7 ربيع الثاني 1429 - 14/04/2008
الإمام الحسن العسكري أبن الإمام علي الهادي (عليهما السلام) هو الكوكب الحادي عشر من أبناء بيت النبوة المحمدية والإمامة العلوية المباركة، ومن هنا فأن الإمام العسكري هو من لبنات بيت الهداية، وفرع من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومركز الإمامة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي ذلك هو أصل طاهر من بيت آل محمد (صلى الله عليه وآله) الرفيع الذي أذهب الله تعالى عن أهله الرجس وطهرهم تطهيرا.
لقد نشأ وتربى أمامنا العسكري في حجر أبيه الإمام الهادي (عليهما السلام) ولم يفارقه في حله وترحاله وعاش معه ثلاث وعشرون سنة فأخذ من واريث الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) ونهل من علوم جده رسول محمد (صلى الله عليه وآله) فكان يرى في والده صورة صادقة لأخلاق جده رسول الله الذي أمتاز على سائر النبيين عليهم السلام كما كان يرى فيه أخلاقيات آبائه الأئمة الطاهرين، وكان والده الامام الهادي عليه السلام يرى في ولده الزكي أمتدادا للإمامة الكبرى والنيابة العظمى عن النبي صلى الله عليه وآله فأهتم بأمره وأشاد بفضله قائلا فيه:
((أبو محمد أبني أصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف واليه ينتهي عُرى الإمامة وأحكامنا))
كان الامام الحسن العسكري عليه السلام في قمة الاخلاق ومكارمها كآبائه الطاهرين وهي متواترة عنه وعنهم عليهم السلام وقد اعترف الجميع من أوليائه واعدائه بعلو مكانته وعظيم خلقه وعلمه.
قال أحمد بن عبد الله ابن خاقان وكان من اشد النواصب عداوة لاهل البيت عليهم السلام وكان من ولاة سلطة بني العباس : (ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى (أي سامراء) من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد الرضا (عليهم السلام) ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم اياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القادة والوزراء والكتاب وعوام الناس).
الإمام ومعاصروه من الطغاة:
عندما أخذ بنو أمية وبنو العباس وغيرهم بالضغط على رموز القيادة الشرعية وهم الأئمة الطاهرون عليهم السلام ومنهم الامام الحسن العسكري عليه السلام واقصوهم عن التصدي لأمر الخلافة وادارة العباد والبلاد حيث ضيقوا على الامام وسجنوه وجعلوا العيون والجواسيس عليه واعتقلوا شيعته وطارودهم في كل مكان فان ذلك كان سببا لغرق العالم الاسلامي وغيره في بحار من المشاكل والحروب وسفك الدماء وعدم الامن وفقد الحريات وكبت الكفاءات وخسارة الدنيا والآخرة .
لقد أبتلى الائمة الطاهرون عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بحكام طغاة غصبوا حق الرسول وآله واستبدوا بالحكم ظلما وجورا وضيقوا على العترة الطهارة وهذا ما يؤكده تأريخ ملوك الامويين والعباسيين والعثمانيين ومن تبعهم الى هذا اليوم وقد عاصر الامام مجموعة من هؤلاء الطغاة منهم في حياة ابيه الهادي عليه السلام ومنهم بعد تصديه لمهام الامامة، وقد تجرع منهم اشد انواع الظلم كان منهم المعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد وهو الذي خطط ودبر مكيدة الغدر بالامام وقتله بالسم بعدما عانى سنوات طويلة من الاقامة الجبرية والحبس في سجون طغاة بني العباس ولم يكن كل ذلك يطاله لوحده بل مع جمع من اخوته وذويه واصحابه وشيعته الا ان ارادة الله تعالى هي وحدها كانت الفيصل ولها الظفر اذ بعد شهادة الامام برز ابنه الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ليكون الامل والقائد المنقذ لامة جده محمد صلى الله عليه وآله وكل البشرسية ومحررها من كل اشكال الظلم والعدوان والعبودية .