27 ذي الحجة 1428 - 07/01/2008
الأمة التي تنحرف، تبتلى بجهالها فيكثر فيها الملثمين والطواغيت والسفارات الصهيونية والاحزمة الناسفة، فتنهزم سياسيا وتسقط في وحل الهزيمة، وعندما تقبل ان يقودها امير المجرمين يزيد فانها ستنهار عاجلا أو آجلا وستكون خرابا ووبالا على التاريخ والحضارة فيما بعد..
وأول مهمات اعوان الهزيمة نصب العداء للفضيلة والقيم ورجال الإصلاح..
وواقعة الطف فضيحة وهزيمة للمنهج الجاهلي من جهة الخط الأموي الذي أراد الرجوع إلى "المربع الأول" حبا بهبل وحنينا لامية ابن حرب، ومن الجهة الأخرى بطولة وسمو ورفعة ودين المتمثلة بالخط النبوي الأصيل..
وبطل الهزيمة يقود معركة الانحراف عن بعد بواسطة " الريمونت " المتمثل بجيش عمر ابن سعد وعبيد الله ابن زياد، وبطل معركة الإصلاح والفداء والنبوة قال "إني زاحف بهذه الأسرة.. وشاء الله ان يراني مقتولا ويراهن سبايا".
والتصق بطل الأمويين بالزمان والمكان، مؤسسا بذلك مدرسة التكفير والغباء والعبوات الناسفة، وانفصل سيد شباب أهل الجنة من المكان والزمان ليصبح ملكا للإنسانية ومشروعا للتحرير والتحرر ووعاءا للسمو والرفعة والاباء..
والأمة التي لا تعترف بأخطائها تكون مشروعا مستمرا للخنوع والهزيمة والانكسار وتنجب المفخيين والملوثين والملثمين..
والأمة التي فقدت إرادتها بتأثير الإعلام الأموي أعلنت مسؤوليتها عن جريمة الجرائم في التاريخ، ولم تكتفي بالقتل والترويع، فقد رفعوا الرؤوس على الرماح ايغالا بالفجيعة، وأعلن ابن آكلة الأكباد أمام الملأ وفقهاء السلطان مسؤوليته كاملة على الواقعة التي شطرت العالم إلى منهج للانتصار وخطا للهزيمة، وليعلن إعلامه وفضائياته " من كان يحب محمد وال محمد فهم هؤلاء فوق الرماح قد ماتوا.. ومن كان يعبد الدنيا فان ابن آكلة الأكباد حيا لا يموت "
وتجنبا للتزوير الذي خرج الإمام الحسين لاستئصاله وتجنبا لفضائيات أعوانه جاء إمام الأحرار بأسرته كشهود عيان ومنبرا للواقعة ومجلسا فكريا يفند الأكاذيب وقلب الحقائق ويقص الحقيقة كما هي، فان أول اظاليل ابن معاوية قال في مجلسه أمام زين العابدين وسبايا أهل البيت " الحمد الله الذي قتل أبيكم وفضح أكذوبتكم " فأجابه الإعلام النبوي بلسان زين العابدين " إن أبي قتله الناس.. وان الله يتوفى الأنفس حين موتها..
ولان معركة الطف لن تنتهي الى يوم الدين وانها تتجدد في كل زمان ومكان، جاء بأسرته (شهود عيان) فلا ينقل الواقعة غير اهلها، لا ينقلها الا من قالوا لحظتها " اللهم تقبل منا هذا القربان " ولو كان غير ذلك، لتناقلها شمر ابن ذي الجوشن بشكل منحرف تسترا على جريمتهم ولتعددت مصادر التأويل ولكثر المحللون السياسيون امثال عبيد الله ابن زياد..
وبينما تجمع العراقيون من كل مكان في كربلاء برغم جراحهم وعيونهم التي تنزف دما من منهج الفتنة والتكفير، تجمعواهناك ليعلنوا سخطهم لجيش يزيد ويجددوا حبهم لآل الرسول ويعينون الامام السجاد وجابر الانصاري على رجوع رؤوس ملحمة كربلاء الى الاجساد الطاهرة في اربعينية الطف، بينما استمر جيش عمر ابن سعد وشمر ابن ذي جوشن وزياد ابن ابيه في الوقت الراهن استهدافهم لانصار الحسين في الدورة وحي الجامعة والطارمية وجسر الجادرية ومواكب العزاء في الحلة ليجددوا من جديد نصرتهم للخط الاموي بغضا بالعراقيين ورغبة في جائزة ملك المجرمين.