b4b3b2b1
محمد صلى الله عليه وآله.......بشارة الهداية والرحمة | المعاهدة الامريكية العراقية: محاذير ومخاطر | حمد العلواني.."جفّاص العشيرة" وقائدها الهمام في آخر غزوات داعش والغبراء الوفيرة | الصحوة الإسلامية وضرورات إدامة النهوض بواقع الأمة | المبعث النبوي.. الإعلان الإلهي لبلوغ الإنسان | الإمام العسكري.. مدرسة الأخلاق والقيم | ملف خاص بأربعينية أبي الأحرار (عليه السلام) | سقوط الدكتاتورية بوابة امل ام كابوس مرعب؟ | الإرهاب في العراق مقاومة ام تمرد؟ | المشاركة السياسية في الانتخابات وعسكرة الاحزاب | قيس بن مسهر الأسدي | سامراء.. جريمة العصر |

الإمام الكاظم (سلام الله عليه)... وطغاة بني العباس

 

24 رجب 1429 - 28/07/2008

حمل أمامنا الكاظم (سلام الله عليه) لواء المعارضة على حكام عصره من طغاة بني العباس الذين استباحوا جميع حرمات الله، واستبدوا بأرزاق الأمة وحقوقها الشرعية، واستهانوا بكرامة الإنسان والإسلام، والذين بنوا حكمهم على الظلم والجور والاستبداد وإرغام الناس على ما يكرهون، ومن هنا كانت محنة أهل البيت (عليهم السلام) الشاقة جداً بحكم موقعهم ودورهم القيادي الشرعي للأمة وهم المسؤولون عن رعايتها وصيانتها وإنقاذها ممّا يلم بها من محن ثقيلة، وخطوب جسام، ولذا أعلنوا معارضتهم الإيجابية لملوك عصرهم وأعمالهم الخبيثة التي كانوا يمارسونها ضد أتباع أهل البيت (سلام الله عليهم)، فذاقوا من جراء ذلك جميع ألوان الظلم والقهر والاضطهاد، حتى انتهت حياتهم الكريمة ما بين مسموم ومسجون ومقتول، كل ذلك من أجل مصلحة المسلمين وإصلاح أمة جدهم الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، والانطلاق بالحكام إلى سياسة العدل الخالص، وتطبيق أحكام القرآن الكريم على واقع الحياة.

لقد استمرت المواجهة بين الإمام الكاظم (سلام الله عليه)المعارض لسياسة هارون المستهتر بالأموال والدماء فكانت الحملات الإعلامية وكلمات الإمام لا تتوقف ضد هارون باعتباره أحد الطواغيت والظلمة، وكان هارون يسمع بكل هذا ومن جهة أخرى فإن الناس التفوا حول الإمام الكاظم باعتباره كبير الطالبين وزعيم آل محمد(صلى الله عليه وآله) ووارث علوم الأئمة الهداة، وهذا ما زاد مخاوف هارون من الإمام (سلام الله عليه).

وكانت الوشاية قد كثرت على الإمام من بعض المرتزقة والمتملقين، فتم سجن الإمام في سجن البصرة لا يفتح عليه إلا للطهور وإدخال الطعام، ولكن الإمام كان يحيي الليالي كلها بالذكر والعبادة.

وعلى أثر تلك الوشايات التي قام بها أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من المرتزقة والجاوسيس طلب والي البصرة من هارون أن ينقل الإمام إليه وإلا أطلق سراحه.

ولذا نقل الإمام الكاظم (سلام الله عليه) مقيدا بالحديد إلى بغداد، فأودع في سجن الفضل بن الربيع، ولم يزل ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر إلى سجن السندي وكان أشد السجون عليه وأضيقها وأظلمها.

ثم بعث هارون رطبا مسموما وأمر السندي أن يقدمه للإمام عليه السلام، فقام السندي لعنه الله بإجبار الإمام الكاظم (سلام الله عليه) على الأكل من هذا الرطب فأكل منه، وبعد لحظات أخذ السم يجري في جسم الإمام وهو يعاني أشد المعاناة من ألم السم، فبقي متألما ثلاثة أيام بعدها انتقل إلى ربه.

وجاء إمامنا الرضا(سلام الله عليه) بطريق الإعجاز ليقوم بتغسيل وتجهيز والده الإمام الكاظم (سلام الله عليه)، وعندما انتهى من تغسيله وتكفينه أمر هارون أن تحمل الجنازة وتوضع على جسر الرصافة ببغداد وحولها الشرطة وينادي المنادي: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت، ثم أرجعت الجنازة إلى قاعة السجن، ولكي يبرأ هارون ذمته من مقتل الإمام الكاظم عليه السلام أمر الأطباء أن يتحققوا من موته ثم أدخل الطالبيين لإدخال الرعب في أنفسهم حتى لا يفكر أحد منهم في معارضة حكمه الجائر، وهكذا بقيت الجنازة ثلاثة أيام بلا دفن!!

وكان كل ذلك للاستهانة بالإمام (سلام الله عليه)، إلى أن قيض الله عبدا أخذ الجنازة من الشرطة مع غلمانه وأولاده ونادى: ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر، فخرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع الإمام وضجت بغداد بهذا الأمر الجلل إلى أن تم دفنه (سلام الله عليه) في مقره الأخير حيث مرقده المقدس في الكاظمية المشرفة والتي يقصدها الملايين من محبي أهل البيت عليهم السلام لإحياء ذكرى .