b4b3b2b1
المقرئ المصري أحمد نعينع: علّمني القرآن كيف أكون إنساناً معطاءً وعملياً | حـــــوار مــع الشـــيخ رضــا أســـتادي | الحاج رياض السلمان يتحدث عن الاستعدادات الخاصة بزيارة الاربعين لهذا العام | فاضل الحسيني: مؤسسة السجاد الخيرية مستقلة وغير مدعومة من أية جهة | الشيخ كمال معاش: رسالة التَشيع مسؤولية كبيرة وقضية عظيمة | طرف باب الخان: منبر حر لحقيقة الخدمة الحسينية الكربلائية | العالم السني الشيخ الملا: إلى متى يبقى الشيعة يُقتلون أمامنا؟ أوقفوا قتلهم !!! | الشيخ الكوراني : كلما اقتربنا من عصر الظهور كلما ازدادت شراسة العدو | الإمام الراحل أكد على ضرورة طرح مسألة التشيّع والتبليغ بقوة | حوار مفتوح مع الباحث أحمد النفيس بعد استنكار الأزهر لطقوس الشيعة في عاشوراء | الشاعر مهدي جناح: أرى الحسين هو الثورة وهو الأبعاد السياسية للثورة الإنسانية | الشيخ حسن الشمري: من ينجح في إدارة العراق يستطيع إدارة العالم بأسره |

الشيخ عبد المهدي الكربلائي: برأيي الشخصي أن الفترة التي أعطيت لكتابة مسودة الدستور غير كافية

317

 

29 ذي الحجة 1428 - 09/01/2008

إن لم تره فلا تصدق ما يقوله الناس.. هكذا حدثتني نفسي حين عزمت على مقابلته لأول مرة، فقد كنت أسمع عنه أشياء متناقضة كثيرة يرجع معظمها لاضطراب الحالة النفسية التي يعيشها العراقيون هذه الأيام تبعاً للظروف غير المستقرة والتطرف الشديد في النظرة إلى الأمور وعلى رأي المثل الشعبي (حب واحجي واكره واحجي)..

ذهبت لأعيش الحقيقة ولو لساعة من الزمن.. وبالفعل وجدته ذلك الإنسان الطيب الودود الصابر على البلوى الشاكر للنعمى المتسامح الكريم الخلق.. يفيض على جلاسه محبة ورقة وينحني للجميع تواضعا واحتراما..

ذلك هو العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله).. التقيته وجرى بيننا الحوار التالي:

^1كيف تنظر إلى العملية السياسية الجارية في العراق؟^/1

لا شك أن العاقل المنصف إذا ما أجرى مقارنة بين شكل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة أيام النظام البائد حيث الدكتاتورية البغيضة والإرهاب والتشريد وحكم الحزب الواحد مع ما رافق ذلك من تخلف حضاري في مختلف جوانب الحياة، وما نشاهده الآن من مشاركة جميع الفعاليات السياسية والدينية والاجتماعية لرسم شكل متحضر للممارسة السياسية وبذل الجهود من قبل ممثلي الشعب العراقي لكتابة دستور جديد للعراق يُرسَم من خلاله أشكال الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية المتحضرة لكي تكون هي الحاكمة لبلد العراق وشعبه... لا شك أنه سيعيش حالة التفاؤل والأمل ببدء عصر جديد من الحرية والعدالة والرفاهية ليس فقط السياسية بل في بقية ميادين الحياة أيضا...

^1ما هو تقييمك لأداء الحكومة العراقية المنتخبة؟^/1

هذا الأداء يسير في اتجاهات متعددة:

1- اتجاه رسم شكل ديمقراطي تعددي للحاكمية السياسية في العراق يتمثل في مشاركة جميع ألوان الطيف العراقي في هذه الحاكمية ووضع قانون دستوري يكفل عدم عودة الدكتاتورية والظلم لهذه الحياة وبحيث يمكن الشعب من رسم الخطوط الأساسية لهذه السياسة وإبعاد البلد عن حاكمية الفرد الواحد أو الحزب الواحد.

