26 محرم الحرام 1431 - 13/01/2010
شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى ان يبقى الامام علي السجاد بن الامام الحسين عليهما السلام على قيد الحياة وان يكون الناجي الوحيد من القتل بسيوف عسكر الطاغية الاموي يزيد في ميدان الطف الدامي بكربلاء يوم العاشر من المحرم رغم طبيعة القساوة المفرطة وسياسة البطش والفتك المروع مع آل واصحاب الحسين عليهم صلوات الله وسلامه التي اتبعها ابن زياد بأمر من الحاكم الاعلى في الشان وزعيم بني امية يزيد بن معاوية.
وكان من المؤكد ان تمرض الامام السجاد عليه السلام في ذلك اليوم العاشورائي العصيب لم يكن يأتي من باب الصدفة وانما حصل وفق حكمة ومشيئة إلهية لاجل حفظه من الحقد والغدر الاموي المتجذر من الاسلاف ضد العترة المحمدية العلوية الشريفة والذي لم يكن يسلم منه حتى طفل الحسين عبد الله الرضيع حين اراق القوم الفجار الظلمة دمه الزكي بذلك السهم القاتل وهو على صدر ابيه الذي جاء به اليهم طالبا منهم شربه ماء يروي بها ضمأ طفله البرئ العطشان وبالفعل فقد اقعد المرض الامام علي السجاد عليه السلام بتاج الامامة والولاية محفوفا بالعلم والادب وحكمة الانبياء وصفاء الاولياء بعد ان اختاره الله تعالى له هذا الاسم المبارك (علي) زين العابدين وسيد الساجدين، وليغدو الخليفة من بعد ابيه سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام فهو الامام المنصوص عليه من آل بيت النبوة والامامة الذين طهرهم الله تعالى وعصمهم بلطفه ولكي يجسد الامام علي زين العابدين ذات النهج والسياسية التي سار عليها جداه رسول الله محمد وامير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب وكذا عمه الامام الحسين المجتبى وابيه سيد الاحرار والثائرين الامام الحسين عليهم السلام وهي الانتصار للحق والعدل والمظلومين فأنه عليه السلام لم يكن يسحق انسانية العبيد ابدا ويذل الناس كما فعل جناة بني امية واسلافهم من اعراب الجاهليه وارباب الوثنية الذين تلبسوا بزي الاسلام ظاهراً بل عمل على تنشيط احساسهم بالارادة والحرية والاعتماد على النفس وبالجملة كان بيت الامام السجاد مدرسة يتخرج منها كل عام جمع من الاعلام الرساليين العاملين لادامة النهج المحمدي العلوي الحسيني القويم واستمرارية مساره في حياة الامة واجيالها المتعاقبة على مر التاريخ.