17 ربيع الأول 1433 - 10/02/2012
لصوته وقع خاص على النفوس وله بصمته وطريقته في تلاوة القران ، ارتبط صوته مع الفجر ومع شهر رمضان المبارك وطريقته الكربلائية بالتلاوة جعلته متميزا بين القراء ، منذ أكثر من أربعين سنة وهو في رحاب القران تلاوة ودراسة وتدريسا مؤذن كربلاء ومقرئها الحاج مصطفى الصراف أشهر مقرئي كربلاء يفيض بالإنسانية والخلق الرفيع والتقوى وحب مساعدة الآخرين كما انه شديد التواضع وقد كرس حياته لخدمة المجتمع وإقامة محافل القران الكريم ، ولد في كربلاء عام 1950 وهو مؤسس هيئة القرآن الحكيم لتعليم وتلاوة أحكام القرآن الكريم عاد بعد زوال النظام إلى مدينته ليصبح مؤذنا في حرم أبي الإمام الحسين عليه السلام
متى بدأت مع تلاوة القرآن ومن كانوا أساتذتك ؟
بدأت وعمري 13 سنة حيث تأثرت بوالدي الذي كان يجيد تلاوة القران وكذلك من خلال الدورات والمحافل القرآنية التي كانت تقام في الحرم الحسيني و تعلمت من أساتذة كبار منهم ملا حمودي النجار ومحمد حسين الكاتب وحميد البرام وسيد حسن السيف وبدأت بالأذان في الروضة العباسية حيث كان المؤذن في ذلك الوقت السيد أمين وجاء من بعده سيد أمين ماميثة، فعندما كان يحصل له أي ظرف طاريء كنت أتوب عنه وعندما توفي مؤذن حرم الإمام الحسين عليه السلام الحاج جواد المؤذن رحمه الله تم اختياري كمؤذن في الروضة الحسينية وفي عام 1970 حصلت على إجازة بفتح دورات قرآنية بكربلاء فتم افتتاح دورة هيئة القرآن الحكيم، وهيئة الصاغة بمسجد العطارين بسوق الإمام الحسين عليه السلام، وفي شارع العباس هيئة شباب المصطفى، وقد شجعني على ذلك الشيخ عبد الزهراء الكعبي الكربلائي والشيخ هادي الكربلائي والسيد كاظم القزويني، للبدء بدراسة القرآن والتعليم وتدريس القرآن الكريم للصغار والكبار،
ما رأيك بطرق التلاوة الآن ؟
طرق التلاوة في الوقت الحاضر أصبح فيها تقدم كبير على مستوى المقامات وأكثر الشباب يميلون الآن للقراءة المصرية والسعودية ولكن يجب أن نرتفع بالقراءة العراقية ونروج لها فهي محببة وشجية وفيها روحانية وخشوع
هل تعرضت إلى ضغوطات أيام النظام السابق ؟
نعم تعرضت للكثير من الضغوط ومنها تعرضت لمشكلة أيام شهر رمضان حيث أراد أزلام النظام إجباري على إعلان العيد في اليوم التالي لكني امتنعت لأني كنت اعتمد على أمر المرجعية بهذا الخصوص فطلب مني رجال الأمن أن ارفع العيد فطلبت منهم الدليل بان يوم غد هو عيد عن المرجع قالوا نحن دولة ونريدك ان تعلن ذلك ولكني رفضت وقد حاولوا خداعي بان هناك موافقة فعاودت قراءة دعاء السحر الذي كنت منشغلا بقراءته فعاد رجال الأمن مرة أخرى وأخذوني لشخص ليقنعني بالعيد وهو من أزلام النظام السابق واسمه (عبد اللطيف الدارمي) فعندما قابلته قلت له إن ثبت لديك العيد فأعلن أنت بنفسك للناس أما أنا فلا استطيع ذلك ، وبعدها بفترة اعتقلت وتعرضت إلى أنواع التعذيب التي لازالت آثارها حتى هذا اليوم. وعندما بدأت الاعتقالات من قبل النظام في ذلك الوقت، واعتقل وأعدم الكثير من الأخوة والأصدقاء، هاجرت خارج العراق
من تخرج من تحت يديك من المقرئين ؟
هناك الكثيرين من المقرئين درسوا عندي في داخل العراق وخارجه منهم جاسم السماك ومحمد الطيار وعلي حمد وكرار حيدر والحاج أسامة وسيد جعفر الشامي وسيد هاشم السندي وعادل عبد الكريم ومصطفى الغالبي ومحسن الحكيم ومن الشباب أيضا شيخ حسن الشمري وعادل صاحب ويعقوب يوسف وسيد علي أمين ماميثة وسيد محمد العلوي وآخرون
ما تعليقك حول بعض الأصوات التي تقرأ القرآن وهي تنشز ؟
