9 صفر 1430 - 05/02/2009
^1 البحث عن سمات الإنشاد المنبري من خلال لقاء خاص لقاء صحفي سريع سيكون من المهمات الصعبة وخاصة عندما يكون ذلك اللقاء مع ضيف زائر عربي لابد من التعريف اولا بعوالمه الخاصة ثم الانطلاق الى العام ولا سيما ان الرادود الحسيني البحراني الضيف هو (أبو ذر الحلواچي) يرى في احد اللقاءات ان ثمة اسلوبين (الخاص ـ العام) ينعكسان على فاعلية التأثير، واختلاف تلك المؤثرات أعتبرها طبيعية بينما يرى ان الأسلوب الخاص مسؤولية... ^/1
ابو ذر الحلواچي:ـ لا أتذكر بدقة مفردات ذلك التشخيص، لكني أؤمن تماما بمصداقية هذه الرؤية، ففي البحرين مثلا هناك مدرسة (بحرانية) معروفة لكل رادود، وهي منهل جميع الرواديد (البحارنة) ومنها يتفرّد كل منهم بأسلوبه الخاص، وبانتقاء قصائده ومحاولات التطوير لكل رادود كتغيير بعض المقامات وتراكيب معينة، تخلق فرادته والأسلوب العام لأي منطقة يعتبر اسلوبا خاصا ايضا لها؛ ففي البحرين هناك اسلوب خاص لرواديد (المنامة) يختلف عن اسلوب (الدراز) بحيث يكون هوية أسلوبية خاصة.
^1 هنا مكمن السؤال اذا لم يتوافق الخاص مع العام لنفترض انخفاض الوعي العام مع علو الثقافة الخاصة بالرادود كأن العام يريد أوزانا خفيفة، والرادود يعمل على ثنايا روحانية قديمة تبعث القشعريرة عند المتلقي؟ ^/1
ابو ذر: دعني أتحدث عن البحرين؛ فالبحرين لها أرضية ثقافية تلتقي مع المتنوعات الأسلوبية، والرادود بطبيعة الحال هو الذي يقود الجمهور بالرغم من التوجهات الثانوية والتي هي لاتتعدى ان تكون رغبات.
^1 هل هذا تأكيد على ما صرّحت به في احد اللقاءات القديمة الذي قلت فيه ان رأي الناس (مضبب) وعلى الرادود ان لا ينقاد الى رأي الناس؛ فهل رأي الناس يحرج الرادود؟^/1
ابو ذر: يعتبر هذا التشخيص ضمن الاصطدامات النفسية الكبيرة التي لها أثر بالغ في نفسية الرادود لكن تبقى هناك مسألة مهمة حيث أرى ان معظم الرواديد لهم خبرات طويلة والمجال الواسع واللياقة في التعامل.
^1 والذهاب باتجاه قراءة الموشّحات والأدعية والتعاملات الثنائية مع الشيوخ هل هو طريق لهروب الرادود الحسيني ام هو تنوع مرغوب؟^/1
ابو ذر: منذ كان عمري ست سنوات صعدت المنبر كرادود حسيني ولي أشرطة موثقة، ودخلت بعدها في مدارس التجويد ومجالات الانشاد، وقد تعرضت الى أمور نفسية ضاغطة بسبب الظرف السياسي الذي عاشته البحرين، ففي المعتقل كانت الأجواء مهيأة الى مجالات الدعاء أكثر من
^*1 منذ كان عمري ست سنوات صعدت المنبر كرادود حسيني ولي أشرطة موثقة، ودخلت بعدها في مدارس التجويد ومجالات الانشاد. ^*/1
سواها حيث كانت الأجواء روحانية، وتلقيت التشجيع العالي من السجناء وحين خرجت التقيت بالشيخ (عادل الشعلة) هذا الرجل الذي له موقع مميز داخل روحي، وقد أضاف الى خشوعي الكثير الكثير فخرجت معه بحصيلة رائعة كمشارك وكمشجع لي فقرأت دعاء كميل والتوسل وحصيلتي الآن ستة اصدارات.
^1 كيف يتم التناغم بين الرقم والكلمة؟^/1
ابو ذر: من المؤكد ان هذا السؤال يسعى لاحتواء عوالمي الخاصة، ولا أخفيك فان طبيعة عملي متعبة جدا، والعمل في البنوك يتطلب الحضور التام، فلي مشاركات كثيرة جدا في البحرين وخارجها، فانا لي حضور في السعودية وفي السودان، لقد دُعيت من قبل اخواننا اهل الجماعة لإحياء ذكرى المولد النبوي في سلطنة عمان، والكويت وفي بريطانيا، وهذا يحتاج الى سفر علاوة على اوقات التسجيل الطبيعية، ومن المؤكد هناك أعباء كبيرة، وادارة البنك الفرنسي الذي اعمل فيه متكونة من ادارة فرنسية وهنود وبعض الاجانب، لكنهم رغم ذلك فهموا الوضع من خلال الاعلانات في الصحف، ومع هذا فهم يسعون الى تخفيف هذا النشاط، واما على صعيد الصفة الروحية فالكلمة لا تضيع في خضم الحياة الرقمية؛ ففي اثناء العمل وانا انظر الى الالحان والتوليفات.
