2 ذو القعدة 1432 - 01/10/2011
حاوره: أسعد السلامي
ضمن الأقسام المتعددة لمؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ) الإنسانية الثقافية بمدينة كربلاء المقدسة، هو القسم النسوي الذي يضطلع بالعديد من المهام الإنسانية والاجتماعية والثقافية لشريحة النساء في داخل كربلاء وخارجها، وقدّم منذ السنوات الأولى لتأسيسه الكثير من الخدمات الجلية لهذه الشريحة الضعيفة والعمل على الوقوف بجانبها واسترجاع حقوقها وإعطائها الدور المشرّف في بناء المجتمع ودفع عجلة التطور إلى الأمام في ربوع عراقنا الحبيب.
وللوقوف عن كثب مع أعمال ومنجزات القسم النسوي، كان لمراسلنا هذا الحوار الصحفي مع السيد عارف نصر الله المشرف العام على مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بمدينة كربلاء المقدسة..
* متى أُسّس القسم النسوي في المؤسسة؟
- تأسس القسم النسوي في مؤسسة الأعظم (صلى الله عليه وأله) الإنسانية والثقافية تزامناً مع تأسيس قسم الرجال، وكانت الانطلاقة الأولى من مدينة كربلاء المقدسة وذلك عام 2003 م بعد سقوط النظام البائد، حيث كان العراق يفتقد للمؤسسات الدينية والثقافية التي تأخذ بيده للنهوض، بحيث كانت هذه الانطلاقة قوية من حيث البرامج والمشاريع التي أقامتها المؤسسة خصوصاً الجوانب الدينية والثقافية التي منعها النظام البائد.
وقد حظيت المؤسسة بأكملها بدعم مباشر ومباركة كبيرة من قبل سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، كونه من المؤكدين على إقامة هذه المؤسسات الحسينية التي تؤكد على نشر فكر وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وتسعى إلى تطوير المجتمع العراقي للنهوض به وإيصاله إلى مصاف الدول المتقدمة، خصوصاً وإن أبناء الطائفة الشيعية حرموا ولعقود طويلة من مثل هذه المؤسسات التي تؤكد على بناء الفرد العراقي المسلم.
كما بوركت المؤسسة ومن ضمنها القسم النسوي من قبل وجهاء وأهالي كربلاء المقدسة لما تقدمه من خدمات جلية ومتميزة.
* نبذة مختصرة عن القسم النسوي وفروعه والمهام الموكلة إليه؟
- يعتبر القسم النسوي هو أحد الأقسام الأساسية لمؤسسة الأعظم (صلى الله عليه وآله) الإنسانية الثقافية في مدينة كربلاء المقدسة، ويضم كوادر نسوية خاصة من ذوات الخبرات في العمل المؤسساتي، إضافة إلى حملة الشهادات الأولية من الجامعات العراقية والمتخصصة بعلم النفس المجتمعي.
* ما هي أهم النشاطات التي يطلع بها القسم النسوي منذ بداية تأسيسه وحتى الآن؟
- يقوم القسم النسوي بالعديد من النشاطات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يتضمن النشاط الإنساني أمر كفالة الأيتام من أبناء محافظة كربلاء وفي الأخص أبناء ضحايا الإرهاب، وكذلك رعاية المرأة من الأرامل والمطلّقات.
أما النشاط الاجتماعي فيتضمن إقامة العديد من المجالس الحسينية التي لا تعنى بالشؤون الدينية فحسب وإنما يتم التطرق إلى الكثير من المواضيع الاجتماعية الهامة ومنها التأكيد على صلة الرحم والتزاور بين العوائل والأقارب وتقوية الأواصر بين الأفراد في داخل البيت وخارجه، خصوصاً ونحن نعيش في ظل هذا الواقع المليء بالتناقضات والتفكك الأسري والكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية.
وبالنسبة للجانب الاقتصادي فيعنى بتخصيص مرتبات شهرية إلى الأيتام والعمل على كفالتهم وتوفير احتياجاتهم الضرورية في الحياة أسوة بأقرانهم، إضافة إلى رعايتهم رعاية تامة ودفعهم نحو التعلّم وكفالة جميع مستلزمات التعليم، فضلاً عن توزيع معونات مادية بين فترة وأخرى وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تم توزيع المواد الغذائية على أكثر من 300 عائلة فقيرة تسكن في مركز المحافظة ونواحيها، وكذلك توزيع الألبسة في مواسم الأعياد والأعوام الدراسية.