2- اتجاه تطهير مؤسسات الدولة من الفساد الإداري والمالي وتشكيل مؤسسات يتحكم بها المخلصون من أبناء البلد لتقديم المزيد من الخدمات والتطوير له.

3- اتجاه نحو إرساء أسس الأمن والاستقرار لهذا البلد وشعبه.

4- بناء أسس البنية التحتية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية بما يعيد للبلد وشعبه استحقاقه الحضاري والعلمي والموقعي بين شعوب العالم المتحضرة والمتقدمة.

^*1وجدت من سماحة السيد صادق الشيرازي المستوى السامي للأخلاق المحمدية والتعامل الإسلامي الرفيع^*/1

ولكن مما يؤسف له أن هذه الحكومة تخلفت كثيراً عن رسم سياسة فاعلة علمية وعملية لرفع الظلم والحيف عن شرائح مهمة من الشعب العراقي منها شريحة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل القضاء على الحكم البعثي الفاشي ولم تقم الحكومة بتقديم ما يلزم لعوائل هؤلاء الشهداء من رواتب تقاعدية وامتيازات تعيد إليهم شيئا من الحياة الكريمة التي يستحقونها ومنها شريحة السجناء الذين تضرروا كثيرا في سياسة النظام البائد الظالمة ولا بد من وضع قانون يعيد إليهم بعض ما فقدوه بسبب مواقفهم الرافضة للنظام البائد ومنها شريحة الفقراء والمحرومين والطبقات المستضعفة من أبناء هذا الشعب والعجزة والأرامل فإن هؤلاء يستحقون في ضوء التغير الحاصل في العراق الاهتمام الكبير لرفع جزء من معاناتهم الطويلة بسبب السياسات التمييزية والظالمة التي كان النظام المقبور ينتهجها... ولكن للأسف الشديد لا نجد حتى النزر اليسير من تطوير حياة هذه الشرائح نحو الأفضل.

^1هل تتوقع لحكومة الجعفري النجاح في إنجاز مهمتها الصعبة والسيطرة على الأوضاع بما يتناسب وحجم الثقة الممنوحة لها جماهيريا عبر الانتخابات؟^/1

إذا كان هناك نجاح ستحققه هذه الحكومة فهو نجاح جزئي وذلك لعدة عوامل تحيط بالبلد ولها التأثير الكبير في الحد من نجاح السياسة المرسومة من قبل هذه الحكومة ومنها:

1- ما تزال قوات الاحتلال تمسك بمقاليد الكثير من القرارات المهمة في هذا البلد ومنها القرار السياسي والاقتصادي والمالي بل وحتى الأمني ولاشك أن هذه القوات تأخذ بنظر الاعتبار مصالحها الآنية والستراتيجية في أي قرار تتخذه ولاسيما بصورة أساسية مصلحة البلد الذي تحتله... فمثلا الواردات التي تدخل البلد من عائدات النفظ تدخل صندوق تنمية العراق الذي تشرف عليه لجنة أمريكية بحتة ولا يوجد فيها إلا عضو عراقي واحد ربما لا يملك أي تأثير في توجهات وقرارات هذه اللجنة...

2- التوجهات القائمة في الوقت الحاضر للبلدان الإقليمية المحيطة بالعراق والتي تخشى من نجاح التجربة العراقية وانتقال تأثيراتها إلى ساحة بلدانهم.

3- تخوف بعض هذه الجهات الإقليمية مما حصل في العراق من وصول الطائفة الشيعية الحقة إلى المواقع المهمة في صنع القرار العراقي السياسي والاجتماعي والاقتصادي ولا شك أن لهذا الرقم الشيعي الفاعل تأثيره على بعض البلدان المجاروة حيث يمكن أن يطالب أفراد الطائفة في تلك البلدان بالمشاركة في صنع القرار في تلك الدولة... إضافة إلى البغض الطائفي المتأصل في جذور بعض حكام تلك البلدان وحقدهم على أتباع أهل البيت (عليهم السلام).

4- التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد في جميع ميادين الحياة للشعب العراقي.

^1برأيك.. هل ستوفق لجنة كتابة الدستور إلى تقديم المسودة في الموعد المقرر؟^/1

أظن انها ستوفق إلى ذلك لأسباب عديدة تفرض نفسها لانهاء كتابة المسودة في موعدها المقرر ومنها الاستحقاقات المتعددة للظرف الذي يمر به البلد الآن، فكلما تقدمت العملية السياسية وخاصة فيما هو ركن أساسي منها ألا وهو كتابة الدستور فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف الجماعات الارهابية وسد الذرائع أمام الكثير من الجهات التي لا تريد لهذه العملية النجاح، وأعتقد - وهذا رأي شخصي - أن الفترة التي أعطيت للانتهاء من كتابة المسودة غير كافية وذلك للتنوع العرقي والمذهبي والطائفي الذي تتميز به الساحة العراقية وهذا ما يحتاج إلى التأني والتأمل من أجل الوصول إلى قوانين يتوافق عليها - على الأقل- أغلب أطياف الساحة العراقية إن لم يكن جميعها...

^1كيف تجد الساحة الكربلائية في التجاوب مع توجيهات المرجعية الدينية وأوامرها؟^/1

أحمد الله تعالى وأشكره أن نجد الشرائح الواسعة لهذا المجتمع متفاعلة مع توجيهات المرجعية الدينية واوامرها وذلك لسببين:

1- الالتزام الديني لأغلب أهل المدينة وذلك لوجود المرقدين الشريفين لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) مما يوفر أجواء روحية ودينية تبعث على الالتزام بمنهج وسلوك صاحب المرقد الشريف، كما أن وجود المرجعية الدينية وانتشار المدارس الدينية يوفر مساحة واسعة للتعرف على منهج أهل البيت (عليهم السلام) والاهتداء بهديهم ومنهجهم، وهذان الأمران يؤديان إلى إثراء المدينة المقدسة بمجالس الوعظ والارشاد والتوجيه نحو خط أهل البيت (عليهم السلام).

2- اتصاف أهل المدينة المقدسة - في غالبيتهم - بالوعي والذكاء والتقبل الحضاري مما يؤدي إلى انفتاحهم الفكري والعملي على قيم أهل البيت (عليهم السلام) ومقومات الحضارة.

ومن هنا نجد تميز هذه المدينة عن غيرها بالاستجابة والتفاعل مع توجيهات المرجعية الدينية واستعدادها للتضحية في سبيل ذلك.

^1ما حكاية أصحاب (الجنابر) معكم وهل تتهمهم بتدبير محاولة اغتيالك التي ما زلت تعاني آثارها الصحية والنفسية؟^/1

إنني أنظر إلى هؤلاء الأخوة بمنظار العطف والرحمة والعناية وذلك لكونهم أصحاب عوائل وقد خرجوا للارتزاق وسد الحاجات المعيشية لهذه العوائل وكثيرا ما أكلف الأخوة في ادارة الحرمين الشريفين ولجنة بين الحرمين للتدخل لدى دوائر الشرطة وغيرها لإيجاد حل لمشكلتهم حينما تقوم الدوائر الأمنية بإزاحتهم من أماكن تواجدهم، ولكن علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار السلبيات الكثيرة المترتبة على تواجد هؤلاء الباعة في الشوارع المؤدية إلى المرقدين الشريفين والمحيطة بها وهي:

1- إن تواجدهم الكثيف يشكل مزاحمة بحق الزائرين والسابلة في المرور عبر هذه الشوارع والأرصفة لغرض الوصول إلى المرقدين الشريفين أو لأجل الوصول إلى مناطق أخرى من المدينة ومن المعلوم - من جهة الحكم الشرعي- أن مزاحمة حق المارة في الاستطراق عبر الشوارع والأرصفة حرام شرعا.

