8 جمادى الأولى 1429 - 14/05/2008
مولدة حباها الباري عزوجل وكرمها وعظم شأنها ومنزلتها واستبشر بها بيت النبوة والإمامة وابتهج بمجيئها إنها السيدة الطاهرة زينب الكبرى سلام الله عليها، لأنها أول طفلة يحتفي بها بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) فقد سبق وان ازدان البيت الطاهر بوليدين طاهرين هما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام).
فجاءت لتضفي الفرحة والسرور في هذا البيت الطاهر، لكن الفرح رافقه الحزن والبكاء بعد أن صرح النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أوحى الله تعالى عن طريق الأمين جبرائيل بما سيجري على هذه الطفلة من مآسي وآلام وما ينتظرها من دور سيغير مجرى واقعة عظيمة.
كذلك كان مولدها تغييرا لما كان معروفا عند العرب في الجاهلية من التشاؤم والاستياء عند ولادة البنت واعتبارها مولوداً ناقص القيمة والشأن، بل قد تسبب لهم العار والفضيحة، كما أنها لا تنفعهم في المعارك والحروب، ولذلك كان بعضهم يئدها عند ولادتها كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم بقوله: (وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به اُيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ).
لذلك أرسى الإسلام ثقافة سلوكية جديدة في المجتمع الإسلامي تدين تلك النظرة الاحتقارية للبنت وتجعلها مساوية في الشأن والقيمة للولد، وأكثر من ذلك فان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يتحدث عن البنات بايجابية أكبر، ويربي المسلمين على أن يكونوا أكثر احتفاءً وسرواً بقدوم البنت.
وقد أكد نبي الإنسانية دحضه لتلك العادات السيئة ووصف البنت بالريحانة من خلال عدة أحاديث نذكر بعضها:
(بشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بابنة فنظر الى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم، فقال: ما لكم ؟ ! ريحانة أشمها ورزقها على الله (عز وجل).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: « نعم الولد البنات المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً من النار، ومن كانت عنده اثنتان أدخله الله بهما الجنة، ومن يكن له ثلاث أومثلهن من الاخوات وضع عنه الجهاد والصدقة »
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: « من عال ابنتين أو ثلاثاً كان معي في الجنة ».
وسبب آخر يؤكد على حتمية السرور والابتهاج الذي غمر البيت النبوي عند ولادة السيدة زينب سلام الله عليها هو المعرفة المسبقة التي أوحاها الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله) بالمكانة العظيمة الدور الريادي الذي ستقوم به هذه الوليدة في الأمة الإسلامية.
فسلام عليك يا ربة الطهر وربيبة النبوة والإمامة، أفرحتهم وأفرحتنا بمولدك الطيب وبمواقفك العظيمة وأبكيتهم بمصائبك وما يجري عليك في طف كربلاء الخالدة التي أثبت للعالم كله إنك بطلة مكافحة لاتخشين في الحق لومة لائم فنطقتي حقا وصدقا في مجالس الطغاة وفجرتي ثورة أخرى كانت امتدادا لثورة أخيك سيد الشهداء.