صوت النشاز مخالف طبعا فقد قال الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم نزل القران بالحزن فاقرءوه بالحزن وان لم تبكوا فتباكوا و شرعا لا يجوز النشاز في القراءة ولدي كتاب التجديد في علم التجويد فيه الكثير من هذه الملاحظات حول الطرق الخاطئة بقراءة القرآن الكريم
أي المقامات اقرب إليك عند قراءة القران ؟
أنا أقرا جميع المقامات بالرغم من أني لم ادرسها و لكن اقرب مقام الى نفسي هو مقام صبا رست والطور الكربلائي هو الأقرب إلى نفسيي وبحمد الله هناك الكثير من الأصوات التي أتأمل منها الشيء الكثير وهناك من يقلدوني والحمد لله أنا افرح عندما استمع لأصوات الشباب
كيف تدرب صوتك وهل هناك طرق خاصة بذلك ؟
لا توجد لدي طرق خاصة بذلك فصوتي هو نعمة من الخالق سبحانه وتعالى ولكني ابتعد عن التدخين والبهارات ولا أتناول الطرشي أو شرب الماء البارد فكل هذه الأشياء مضرة للصوت
هل تقيم دورات حول التلاوة والتجويد ؟
أقمنا في عام 1982 من خلال هيئة القرآن الحكيم بفتح دورات في طهران وقم وبدأت تدريس الشباب وخاصة في العطل الصيفية، وكذلك الأطفال الصغار قمت بإعطائهم دروس في القراءة والتجويد والعقائد الإسلامية، وكذلك أقمنا دورات أخرى في حسينية الرسول الأعظم في دولة الكويت ,وأقمنا أول مسابقة قرآنية عراقية عام 1984م خارج العراق، وكانت في قم المقدسة وطهران واستمرت هذه المسابقات حتى سقوط النظام ،وبدأنا بالتدريس وتعليم القراءة وأحكام التلاوة، وقمنا بفتح دورة صيفية للأطفال وقد نجحت خلال سبع سنوات في الصيف، وللكبار ليلاً في الصحن الحسيني الشريف، وفي مقبرة ابن فهد الحلي، وقد تخرج عدد كثير منهم وأصبحوا مؤهلين للتدريس والتعليم. و أقمت العشرات من الدورات ولدي ختمات للقران وبرنامج هيئة القرآن الحكيم والأمور الخيرية وفتح دورات أنغام ومقامات في القراءة. وأحكام التلاوة والقراءة الصحيحة وكذلك الشروع بتأسيس فرقة موشحات إسلامية تقدم نشاطاتها في المناسبات الدينية وتقديم الخدمات الإنسانية للعوائل المحتاجة ورعاية الأيتام في كربلاء بشكل مستمر ضمن نشاطات الهيئة المعتادة.
ما هي السورة التي دائما ترتلها ؟
دائما أحب أن أقرا سورة فاطر وسورة الصف وسورة الرحمن وسورة يس و الدخان وسورة مريم وفي المناسبات وبالمؤتمرات والندوات دائما اختار السورة التي تربط بالمناسبة
من هو برأيك رائد المقرئين في كربلاء ؟
رائد المقرئين اعتبره في التلاوة والآذان سابقا الشيخ محمد علي الكربلائي ومؤذن كربلاء حجي جواد المؤذن وشيخ ولي والحاج صالح القباني رحمهم الله وهنا لابد لي من اذكر عدد من الأساتذة منهم علاء حمودي وعلي الخفاجي وأبو عادل والأستاذ حيدر الكلكاوي
بماذا يجب أن يتحلى قاريء القرآن ؟
قاريء القران ومعلم القران يجب أن يتحلى بالصبر والأخلاق الفاضلة و أن يكون خلقه القران ويكون نموذجا حيا بين الشباب وبين القراء فالقرآن الكريم روحانية واطمئنان نفسي ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) والله سبحانه وتعالى جعل القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق كما يقول الإمام علي عليه السلام والقران خزائن فكلما فتحت خزائنه ينبغي لك أن تنظر فيها كما يقول الإمام زين العابدين عليه السلام
كلمة أخيرة توجهها للشباب ؟
أحث الشباب على الدخول في الدورات القرآنية وخاصة في أحياء كربلاء لنشر ثقافة القران وعلومه وثقافة أهل البيت عليهم السلام وأخلاقهم وعقائدهم وتوجيههم إلى العقيدة الصحيحة وعقيدة أهل البيت عليهم السلام