15 جمادى الآخرة 1429 - 19/06/2008
الكاشي الكربلائي: صناعة تراثية عريقة إقترن أسمها بمدينة تعتبر مصدر إيحاء لكل شيء يتعلق بالتراث والحضارة الإسلامية في كربلاء المقدسة... والكاشي الكربلائي بأنواعه المعرق كما والأزرق وغيرها من التسميات الأخرى توضع حسب نوع وحجم وشكل المواد والنقوش التي تدخل في صناعة هذه الحرفة التراثية العريقة التي لم تسلم من ظلم وتعسف الأنظمة السابقة دون استثناء.
والكاشي الكربلائي يمتاز بمواصفات فنية وجمالية راقية فالألوان والنقوش والزخارف الجميلة ذات اللمعان الأخاذ والبهاء الساطع تؤكد المهارات والتقنيات العالية والخبرة الطويلة المتراكمة والمتوارثة التي يرتكز عليها العاملون في هذا الفن الراقي والإتقان والدقة والإبداع التي تميز هذا العمل دون سواه من الأعمال الفنية الأخرى.
وللتعرف على مزيد من التفاصيل عن هذه الصناعة التراثية التي لا تخلو منها جدران ومراقد ومقامات أهل البيت عليهم السلام بالإضافة إلى المساجد والحسينيات، لابد من إجراء الحوار التالي مع العاملين في هذه الصناعة، وهو النقاش حيدر الأمير.
^1هل يمكن أن تعرف رواد الموقع الكرام على هويتك الشخصية.. ومتى ظهرت هذه الحرفة وأين بدأت؟^/1
في البداية أود أن أشكر موقع مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على هذا الاهتمام وأقول: لايخفى على الجميع أن من بين ما تمتاز به مدينة كربلاء المقدسة من حرف وصناعات أو أشهرها هي صناعة الكاشي الكربلائي الذي يزين جدران المراقد المقدسة والمقامات المشرفة لأهل البيت عليهم السلام في العراق بالإضافة إلى المساجد والحسينيات وكما تعلمون أن صناعة الفخار تعتبر من الأدلة على حضارة وادي الرافدين قبل أكثر من ستة الآلاف عام.
^*1أن من بين ما تمتاز به مدينة كربلاء المقدسة من حرف وصناعات أو أشهرها هي صناعة الكاشي الكربلائي^*/1
ومن المؤلم أن تصل يد الإهمال إلى هذه الصناعة ويتنكر لها ولتاريخها بهذه الطريقة، وتصبح متأخرة عن مستويات أقرانها في دول الجوار، حيث عمدت الحكومات السابقة إلى إهمال ومحاربة هذه الصناعة فلم يكن من أولوياتها الإصلاح والإعمار والتطوير بل العكس مارست الظلم والتعسف لكل مظاهر التطور والبناء الحضاري وحول الصناعات والأيدي العاملة والموارد المالية للحروب فقط مما أدى إلى إضعاف البلد اقتصاديا فتضررت جميع الصناعات ومنها صناعة الكاشي.
لكن على الرغم من كل تلك الضغوط التي تعرضنا لها صمدنا والحمد لله واستطعنا الاستمرار بل وتطوير عملنا فنيا ومهاريا، وحاولنا جاهدين النهوض مجددا بهذا المنتوج المهم.
^*1نطلب من الحكومة الحالية واللاحقة رفع مستوى الصناعات التراثية العريقة كي تعود إلى الصدارة^*/1
أما الهوية الشخصية فأنا من مواليد كربلاء 1971 في محلة المخيم، وأمتلك معمل المخيم لصناعة الكاشي الكربلائي الذي أفتتح عام 1999 بعد أن كان معروفا باسم شركة بابل للسيراميك والكاشي وقد مارست مهنة النقش منذ 27 عام حيث تعلمت أصول وفنون هذه المهنة من عمي الحاج عدنان المنكوشي.