^1 انطلاقا من هذه الروح الأسرية التي امتلكتها أب شاعر ورادود، وأم شاعرة وصاحبة عدة دواوين، وسبط شاعر، وحفيد شاعر، وأخ لمجموعة من الشعراء والرواديد نسأل كيف ننمي القابليات خارج هذه البيئية النادرة؟^/1
ابو ذر: من الطبيعي ان نقول ان للبيئة والمرتكز العائلي دورا كبيرا في بلورة قابلية الرادود والمنشد والخطيب والعالم، ولكن لو رجعنا الى النبع ستراه قد قـوّم نفسه دون وسيط عائلي، فجدي (الجمري) لم يكن ابن شاعر ولا ابن رادود حسيني، فالكثير من الرائعين الذين ثبتوا في هذه العناوين وهم خارج التأثير الأسري، وهذه لا أعتقد أنها تشكل مخاوفا بالقدر الذي تجاوزه الكثيرون من مبدعينا.
^1 الحاج أبو ذر الحلواجي هل لديك ممارسات أو هوايات أخرى؟^/1
نعم وهي التأليف حيث صدر لي كتابين الأول النور الوهاج، يتناول المناسك الخاصة بالحج والعمرة بشرح مفصل، وينقسم إلى أربعة أنوار، النور الأول يتناول مقدمات السفر إلى الحج والعمرة ويركز على الجانب الروحي والعبادي، ويشرح مناسك الحج والعمرة المفردة خطوة بخطوة بالتفصيل وفيه قسم خاص بالنيات وقسم خاص أيضاً بذكر بعض المستحبات والمكروهات في الحج والعمرة وقسم خاص بذكر بعض المصطلحات في الحج والعمرة، والنور الثاني يتناول أدعية الحج والعمرة وكذلك بعض الأدعية المشهورة وبعض الصلوات المندوبة، والنور الثالث يتناول بعض الروايات الشيقة والمنتقاة عن المعصومين (عليهم السلام) في الحج والعمرة، والنور الرابع يتناول المدينة المنورة وجميع الزيارات فيها وفي مكة المكرمة وأيضاً بعض الزيارات المشهورة للمعصومين (عليهم السلام) وكذلك اشارة إلى بعض المساجد الأثرية في المدينة وقد استعان الرادود ببعض المعلومات من أهل المدينة المنورة.
^*1 ان للبيئة والمرتكز العائلي دورا كبيرا في بلورة قابلية الرادود والمنشد والخطيب والعالم.^*/1
وكذلك الكتاب الجديد (روائع القصص) الجزء الأول وهو متوفر في جميع المكتبات الإسلامية، ويحوي بين دفتيه أروع المعاجز والروايات الشيقة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والقصص الغير متناولة بصورة واسعة.
^1 ترجمة الرادود^/1
نشأ الرادود ابو ذر الحلواجي وترعرع في كنف المآتم الحسينية ومنذ نعومة أظافره تعلق قلبه بأهل البيت عليهم السلام وخصوصاً بحب سيد الشهداء الامام الحسين سلام الله عليه،وقد أمتاز في صغره بسرعة الحفظ وإجادة تقليد قصائد أخويه.
بدأبكتابة الشعر وممارسة التلحين عام 1990وكتب عدة أشعار .
كانت أول مشاركاته الرسمية في مأتم بن زبر، حيث يبدأ بتجميع المعزين وكذلك في مأتم الشهيد وكان عمره لايتجاوز السبع سنين، ثم أنشأ له موكب يعقده سنويا في محرم الحرام حيث ابتدأبه عام 1985م بأسم براعم مأتم بن زبر وعرف لدى العوام ب(عزاء أباذر) وكان لهذا الموكب الأثر الكبير في صقل موهبته وطرح تجاربه في الألحان والأفكار والكلمات والأداء .
^*1 البحرين لها أرضية ثقافية تلتقي مع المتنوعات الأسلوبية، والرادود بطبيعة الحال هو الذي يقود الجمهور. ^*/1
كان مهتماً بدراسته الاكاديمية رغم تأخره فيها بسبب الاعتقال السياسي الذي عرقلها، إلا انه استطاع ان يجتاز العوائق الصعبة لتكملة مشواره الدراسي، حيث أتم الدراسة الثانوية ( القسم الادبي)بعد خروجه من السجن ثم واصل دراسته في دولة الكويت ثم عاد ليلتحق بجامعة البحرين مدة عامين فقط.كما درس في صغره الفقه وعلم التجويد وعلوم القرآن والأخلاق وغيرها على يد مجموعة من المؤمنين في البحرين.
في الوقت الذي كان يعمل في إحدى الشركات البنكية انضم لبرنامج البكالوريوسفي علم النفس العام ، وقد حصل على شهادة البكالوريوس بعد اربعة سنوات متواصلة من الدراسة.
و من ابرز هواياته شراء وجمع الكتب منذ صغره حتى استطاع ان يكون مكتبة خاصة.
له عدة مواهب الى جانب موهبته كرادود ذو صوت حسيني فهو شاعر وملحن وخطاط، وكاتب ومؤلف ، له عدة مقالات في الجرائد الرسمية.
حصل في صغره على جائزة أفضل رادود ناشئ من ادارة مأتم الجهرمية بالمنامة عام 1989م وكذلك حصل على جائزة أفضل صوت وقصيدة في مسابقة المشروعه التدريسي عام 1990
كما يتميز الحلواجي باسلوبخاص في مدح ورثاء اهل البيت (عليهم السلام)حيث تجد مرونة الاداء والخوض في مختلف المقامات الصوتية والأوزان والبحور الشعرية ،حريص على ان لا يتقارب اسلوب ادائه مع اي من نظرائه الرواديد.