27 ذي الحجة 1428 - 07/01/2008
كم كان غبيا هذا المدعو يزيد ابن معاوية عندما ظن انه قتل الحسين عليه السلام في العاشر من عاشوراء عام 61 للهجرة، وكم كان اعلامه مظللا عندما اقنعه ان رأس الحسين انفصل عن جسده الشريف في ارض الطف!! وكم كان جاهلا عندما ظن ان بامكان البيت الاموي الموغل بالاجرام والرذيلة والانحراف ان ينتصر على البيت النبوي الذي ملىء الدنيا والاخرة صدقا وعدلا وفضيلة، وكم كان بليدا عندما راهن على صبر أبي الأحرار واهل بيته واصحابه ظنا منه ان الجسد الشريف سيستسلم لطعنات السيوف وضربات الرماح!! وكم كانت هزيمته هائلة عندما سمع من جيشه ان ابي الاحرار قبل ان تفيض روحه الشريفه بعشر ثوان قال بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله..
وكم كان خائبا عندما سمع بطلة كربلاء زينب عندما قالت اللهم تقبل منا هذا القربان، وكم كان خذلانه وفضيحته كبيرين عندما رفع جيشه راس الحسين فوق الرماح يُطاف به بين الكوفة والشام وهو ينطق وبصوت مسموع ومدوي هيهات منا الذلة ياباها الله لنا ورسوله والمؤمنون، واذا انفصل الرأس عن الجسد الشريف بالتوقيت الاموي في الساعة الواحدة ظهرا سنة 61 للهجرة، فأن الرأس الشريف وما فيه من الامامة والرجولة والفداء ملتصق جدا جدا جدا في جبين الانسانية والشرفاء في العالم وتوقيت الاحرار في كل مكان وزمان، ولم يعرف ان الذي مات في ارض الطف وملحمة الامامة هو وابيه واعوانه وتابعيه وتابعي تابعيه واعلامه ومناصبه ومكاسبه المؤقتة الى يوم القيامة، وهو لم يعرف قطعا ان الامام الحسين عليه السلام في علم الذر وعلم اللوح المحفوظ وعلم الثورة وعلم التاويل بانه نفحات ربانية واصطفاء نبوي ومدرسة علوية تعجبت منه ملائكة الله، وانى له ان يعلم بان ملحة عاشوراء ستصير برزخا بين الحق كله وبين الجور كله لتبقى مأثرة ابو الشهداء مشرقة كالشمس ولتبقى مخزية فضيحة ابن معاوية ابن ابي سفيان الى يوم القيامة..
وادري ياسيدي انك بالغت في النصيحة والرجولة والشهامة وجعلتهم يتصاغرون ويتضائلون حتى انقطع اثرهم امام موقفك الفذ، وادري ياسيدي انك واهل بيتك واصحابك على قلتكم اسقطتم جيش يزيد في وحل الهزيمة والخزي وعار الكثرة وغباء السيف والسلاح، وادري ان دمك ينبض الى قيام الساعة وحرارة مصابك لا تبرد في قلوب المؤمنين، وادري انك بوثبتك النبوية منعت ان يُقام للطغات مقام ومكان على الارض، واذا ما غفل الناس عنهم تنهشهم الكلاب كما فعلت بيزيد العراق المقبور..وادري اننا كلمنا اقتربنا من شعائرك وفيضك النبوي ابتعدنا عن مأساتنا وجرحنا المستديم، كم ترى المسافة للوصول اليك؟
اللهم قربنا من الحسين اللهم آمين..