4 محرم الحرام 1433 - 01/12/2011
كربلاء المقدسة\ حاوره اسعد السلامي
منذ قديم الازل ومنذ انطلاقة الشعائر الحسينيه في العالم الاسلامي، تعتبر الاطراف والهيئات الحسينية هي الداعم الاساسي والواجهة الرئيسية التي تتبنى احياء ونشر علوم وعادات وتقاليد اهل البيت عليهم السلام في مناسباتهم الاليمة منهم والمفرحة، وفي الاخص في المدينة الام وهي كربلاء المقدسة، هذه المدينه التي اختارها الامام الحسين عليه السلام لكي تكون نهاية الرحال له ولاهل بيته، كانت تدعى(كرباً وبلاء)، والحديث عن هذه المدينه يطول جدا لما فيه من مأثر ذات طابع مؤلم ومفجع، خصوصا نحن نمر الان تحت غطاء شهر محرم الحرام شهر الامام الحسين عليه السلام شهر الكرب والبلاء، نقف في هذه اللحظة مع احد الاطراف المعروفة والتي لها وزنها وثقلها منذ 1951م، في الخدمة الحسينية التي اتخذت شعار (خدمة الامام الحسين عليه السلام شرفاً لنا)، حيث كانت لنا وقفة مع الحاج عباس سفر والحاج جاسم دردوش، من هيئة شباب باب الخان منطقة الفسحة، ليكونان معنا خير دليل في حوارنا هذا، للوقوف حول تاريخ هذا الطرف الحسيني الكبير الذي كرس حياته في خدمة الامام الحسين عليه السلام وزواره الكرام.
1.متى كانت اللبنه الاولى لتاسيس طرف باب الخان ومن هم مؤسسيه؟
في بداية الحديث اعزي صاحب العصر والزمان الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وجعلنا واياكم من خدام خدام زواره الى يوم القيامة، كما اتقدم بالشكر الجزيل الى موقع مؤسسة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله في كربلاء المقدسة لاهتمامه الكبير باطراف كربلاء والسعي وراء حقيقة هذه الاطراف والهيئات الحسينية التي تعتبر من اعلام الخدمة الحسينيه في كربلاء، بالحقيقة تأسس طرف باب الخان في عام 1951م حيث كان يسمى "طرف باب الخان" من قبل العديد من خدام الامام الحسين عليه السلام في ذلك الوقت امثال (الحاج رزاق جلوة, كامل خماس, مكي مدينة, علي جكري, عبد الزهرة القندرجي, جاسم مدينة, حسين ماميثة, فلاح عمران الجحيشي, قاسم عباس, وهشام جلوه, سعد درويش, وعلي جاسم ضاحي, والشهيد علي الباوي)، والان سمي بهيئة شباب باب الخان بسبب خروج بعض الهيئات منه مثل هيئة شباب الفسحة, وهيئة ميثم التمار, وهيئة لواء ابو الفضل, وهيئة لواء الامام الحسين ولكن في الرابع من شهر محرم تتجمع هذه الهيئات في منطقة باب الخان, عندها يطلق عليها جمهور باب الخان, حيث تنطلق هذه الهيئات الحسينية كمجموعة واحدة وتحت هذا المسمى بطرف باب الخان من أجل احياء شعائر عاشوراء الامام الحسين عليه السلام.
2.ماهي الخدمات التي يشتهر بها الطرف وهل هنالك جهة داعمة له؟
كما تعرفون ان الخدمة الحسينية متعددة الاشكال منها الموكب السيار كالعمل المسرحي الدرامي(التشابيه) وموكب الزنجيل اضافة الى الردات والتي نطلق عليها (الجوقات)، اضافة الى تقديم الطعام والشراب وعمل تكيات الشاي الكربلائي الاصيل، وطبخ الطعام مستمر لدينا الى يوم ثالث الامام الحسين عليه السلام، مستمرة في بتقديم الخدمة الحسينية لزائرين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) وكذلك أقامة مجالس عزاء في ألايام الاولى العشرة من شهر محرم الحرام وتقديم وجبة غذاء بعد صلاة المغرب والعشاء, وبعد ركضة طويريج يكون مقر الهيئة مجلساً لراحة الزوار, وكذلك أيام الجمعة وعلى مدار السنة ايضاً تقدم الخدمة للزائرين.