^1ماهي طبيعة عملكم وهل لديكم مشاركات خارج العراق؟^/1
إن طبيعة عملنا تبدأ بتجهيز المساجد والحسينيات ودوائر الدولة والعتبات المقدسة في العراق كالعتبة الكاظمية، وجامع أم القرى، وجامع الشيخ معروف، وجامع الرمادي الكبير.
أما بالنسبة للمشاركات فقد شاركت في العديد من المعارض خارج القطر كالبحرين ودبي وعمان، وكانت مشاركتنا بزخارف أسلامية من الكاشي الكربلائي وخطوط الآيات القرآنية وغيرها .
^1أبرز الأعمال التي قمت بتنفيذها ؟^/1
من الأعمال التي نتشرف بها هي إعادة الكاشي الكربلائي الذي تضرر في مرقدي الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام بعد الأحداث المؤلمة التي تعرض المرقدين لها في الانتفاضة الشعبانية المباركة، كذلك الجدار الخارجي وباب المراد للروضة الكاظمية المشرفة، وجامع الشيخ معروف في الكرخ.
^*1الكاشي الكربلائي: صناعة تراثية عريقة إقترن أسمها بمدينة تعتبر مصدر إيحاء لكل شيء يتعلق بالتراث والحضارة الإسلامية في كربلاء المقدسة^*/1
أما في هذه المرحلة فقبل أكثر من سنة باشرنا العمل بمشروع تسقيف الصحن الشريف لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وهو عمل يدعو إلى الفخر والإعتزاز، ويعمل معي في هذا المشروع مجموعة من النقاشين المهرة وهم صباح الزيادي وعلى الخفاجي وصلاح الكربلائي والخطاط حسين النصراوي وجبار الكربلائي، والعمل يشمل نقش وزخرفة الجدران والسقوف الجديدة والمشروع تحت إشراف الدكتور محمد علي الشهرستاني الذي يملك من الخبرة والإمكانية ما يؤهله ليكون فخراً للعراقيين ونحن سعداء بالعمل مع هكذا إمكانيات وطاقات متميزة لأن الدكتور الشهرستاني يحمل رؤى وأفكار لتطوير مدينة الحسين عليه السلام ككل في المستقبل القريب.
^1أنواع الكاشي المعمول به وتكلفته والمواد المستخدمة؟^/1
هناك الكاشي المعرق أو المغربي، وهو قطع مركبة، وعمله أطول من ناحية الوقت وتكلفة المتر فتبلغ 300دولار أما الكاشي الكربلائي العادي 100دولار.
أما المواد المستخدمة في العمل فهي ألوان الزجاج المستخدمة في السراميك وأحياناً يدخل الذهب في تطعيم الكاشي كما في بعض الزخارف والنقوش والآيات القرآنية حيث تذهب الزخارف والنقوش الإسلامية وكما هو معمول به حاليا في مشروع تسقيف الصحن الحسيني الشريف، وبالنسبة لأنواع الزخارف التي نعمل عليها هي سليمي نباتي أو سليمي.
^1أمنية أو كلمة نهاية اللقاء؟^/1
نطلب من الحكومة الحالية واللاحقة رفع مستوى الصناعات التراثية العريقة كي تعود الى الصدارة كما كانت في الأزمان الغابرة، وعليها أن تستغل الطاقات الفنية والأكاديمية التي باتت تجد في الخارج ملاذا آمنا لها وترعى فنها وموهبتها، وإن إستيراد هذه الصناعة من الخارج فإنه يكلف الدولة أضعاف تكلفته في داخل البلد، لذلك نطلب من الحكومة أن ترعى هذه الصناعات التراثية حفظاً على التراث الإسلامي الكربلائي العريق وتقليلاً للمصاريف الباهظة التي تدفعها.
أما أمنيتي وهي ليست تعجيزية بل واقعية وهي أن يدخل فن النقش على الكاشي وصناعة الكاشي الكربلائي المناهج التربوية وتحديداً في مادة التربية الفنية كوسيلة من وسائل الحفاظ على هذه الصناعة ذات البعد التاريخي الطويل.