وتعد هذه الأنشطة من أهم الأعمال التي يقوم بها القسم النسوي في مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وهي في استمرارية وتزايد في شمل عدد أكبر من المستفيدين منها.
* مدى الخدمات المقدمة من قبل القسم النسوي لأهالي المدينة على كافة المجالات والأصعدة؟
-يقوم القسم النسوي بمؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بإنشاء مفارز طبية داخل الحسينية النسائية في أيام الزيارات المليونية التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة وخاصة الزيارتين الشعبانية والأربعنية المباركتين، حيث تقوم عدد من النساء العاملات في القسم النسوي بالدور الطبي وتقديم الخدمات الصحية للنساء الزائرات، إضافة إلى تهيئة مكان واسع وكبير لإيواء الزائرات بعد رفده بالاحتياجات والمتطلبات الضرورية للإيواء، فضلاً عن تقديم ثلاث وجبات طعام يومياً لهنّ والحرص على إقامة المجالس الحسينية والعزائية للنساء إحياء لذكر أهل البيت (عليهم السلام) وشعائرهم الخالدة، وكذلك تقديم التوجيهات الدينية والفتاوى الميسرة للزائرات والخاصة بحياتهن اليومية.
* ما هي نوع الأنشطة التي يقوم بها القسم خلال المناسبات المختلفة؟
- هنالك أنشطة عديدة يقوم بهذا القسم على مدار السنة وأهمها إقامة دورات تطويرية للنساء في المدينة المقدسة والخاصة بتعليم الخياطة وتجهيزهن بمكائن خياطة بعد اجتيازهن الدورة المقامة، دعماً من المؤسسة للمرأة الكربلائية للوقوف والنهوض بواقعها المعيشي وخاصة لشريحة الأرامل والمطلقات اللواتي فقدن المعيل.
ويحرص القسم النسوي على إقامة دورات دينية وإرشادية لتخريج عدد من المبلّغات اللواتي سيتأهلن للقيام بالدور التبليغي ونشر فكر وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وخاصة إلى المناطق النائية والمحرومة من مثل هذه الخدمات الدينية وبالتالي قيام المجتمع الكربلائي على الأسس الدينية الصحيحة والعمل على استهداف المرأة المسلمة لتأخذ دورها المميز في بناء المجتمع ورقيه.
* هل للقسم النسوي نشاطات وفروع خارج المحافظة أم تقتصر على مدينة كربلاء المقدسة؟
- لا تقتصر النشاطات الخاصة والمتنوعة للقسم النسوي على محافظة كربلاء المقدسة فحسب، وإنما تتعدى إلى إقامة نشاطات وفعاليات مختلفة في محافظات (النجف، الناصرية، البصرة، بغداد، ديالى، الكوت) وكذلك في الأقضية مثل قضائي طويريج والمسيب.
وتشهد فروع المؤسسة في المحافظات العراقية نفس الخدمات والفعاليات والنشاطات المقدمة في مدينة كربلاء المقدسة، وقد كان لها دوراً كبيراً في شمل شريحة واسعة من النساء اللواتي يتطلّعن لبناء أنفسهن ومجتمعهن المسلم.
* ما هي البرامج المقدمة من قبل القسم لتطوير المرأة العراقية في كربلاء وخارجها؟
- يعمل القسم النسوي على تقديم برامج توعوية وثقافية وإرشادية للمرأة في كربلاء وخارجها، حيث أولى هذا القسم ببركة أهل البيت (عليهم السلام) وتوجيهات المرجعية الرشيدة، اهتماماً كبيراً بشريحة النساء والعمل على تطويرهن في الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية، ولا تقل شأنا عن أخيها الرجل، وبإمكانها الأخذ بزمام الأمور وقيادة المشاريع النهضوية والبناءة لمصلحة المجتمع ورقيه.
* بماذا تتميز الخدمات المقدمة من قبل النشاط النسوي في مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عن بقية المؤسسات الخيرية والثقافية النسوية في كربلاء؟
- قد تكون هذه الخدمات المقدمة من قبل القسم النسوي بالمؤسسة مشابهة للعديد من البرامج المقدمة للمرأة في كربلاء والمحافظات العراقية، ولكنّها مميزة والدليل على ذلك جمهور هذه المؤسسة والمستفيدين منها من شريحة النساء، وقد ساهم القسم النسوي كثيراً في تطوير المرأة العراقية ورعايتها والتنوّر بتوجيهات المرجعية الرشيدة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) وحرصه الكبير على رعاية المرأة المسلمة وشملها بالحقوق والمتطلبات الرئيسية لتأخذ دورها المميز في الحياة.