اما بالنسبة الى الدعم المادي هنالك متبرعين أساسيين للهيئة امثال الشيخ عبد ألامير الحميري وهو شيخ عشائر عموم العراق للحميرات, وليس فقط لهذه الهيئة وانما الى أكثر الهيئات, وكذلك جميع من يحتاج الدعم من الفقراء والمحتاجين، اضافة الى العديد من الطيبيين والخيريين من محبي اهل البيت عليهم السلام، لكن لاتوجد جهة رسمية معينه تدعم هذا الطرف.
3.هل هنالك ارتباط مباشر مع المرجعية الشيرازية في ذلك الوقت وهل لك ان تذكر لنا موقف من هذه المواقف؟
كان سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي(قدس سره)، اول رئيس فخري لهيئة شباب باب الخان, في ذلك الوقت وأن لهذه الهيئة موقف مع سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي، في وقت النظام المقبور لعنه الله حين منع النظام البائد القمعي التطبير في الشعائر الحسينية ولكن رغم ذلك المنع نزلت الهيئة حسب رغبة السيد الشيرازي الراحل في موكباً للتطبير وصلت اصدائه الى مقر النظام في بغداد، فخرجوا بدون لافتات حفاظاً على ارواح الشباب، اضافة الى خروج جمهور غيور من محبي اهل البيت عليهم السلام من كربلاء المقدسة، تأييداً لموقف السيد محمد الشيرازي قدس سره، ورفعت من خلالها لافتات كبيرة في شارع ألامام علي (عليه السلام) أي منطقة ما بين الحرمين الشريفين ألاية المباركة "بسم الله الرحمن الرحيم" (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين)) صدق الله العظيم.
وبقيادته تم عزاء التطبير بشكل حسيني رائع وعلى أثره قامت الحكومة بأجلاء أعضاء الهيئة وحبسهم في سجون الموصل وعين التمر وبعضهم في كربلاء وحكم منهم بالاعدام ولكن القدر شاء ان يخرجوا من هذا الحكم منهم الحاج جاسم دردوش, والشيخ عبد الزهرة الكعبي,غني الحلاق, حمد حبيب الله, عباس جخميخ، ولكن اثنين منهم أعدموا بعد اعتقالهم مرة اخرى، ألاستاذ الدكتور بالعلوم الدينية عبد الامير حسين كبابي مع شقيقه مكي كبابي.
4.هل هنالك فرق بين الشعائر الحسينية في الماضي وفي هذه الايام خصوصا بعد سقوط النظام البائد؟
طبعا تختلف الاوضاع على اختلاف ازمانها وكل وقت له حديث، يعني ان الشعائر الحسينيه في الماضي كانت محدودة لانها مقيده وممنوعه من قبل النظام البائد وكانت تقام في الخفية واواخر الليل الى الفجر في اليوم الثاني، وهكذا نفس الوضع ينطبق على الحسينيات والبيوت، وعلى اثرها تعرض العديد من خدام الامام الحسين عليه الى الاعتقال والاعدام على يد ازلام النظام المقبور، لكن رغم ذلك كانت الايام الماضية اجمل وافضل لان العمل ينجز على المحبة الحسينية الخالصة وكل منا يريد نيل الشهادة اضافة الى وجود عامل الفطرة في حب الامام الحسين عليه السلام لتوافر القلب الابيض والابتعاد عن الرياء كل ذلك يزيد من حظوظ الموالي الحسيني في اكتساب شرف الخدمة الحسينية، كونها من الامور التي تشفع للموالي والغيور في يوم القيامة ساعة المحشر.
5. كلمة تحب ان تقدمها الى خدام اهل البيت عليهم السلام من خلال موقع مؤسسة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وماهي امنيتك في زيارة الامام الحسين عليه السلام؟
في نهاية حديثي اتقدم بالشكر والامتنان اليكم والى كادر الموقع الموقر كونه من الداعمين الى اعلام الخدمة الحسينية والذي يوصل صوت الخدمة الحسينية الى ابعد الاصداء اضافة الى مواكبته الطرف من اليوم الاول وحتى اليوم الرابع من محرم الحرام لعام 1433هـ، واسئل من الله العلي القدير وبحق الامام الحسين عليه السلام ان يتقبل اعمالنا بخالص النية الحسينية التي نقصد من وراءها شفاعة الامام الحسين عليه السلام، وان يحفظ زوار الامام الحسين عليه السلام وان يعودوا الى اهاليهم سالمين مكللين بشرف قبول الاعمال، وان يعم الامن والاستقرار لعراقنا الحبيب عراق المقدسات ومراقد اهل البيت عليهم السلام، والحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على نبينا محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين.