b4b3b2b1
المقرئ الحاج مصطفى الصراف: قراءة القرآن بالطريقة العراقية تتسم بالروحانية والخشوع | السيد جاسم الطويرجاوي: المنبر الحسيني قضية لا يمكن أن تحد بمكان معين أو حتى زمان | الشيخ الكوراني : كلما اقتربنا من عصر الظهور كلما ازدادت شراسة العدو | الشيخ صالح العويدي: رمضان المبارك شهر المعرفة وتلاوة القرآن والإستزادة من علوم أهل البيت | حوار مفتوح مع الباحث أحمد النفيس بعد استنكار الأزهر لطقوس الشيعة في عاشوراء | الملا باسم الكربلائي في حوار صريح: أخرجت نفسي من الإطار المغلق ولجأت للتنوع والتميز والتجديد | أحمد النفيس: هذا ردي على الأزهر بعد استنكاره احتفال الشيعة بعاشوراء | فاضل الحسيني: مؤسسة السجاد الخيرية مستقلة وغير مدعومة من أية جهة | الكاظمي:تتنوع أنشطة وفعاليات مؤسسة الإمام الجواد (عليه السلام) وتستمر طوال العام | آية الله السيد مرتضى القزويني: لو لم أهرب من العراق لكنت في مقدمة المقتولين | الحاج عبد الأمير الأموي: لا توجد زعامة في القضية الحسينية لأن راية مقابل راية لا يمكن أن ترتفع | الفنان المصور محمد آل تاجر: عملت على جمع الزمان المتغير والمكان المتبدل في لقطة فوتوغرافية ثابتة |

الشيخ صالح العويدي: رمضان المبارك شهر المعرفة وتلاوة القرآن والإستزادة من علوم أهل البيت

324

 

12 رمضان 1429 - 13/09/2008

لشهر رمضان الكريم فضائل وصفات وفوائد جمه، لايمكن عدها أو حصرها، ففيه أنزل القرآن الكريم وليلة القدر وفيه المغفرة والتساوي والرحمة وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الفرد المؤمن، وفيه التزاور والتواصل والسعي لقضاء حوائج المحتاجين فهو شهر القرآن والبر والإحسان.

ولكي نتعرف على مزيدا من التفاصيل عن هذا الشهر الكريم والنشاطات الإنسانية والثقافية فيه، كان لنا هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ صالح العويدي مدير مؤسسة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله).

^1في البداية نسأل عن واجباتنا تجاه هذا الشهر المبارك، وكيفية إستقباله من الناحية التكليفية والفكرية؟^/1

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آل بيته الطبين الطاهرين..

قال سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نظر الى هلال شهر رمضان أستقبل القبلة بوجهه ثم قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام وتلاوة القرآن والعون على الصلات والصيام..اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا.

شهر رمضان شهر الصيام أي الإمساك عن المفطرات كالأكل والشرب وغيرها طوال النهار، فمن الناحية التكليفية يكون الصوم واجباً على كل بالغ وعاقل وقادر على أداء الصيام يستثنى غير القادر كالمريض وذو العطاش أي الذي لايحتمل العطش طول النهار والحامل المقرب والمرضعه التي تخشى أن يؤثر الصوم على لبنها فيؤثر على الطفل والفقهاء يطلقون عليها قليلة اللبن.

^*1أغلب الناس تتخذ من ليالي شهر رمضان المبارك مجالس للتزاور والحديث في الشأن الإسلامي والإجتماعي^*/1

كما يجب الصوم على غير المسافر وأن تكون المرأة خالية من الحيض والنفاس، هذا من ناحية أما من الناحية الفكرية فقد أوضح الحديث النبوي الشريف المتقدم كيفية استقبال الشهر المبارك فكريا ففي الحديث دعوة الى بسط الأمن وبث روح الإيمان لدى الناس والسلامة وما شابه وكل ذلك لا يتم الإ عبر التواصل في إقامة المجالس والمحافل الدينية حتى تصل الى أصغر قرية في العالم خلال هذا الشهر المبارك فهو شهر المعرفة وتلاوة القرآن والإستزادة من علوم أهل البيت (عليهم السلام).

^1تعريف مختصر لفضائل هذا الشهر المبارك، وتسميته بشهر رمضان؟^/1

اما سبب التسمية فهناك عدة احتمالات نذكر منها:

الأول: أن رمضان في اللغة مشتقة من الرمض وهو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره وبمعنى الهاجرة.

الثاني: كما جاء في تفسير مجمع البيان للطبرسي: لأنهم سموا الشهور بالأزمنة التي وقعت فيه فوافق رمضان أيام رمض الحر.

الثالث: وقيل سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها.

الرابع: أن رمضان من اسماء الله تعالى وسمي هذا الشهر بشهر رمضان لأختصاصه بالله كما يقال (شهر الله) ولذلك يكره أن نقول رمضان بل اللازم ان نقول (شهر رمضان).

فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تقولوا رمضان فأنكم لا تدرون ما رمضان... ولكن قولوا شهر رمضان كما قال الله عزوجل: شهر رمضان.

أما الفضائل فهي كثيرة ونقطف بعضا منها من خلال خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) فعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبائه عن علي (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس انه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وايامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعائكم فيه مستجاب فاسئلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه.....، ايها الناس ان ابواب الجنة في هذا الشهر مفتحه فاسئلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم وابواب النيران مغلقة فاسئلوا ربكم ان لايفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسئلوا ربكم ان لا يسلطها عليكم.

^*1أقامت المؤسسة عدة محافل قرآنية في مختلف المحافظات كما ساهمت في دعم المحافل القرآنية التي تقام في منازل المؤمنين^*/1

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقمت وقلت: يا رسول الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر، فقال يا أبا الحسن: أفضل الاعمال في هذا الشهرالورع عن محارم الله ....)

ففضائل شهر رمضان كثيرة وقد وردت روايات عديدة في هذا المجال ففيه ليلة هي خيراً من ألف شهر وهو شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره الاجابة والعتق من النار كما تتضاعف فيه الحسنات اضعافا كثيرة.

^1ما هي الأثار التي يترتب عليها الصوم، وهل تقتصر على الجانب البدني والنفسي أم أن هناك فوائد أخرى للصوم؟^/1

الصوم: هو الإمساك عن المفطرات من أذان الصبح الى أذان المغرب والمفطرات هي الأكل والشرب والجماع والإستمناء (العادة السرية)، وايصال الغبار الغليظ الى الحلق وتعمد القي والبقاء على الجنابة الى أذان الفجر ورمس الرأس في الماء والكذب على الله ورسوله والأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

فاذا ما لاحظنا تلك المفطرات نجد أن قسما منا يرتبط بالبدن وآخر بالنفس وآخر بالمجتمع ومن هنا نشأت فوائد بدنية ونفسية واجتماعية وصحية للصوم فهي لاتقتصر على البدن والنفس وانما تتعدى ذلك حتى تصل الى مشاعر المسلمين ككل والى النظام الإجتماعي والمساواة والرحمة فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: انما فرض الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك ان الغني لم يكن ليجد الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلما اراد شيئا قدر عليه فاراد الله تعالى ان يسوي بين خلقه وان يذيق الغني مس الجوع والآلم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع.

واشد ما يرتبط به شهر رمضان هو الروح فالصيام رياضة روحية عامة لذلك ضاعف الله تعالى فيه الثواب وجعل فيه المستحبات مالم يجعلها في سواه من الشهور .

وهنا لابد من ذكر تلك الفوائد الاجتماعية وبشكل مختصر:

1. النظام: فالصوم يمرن الإنسان المسلم على النظام في صيامه وعلى الجماعية في معيشته فمع توفر الطعام أو الشراب ولكنه لا يتناوله الإ بعد أذان المغرب والتوجه نحو الطعام بشكل جماعي بعد ارتفاع حالة المنع في التناول.

2. المساواة: الصوم امتناع وامساك عن المفطرات تفرضه الشريعة الإسلامية ليتساوى الجميع في بواطنهم سواء الغني أو الفقير فيحس الغني باحساس الفقير اثناء تضوره جوعا فيتعاطفان ويتراحمان.

3. الرحمة: يقول علم النفس ان الرحمة لا تنشأ إلا من الألم وألم الجوع والعطش يساعد على الرحمة.

اما الفوائد النفسية فهي كثيرة منها:

الإرادة والثبات وقوة التحمل ومكارم الأخلاق والجود والشكر فهما ايضا صفتان كريمتان والعفة والأمانة والتقوى والإخلاص وتزكية النفس وأخيرا انكار الذات.

واما الفوائد الصحية فمنها ما يرتبط او ما هو ناتج عن الإمساك عن المباشرة الجنسية ومنه ما هو ناتج عن الإمساك عن الأطعمه والأشربه أي أن هناك فوائد عامة وفوائد خاصة ولكن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لخص الفوائد الصحية في قوله (صوموا تصحوا).

^1العراق اليوم يعيش حالة إستثنائية، إرتفاع مستوى الأسعار خصوصاً في هذا الشهر وظهور طبقات شبه معدومة، كيف ينظر الشرع الحنيف لهذه الطبقة، وما هي السبل الكفيلة بإعانتهم دون المساس بمشاعرهم أي إشعارهم بالمن أو الإحسان؟^/1

قال سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).

لقد أختص شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم وهو الذي دعى الى المواساة والتواصل فيما بين المسلمين كما قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان)، كما دعى الى الرحمة والإحسان، من هنا يتضاعف ثواب العمل الحسن ومنه تقديم العون الى العوائل الفقيرة التي تحتاج في صيامها الى مستلزمات عديدة في فائدة الافطار وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يحمل الجراب (أي الأكياس) المحملة بالطعام ويضعها على أبواب دور الفقراء دون ان يعلموا بمصدرها حتى لا يشعروا بالمن أو الأذى.

اليوم علينا ان نعمل كمؤسسات إنسانية منتشرة في مختلف انحاء العراق على توفير المواد المهمة للمائدة العراقية وتقديمها الى المحتاجين واقامة الولائم الجماعية لإفطار الزائرين وغيرهم في الحسينيات والمساجد والمضائف المنتشرة في انحاء العراق.

ويبقى المجال الأهم وهو التعاون الفعلي والمثمر والجاد بين المؤسسات واصحاب البر والإحسان كما ان على الدولة التزاما كبيرا في رعاية المجتمع ودعم الأسعار وتوفير البطاقة التموينية بكل مستلزماتها لرفع بعض المعاناة عن كاهل العوائل المحتاجة.

^1من جانب آخر ما هي أنشطة مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بإعتباركم مسؤولها خلال هذا الشهر المبارك؟^/1

مؤسسة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) لها فروع عديدة في محافظات العراق كافة كما لها مكتب رئيسي في مدينة كربلاء المقدسة ويرعاها سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) وبحسب توجيهاته التي تدعوا الى الإستفادة من شهر رمضان المبارك باقامة المحافل الدينية والتي تتضمن حفظ وتلاوة القرآن الكريم وتفسيره.

^*1اليوم علينا ان نعمل كمؤسسات إنسانية منتشرة في مختلف انحاء العراق على توفير المواد المهمة للمائدة العراقية وتقديمها الى المحتاجين^*/1

أقامت المؤسسة عدة محافل قرآنية في مختلف المحافظات كما ساهمت في دعم المحافل القرآنية التي تقام في منازل المؤمنين، كما قمنا بتفعيل جانب العلاقات الإجتماعية في هذا الشهر الفضيل فاغلب الناس تتخذ من ليالي شهر رمضان المبارك مجالس للتزاور والحديث في الشأن الإسلامي والإجتماعي وخصوصا في مدينة كربلاء المقدسة فهناك لجنة للزيارات تقوم بزيارة البيوتات الكربلائية والهيئات الحسينية والمجالس المختلفة التي تنعقد في الجوامع والحسينيات والبيوت طيلة ليالي شهر رمضان المبارك.

^1هل في النية تقديم برامج ثقافية أو دورات قرآنية، أو محافل في المناسبات الخاصة في هذا الشهر، كليلة القدر أو مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، أو ذكرى شهادة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)؟ ^/1

إن المؤسسة سباقة لإقامة البرامج الثقافية وإحياء المناسبات الدينية ومنها احياء ليالي القدر ومواليد الائمة الأطهار (عليهم السلام) كما إنها تحيي ذكرى استشهاد الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وباقي محافظات القطر لإنتشارها الواسع في تلك المحافظات.