس الى اليوم، بنظرك ما هو السبب من وراء ذلك؟
خدام الامام الحسين عليه السلام كثيرون ونحن الان نشاهدهم بأم اعيننا يقومون بالخدمة الحسينية على اتم وجه وكمال منهم من كان في الماضي امثال الحاج محمد الصفار والحاج حسين التكمجي اضافة الى عمالقة المنبر الحسيني رحمهم الله مثل الحاج الملا حمزة الصغير والى اخره من عمالقة المنبر الحسيني، فللتاريخ الحق في تخليدهم لانهم اسماء تستحق التخليد والذكر لكونهم نذروا انفسهم في سبيل خدمة القضية الحسينية بشتى الطرق ان كانت على شكل هيئات خدمية او مواكب عزاء الزنجيل او التشابيه، وعجلة الزمن مستمرة معنا ايضا وان شاء الله نحن سائرون على ما بنا اجدادنا وآبائنا وايضا نعاهد الامام الحسين عليه السلام ان نكون نحن واهلنا واطفالنا جنودا مشرعة بيد الامام عليه السلام لنرفع راية القضية الحسينية الى اخر مكان في العالم.
• بين الفترة والإخرى يتعرض خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) لهجمة شرسة مغرضة من مدعي الحداثة حيث يطالبون بترك الشعائر بإعتبارها عادات قديمة؟
نحن لايخفى علينا كل هذه الامور التي تعرض لها الخط الحسيني وخدامه بالعكس كل هذه الامور تزيد من عزيمتنا لانها تؤكد لنا ان عقيدتنا هي الاصح والفكر الحسيني هو الاعظم كما هو واضح مع علماء الغرب والفلاسة في كل ارجاء العالم وعن لسان القائد الثوري للهند (المهاتما غاندي) ومقولته الشهرية (تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما لانتصر), فكل هذه الافكار التي يصدرها الناس الحاملين الفكر الصدامي الرذيل وحاشية بني امية الكفرة وغيرها من الدول المجاورة هذه الا تراهات غير ذي قيمة بالنسبة الى عشاق الحسين عليه السلام والى محبي واتباع اهل البيت عليهم السلام، وهم لايعلمون انه كلما فعلوا شيئا ضد القضية الحسينية يخرج عندنا مئات المحبين من آل محمد وكل هذا من البركة الالهية والربانية التي رسخت العقيدة المحمدية السمحاء في صدورنا فشكرا لكل محب وكل موالي وهنيئا لشهدائنا الابرار الذين ضحوا باجسادهم وارواحهم من اجل انقاذ القضية الحسينية.
• هل تعتقد بأن بعض الشعائر الحسينية بحاجة الى تشذيب وتنظيم وفق الروايات التأريخية المعتبرة ؟
نعم بالطبع الشعائر لم تاخذ الكفاية في نقل الصورة الحسينية لوجود الكثير من المعوقات القديمة التي كان الخادم الحسيني يعاني منها وبالاخص في الفترة الصدامية المقبورة كل شيئ كان محدود ومحجم والاغلب تعود على الاسلوب الخطابي المتعارف عليه وعن الامور التي عانى منها الامام روحي له الفداء في كل الاحداث التي مر بها في كربلاء المقدسة ساعة دخوله اليها، لكن القليل ممن ذكروا الامور التي واجهت الامام روحي له الفداء من ساعة انطلاقه من مكة المكرمة وساعة وصوله الى كربلاء المدة التي قضاها مولانا الامام في هذه المسافة ما الامور التي صادفته والاحداث التي مرت عليه وكيفية التعامل مع هذه الامور، لابد على الخطيب الحسيني ان يتوسع اكثر واكثر في هذه القضية لانها قضية واسعة، والاستناد على الروايات الصحيحة والكتب المعروفة التي توثق القضية الحسينية على اكثر من عقد، وعملية تجسيدها وصقلها الى المواطن على اتم وجه من خلال العروض العزائية التي تسير في الشوارع في ليالي محرم الحرام ومن خلال التشابيه والزناجيل ومجالس الوعظ والارشاد.
• كيف نستطيع إيصال فكرة الخدمة الحسينية الى العالم وأقناعهم بأنها تعظيم لشعائر الله عز وجل ؟
العالم الان في تطور مستمر وفي نجاح تلو النجاح من خلال العلوم والتكنلوجيا، يعني الان الفكر الشيعي وصل الى العالم اجمع من خلال الفضائيات الشيعية وماشاء الله ما اكثرها من قنوات، واجبها الان يحتم عليها ان تكون السباقة في النقل الحي والمباشر لعملية الاستعدادات لاستقبال شهر الله الحرام، والتي تحمل في طياتها مناسبات اهل البيت عليهم السلام، لابد عليهم ان يوصلو الكلمة الى ابعد مكان تجهل فيه القضية الحسينية لكي ينتشر الفكر الحسيني في كل انحاء العالم.