22 ربيع الأول 1429 - 30/03/2008
ذكر تيس مسؤول رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية فيدرالية, وضرورات انتخابية تزويرية, وحاجة أخلاقية في أمس الحاجة إليها في الوقت الحاضر رواية مفادها ان أحد التيوس الكبار من حظيرة الحيوانات الأليفة, والمشتركة في مجلس المقهى المحلي التقى تيسا كبيرا يتولى الآن قيادة منتدى التيوس الحالي فقال له:
يبدو انك لم تتعلم من تجارب الآخرين, ولم تقرأ عنها, وما آلت إليه أحوالهم, بل لم تسمع ما يقوله الناس عنهم؟
وأضاف قائلا: أنت تعرف يا جناب التيس كيف ولماذا دخلت المعركة التي قمت ضد الفقراء والمساكين وأصحاب الحس الوطني الأصيل في العديد من المناطق, ومن الذي دفعني إليها؟
يوم حملت السلاح ضدهم وطاردتهم في كل حدب وصوب, فظننت أن باستطاعتي القضاء عليهم, وإخراجهم من المعادلة السياسية التي كنا نتبعها, وإبعادهم عن التأثير في الانتخابات, والتي جرت في ظروف تزويرية احترافية عالية الدقة والإحكام, فكنت كما كانت تقول أمي دائما: انك تيس غبي, وستبقى هكذا مادمت تسعى وبروح جشعة وبدون تفكير إلى الشعير لوحدك, ولا ترضى بنصيحة احد يمكن ان يقدمها لك الآخرون.
لقد صدقت أمي, وصدق الشاعر حين قال:
هو التيس ابن التيس وجده التيس***ولا خير في تيس تناسل عن تيس
ويبدو والله أعلم انك وكما تقول الناس مثل العربانة, وإذا ما كنت تعتقد ان فرض سيطرتك التي تمت بالقتل والتدمير والاعتقالات العشوائية على الارض المقدسة في العام الماضي قد إغرتك بحمل السلاح, وتجييش التيوس وتذهب الى حيث حدثت معركة الجمل, ومن دون مقدمات او مشاورة الطيبين من اهلها فأنت لم تقدر الامور, ولم توزنها بميزان العقل والمسؤولية التي منحها لك ابناء جلدتك, في ظروف صعبة وخطيرة, فنظرت كما ينظر الاعور عافانا الله وإياك من العور والصمم وقلة الضمير, وشمخت بأنفك حين تصورت انك وبمساعدة مجموعة من الانتهازيين سوف يحقق لك النصر.
وإذا ماكنت تعتقد ان الاستعانة بالوحوش الضارية المرابطة هناك سوف يحقق لك الاستباحة الكاملة لتلك المنطقة, وقتل شبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها فأنت مخطأ, فتلك الوحوش التي لجأت اليها لتحمي نفسك عندها, قد ارعبتها شجاعة أهلها, وانسحبت الى خارج حدودها, وإذا ماكانت حجتك أن هناك عصابات من ثيران الجريمة والمخدرات فان ذلك من مهمات التيوس الامنية, ولم اسمع يوما ان تيسا كبيرا بحجمك قام بزره بمقاتلة تلك العصابات, وكان عليك ان تقوم بذلك العمل بمشاورة الناس, أما ان تأخذهم على حين غرة فذلك من شيم الغادرين, كما إنه ليس من البطولة في شيء, وإن حملة (رقصة العرجان) سوف لن تفضي الى شيء ولن يستفيد منها احد سوى المتربصين بهذه الارض.
وان كنت خائفا من نتائج الانتخابات القادمة التي ستجري فإن بإمكانكم الفوز بها كما فعلتموها من قبل بالتزوير, ودس الدنانير, وشراء الضمير, أو بتقديم افضل الخدمات والمشاريع التي تصب في خدمة الضعفاء والمظلومين, بدلا من استخدام السلاح والقتل والدمار كي يصفو لكم الجو, وتفوزوا في الانتخابات, وترقصوا الوحدة ونص على أنغام الفيدرالية, كما أنكم ياتيسي العزيز لم تقدموا للناس أي شيء, فانتم لم تسعوهم بأموالكم ولا بأخلاقكم, فكما يقول النبي الكريم (صلى الله عليه وآله ): (إن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم) فهل سعيتم الى ذلك؟
لقد كنت تيسا غبيا أيام قيادتي,ولازال الكل يتذكرني باللعنات, ويتطيرون من ذكري, ونصيحتي لك أن تتراجع عن سياستك الحالية قبل فوات الأوان, ولا تكن كما قال أخي التيس الأصغر, وإذا قالوا لهم ياجماعة اتقوا الله, قالوا إنما نحن تيوس.