b4b3b2b1
الإمام الصادق عليه السلام ... مدرسة الفقاهة ورائد العلم | أبنة الأكرمين عقيلة الهاشميين | ما منا إلاّ مسموم أو مقتول | وقفة لاجل المواطن المشلوع قلبه | الإمام الحسن المجتبى وجدل القيادة | لماذا البساتين سائرة؟ | السيرة العطرة للمفكر الإسلامي الكبير الشهيد الشيرازي | محمد (صلى الله عليه وآله) منقذ الإنسانية | امريكا او ايران: العراق بين ضَرّتين | كلمة المرجع الشيرازي بمناسبة رحيل آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته | الدولة الدستورية وسلطة القضاء | العولمة ودولة الإمــام المهدي عجل الله فرجه الشريف |

خيانة كربلاء.. خيانة لله ولرسوله وقربان رسالته

 

24 ربيع الأول 1429 - 01/04/2008

مهما يكن غباء المسؤول - إن كان غبياً - عن إدارة السلطة في مدينة كربلاء، ومهما تكن حماقته وحماقة الذين يدعمونه ويسندونه، ويقفون خلف الكرسي الذي يجلس عليه إن كانوا حمقى، ومهما يكن عدد الذين يصفقون ويزمرون له من المنافقين والمطبلين من الإعلام الغجري (الكاولي) وأنصاف المثقفين ودعاة الأقلام الأجيرة فلا يمكن أن يصل بإهماله المتعمد وكراهيته لمدينة سيد شباب اهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إلى درجة تختلف عمن سبقوه من التربع على كرسي إدارة المدينة المقدسة بل نجد من كان مسؤولاً عن إدارة كربلاء من ازلام النظام المقبور والذي يحاكم أمام المحكمة العراقية لاشتراكه في حملة الأنفال جعل أهالي كربلاء يطالبون تلك المحكمة بتخفيف الحكم عليه، نظراً لما قدمه من خدمات لهذه المدينة وهذا ليس دفاعاً عنه إنما هي الحقائق التي يذكرها العديد من أهالي كربلاء.

ولكن يبدو والله أعلم - ذلك ليس دفاعاً - أنها ليست قضية حماقة، أو غباء، كما أنها ليست بقضية غشيان ضمير في لجة الإعلام الغجري الملتف حوله، فالرجل ليس برئيس حزب أو كتلة أو قائمة، بل ربما كان أحد أفراد الدائرة الثالثة أو الرابعة لأحد الأحزاب ولا يمكن لشخص من الدرجة الثالثة أن يتصرف بكل هذا الإهمال المتعمد لمدينة كربلاء من دون استشارة الدائرة الأولى من القائمة أو الحزب الذي ينتمي إليه، وإذا ما صحت نظريتنا ونظرتنا وتوقعاتنا فإن الطامة الكبرى والداهية العظمى ستكون أدهى في المرحلة القادمة، فلولا رضا المجموعة التي ينتمي إليها لما تعمد الإهمال بهذه الطريقة التراجيدية لمدينة الحسين (عليه السلام).

فالقضية إذن أكبر من يقودها شخص لا يهتم بكربلاء أكثر من اهتمامه بأناقته وتسريحة شعره وربطة عنقه ولمعان حذائه.

ثم ماذا نسمي سكوت أبناء المدينة واستسلامهم بهذه الطريقة المؤلمة لإدارة شخص جاؤوا به، أليس لهم الحق في سحب الثقة منه، اللهم إلا إذا كان الجميع لا يزال يعيش أجواء النظام البائد ,اجواء الخوف والرعب .

أو انهم لم يستطيعوا التخلص من عقدة تلك الفترة المظلمة، ولو استمروا في العيش في تلك الدوامة ولم يخرجوا من شرنقتها، فعلينا توقع المزيد.

وإذا كان أهالي كربلاء يصرون على بقاء هذا الشخص أو انهم سيبيعون أصواتهم له مستقبلاً فتلك خيانة لله ولرسوله ولشهيد هذه الأرض المقدسة ففي الحديث (من ولى على عصابة رجلاً وهو يجد من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله).

وسوف تكون جريمة لا تقل عما جرى في عاشوراء، وخيانة لكل الدماء الطاهرة التي سقطت على هذه الأرض المقدسة منذ اليوم العاشر من المحرم عام 62 هـ ولحد الآن.

وأما الذين يتوقعون الأفضل ويأملون به لهذه المدينة في السنوات القادمة، فإن ذلك لن يكون، وعليهم أن لا يركنوا أو يطمأنوا لآمالهم وتوقعاتهم، لأن الأمور قد حسمت فيما يخص نتائج الانتخابات القادمة في المحافظات ومنها كربلاء، وقرار اتخذ، ولن تكون لكذبة الانتخابات والديمقراطية والشفافية دور في تغيير ذلك وسوف يكون التزوير صاحب الموقف الأقوى مستقبلاً فقد قسمت إدارة المحافظات بين الأحزاب الحالية، ومهما كانت صرخة اعتراض المعترضين فسوف يكون خارج التغطية، وما يجري إلا مقدمات لتثبيت الخارطة السياسية والقواعد الاسياسية فيها. ثم نقول مهما كان جهل هذا المسؤول في كيفية إدارة أمور المحافظة وفوضويته في تقديم الخدمات فيما لو صرف على تلك الخدمات من جيب... ومهما بلغت أيضاً درجة (ثولانه) لكل تلك النداءات والصرخات التي تؤكد على ضرورة الاهتمام بكربلاء ومهما تكن أيضاً درجة قصر النظر وضعف الشبكة في عدسة العين أو عمى الألوان فلا يمكن أن يكون أعمى وأضل سبيلاً ممن سبقوه من المسؤولين، ولا يمكن أن يكون عاشقاً هائماً حد الذوبان بكرسي المسؤولية لينسى فضل هذه المدينة عليه، فهو يدرك تماماً إن لهذه الأرض الطيبة المقدسة فضل كبير ولو صرخت كل خلايا جسمه صرخة واحدة، لكانت قادرة على أن تصحي ضميره الذي مازال مغشياً عليه لكثرة المطبلين من حوله، ولو قدر لذلك الضمير أن يصحو مما هو فيه من حالة الغشيان وشهوة الجلوس والتربع على كرسي المسؤولية.

إن إهمال كربلاء خيانة لله ولرسوله وقربان رسالته ريحانة رسوله الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن يستطيع خيانة كربلاء باستطاعته أن يبيع الوطن بكامله في لحظة خيانة وموت ضمير.

لقد تخلى أبناء كربلاء عن كربلاء الحسين (عليه السلام)، أثناء المعركة الانتخابية السابقة أو إنهم انساقوا وراء المغريات أو وقعوا في دائرة الانفعالات والافتعالات الانتخابية، ولقد ساق من قبل معاوية الكثير من مئة ألف من الشاميين إلى حرب صفين وبطرق مختلفة، كما ساق بعد ذلك ابنه يزيد وعبيد الله الآلاف منهم ومن الكوفيين لقتال أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) على أرض الطف في كربلاء المقدسة، فهل من حر ينتصر لكربلاء كما انتصر الحر بن يزيد الرياحي في صحوة ضمير خالدة.