16 ربيع الأول 1431 - 03/03/2010
من البديهي ان تفتخر امة المسلمين برمزها العظيم وحامل رسالة وعقيدة السماء الرسول الاعظم نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله هو العربي القرشي الامين الامي من ام القرى مكة المكرمة والذي بولادته المباركة في مثل الايام قبل 1483عاما هجريا تلألأ الكون واضيئت الانام وتبددت جحافل الظلام وتلاشت الوثنية ومحقت الاصنام.
ومحمدا صلى الله عليه وآله كان حقا رحمة للعالمين كما افادت بذلك الاية القرآنية الكريمة (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين)، فبوجوده ثبتت دعائم الدين الوحدانية واسس الايمان وبفضلة انتشرت الفضيلة في كل بقاع الارض وتغيرت صفته من الصادق الامين في الجاهلية الى نبي الرحمة ومنقذ البشرية وشفيع الامة يوم القيامة وبسيرته الاهتداء بها وبتعاليمه واحاديثه الشريفة وسنته.
ومحمدا كان الرسالة الالهية المشفوعة بالاستقامة والاخلاق والسلوك القويم بكل ماتضمنه من التواضع والحلم والزهد والكرم والسخاء والقناعة والهمة والشجاعة والحزم والحياة والبصيرة والايثار وغيرها المثير في شجرة الفضائل.
لقد كانت لبشارة الولادة المباركة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله اشراقة امل وخير لكل شعوب المجتمع الانساني المنتشرة في ارجاء المعمورة ذلك ان الارادة المقهورة في دياجير الشرك والضلال والمأسورة بقيود العبودية والاستبداد المقيت للملوك والاباطرة الظلمة الذين تربعوا على عروش الدول والامبراطوريات العظمى يومذاك فجاءت ولادة محمد صلى الله عليه وآله التي بشر بها القرآن الكريم وسمعها اتباع الديانات ومنهم النصارى واليهود وسائر عرب الجزيرة.
ولكي تتحق حقيقة الرحمة التي وعدبها الباري تعالى سائر عباده كان لابد من مواصفات ومزايا خاصة وفريدة تتوفر في هذه الشخصية الرسالية خصوصا اذا ما عرفت الطبيعة المعقدة والنزعة المتشددة لدى اقوام وقبائل الجزيرة وتاريخها المطبوع بالوثنية والعقائد الدينية المحرفة وهذه يلزم معها التعامل بحذر وحكمة وصبر كي لاتثار الحساسيات ورودود الافعال العمياء من جانب المشركين وعبدة الاصنام وفعلا فقد اودع سبحانه وتعالى كل مزايا الحكمة والحلم والتواضع والرأفة والتسامح في نفس رسوله محمد صلى الله عليه وآله وكان ذلك كفيلا باقامة نظام الاسلام العادل ودولته العالمية الكبرى القائمة الى اليوم الحاضر وحقا غدا نبي الرحمة المثل الاعلى في سائر نواحي الكمال إذ حباه الباري عز وجل بأرفع الخصائص والمواهب التي حبابها الانبياء عليهم السلام.