2- استغلال بعض السيئين والسراق للتواجد الكثيف لهؤلاء الباعة واندساسهم ضمن أصحاب البسطيات والچنابر لسرقة الزائرين والاعتداء على بعض المارة والتحرش بالنساء حتى أن الكثير من نساء المدينة قد تقدمن بشكوى من التصرفات السيئة لبعض هؤلاء الأشرار.

^*1لم تقدم الحكومة لعوائل الشهداء ما يلزم من رواتب وامتيازات يستحقونها^*/1

3- قيام بعض الأشخاص من غير الملتزمين بالأحكام الشرعية ببيع بعض الأمور المحرمة ونشر الصور العارية للنساء الملصقة على بعض الحاجيات المعروضة للبيع ومن المعلوم أن هذه المنطقة تكتسب حرمة شرعية أشد من غيرها من مناطق المدينة لكونها مجاورة للمرقدين الشريفين وحيث أن ادارة الروضتين المطهرتين أخذت على عاتقها تنظيم شؤون المناطق القريبة من الروضتين وما بينهما فقد قامت باتخاذ بعض الاجراءات من أجل توفير الأمن والعبور الآمن للزائرين وأهل المدينة وفي نفس الوقت عدم حرمان أهل البسطيات والچنابر بالارتزاق في هذه المنطقة لحين توفر البديل لهم، وهو جعل ثلث مساحة الشارع من جهة الرصيف خاصة بتواجد هؤلاء الباعة وممارسة عملهم وثلثي مساحة الشارع لمرور الزوار وأهل المدينة وتقوم دوريات الحراسة لمنطقة بين الحرمين بمراقبة تطبيق هذا الأمر...

وأما اتهامهم بمحاولة الاغتيال فهو أمر باطل ولا يستند إلى الدليل، بل الذي قام بذلك وبحسب الأدلة هم المجموعات التكفيرية الضالة وبالتعاون مع احدى الجهات الداخلية، وقد زارني أحد الاخوة الطلبة في شهر رمضان من العام الماضي أي قبل الحادث بشهرين وأخبرني بأن هناك معلومات قد وصلت إليه تفيد بدخول عناصر إرهابية من الكويت لاغتيال مجموعة من الشخصيات الدينية وكان اسمي من ضمن أشخاص آخرين في قائمة الاغتيالات.

^1بذلت مساع مشكورة في تحريك عجلة الإعمار بمدينة الحسين عليه السلام وتشجيع السياحة الدينية فيها، ترى أين وصلت تلك المساعي؟^/1

نعم.. هذا الأمر صحيح ولكن - وللأسف الشديد - قد تعطلت هذه المساعي وذلك للظروف التي يمر بها البلد وخاصة الجانب الأمني الذي عرقل مشاريع الأعمار لجميع مناطق العراق إضافة إلى عدم الجدية لدى قوات الاحتلال في تفعيل مشروع الإعمار للعراق.

^1هل هناك مشاريع مستقبلية لتطوير أو توسيع الحرمين الطاهرين؟^/1

في الواقع هناك مشاريع حالية يتم العمل لانجازها واتمامها ومشاريع تطويرية قد انجزت. فالمشاريع المنجزة:

1- تطوير احدى القاعات التي كانت مخزنا قد وضع فيه مواد تالفة وأخرى صالحة قد غطاها التراب وهي مهملة حيث تم إكساء جدران القاعة بالمرمر من النوعية الفاخرة ونقش السقف بالديكور المغربي وبناء نصف طابق كمكتبة بحيث تأهلت هذه القاعة كقاعة للدراسات الحوزوية وفي نفس الوقت إقامة المهرجانات والاحتفالات فيها، ومنها تطوير قاعة أخرى كانت مهملة بحيث تأهلت كقاعة للجنة الإعلام وقسم الانترنيت في الروضة الحسينية بعد أن تم إجراء نفس التطويرات الآنفة الذكر، وهناك قاعة أخرى يتم تطويرها الآن بعد أن كانت مخزنا مهملا لتصبح مضيفا بطابقين أحدهما للرجال والآخر للنساء ويسمى مضيف الإمام الحسين (عليه السلام)، ومنها مشروع التبريد حيث تم شراء (5 أجهزة چلر) ضخمة بعضها تم استيراده من اليابان (وكلفة المشروع 450 مليون دينار تقريبا) والغرض منه توفير الأجواء النقية والباردة داخل الروضة الشريفة خلال فصل الصيف، ومنها مشروع تطوير قاعة المكتبة الحسينية حيث أصبحت الآن جاهزة لاستقبال القراء وكان تطويرها بواسطة إكساء جدران المكتبة بالمرمر الفاخر ونقش سقفها بالديكور المغربي وتزويد المكتبة بالمكتبات الخشبية الجيدة إضافة إلى آلاف الكتب المتنوعة.

ومن جملة المشاريع المهمة التي يقوم بتمويلها بعض الخيرين من محبي أهل البيت (عليهم السلام) مشروع انشاء المرافق الصحية في ساحة باب قبلة الإمام الحسين (عليه السلام) وتضم قرابة 400 مرفق صحي للرجال والنساء ومن المؤمل الانتهاء منه بعد شهرين أو ثلاثة وقد أنشئ باسلوب عصري حديث ومن المؤمل أن يوفر هذه الخدمات الصحية للآلاف من الزائرين بل لعشرات الآلاف منهم الذين يتوافدون على المرقدين الشريفين خلال الزيارات الموسمية.

هذا غير المشاريع البسيطة الكثيرة التي كان الهدف منها توفير المزيد من الخدمة للزائرين وفي النية القيام بمشاريع جديدة مستقبلا تجرى الآن الدراسات ووضع التصاميم لتنفيذها، ومنها انشاء طابق ثانٍ فوق القاعات والغرف المحيطة بالصحن الشريف يتضمن قاعات كثيرة وسيوفر هذا المشروع للادارة الكثير من الفعاليات والخدمات والنشاطات ومنها قاعة جديدة لتطوير المكتبة الحالية وقاعة حوزوية أخرى ومتحف إضافة إلى قاعات أخرى يمكن الاستفادة منها لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرين.

وهناك فكرة تسقيف الصحن الحسيني الشريف وكذلك صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) وادخالهما ضمن الحرم الشريف وهذا التسقيف يكون ثابتا وبطور معماري يتناغم مع الشكل المعماري للحرم الشريف وتجري الآن الدراسات الفنية لتنفيذ هذا المشروع، كما أن من جملة الخطط المستقبلية استثمار بعض المناطق المحيطة بالحرمين الشريفين وكذلك المحيط بمنطقة بين الحرمين لانشاء صحون متعددة تكفي لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزائرين وفي الواقع أن هذا المشروع الأخير يتطلب رصيدا ماليا ضخما ونحن نأمل- بتوفيق من الله تعالى- أن نتوصل إلى انجاز هذا المشروع خلال سنوات متعددة ربما تمتد إلى عشر سنوات.

^1إيرادات الروضتين الشريفتين أين تذهب ومن له حق التصرف بها؟^/1

من المعلوم أن هناك لجنة عليا لادارة العتبات المقدسة في كربلاء تم تشكيلها من قبل المراجع الأربعة العظام: سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله)، وسماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض (دام ظله)، وسماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)، وسماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله) وهي موضع ثقة عند هؤلاء المراجع العظام، وتتألف من سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد الطباطبائي (توفي رحمه الله تعالى) وسماحة العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والشيخ عبد المهدي الكربلائي.

وقد شكلت اللجنة العليا عدة لجان لإدارة الحرمين الشريفين منها ادارة الروضة المشرفة ولجنة الحراسات- وهي أكثر اللجان عددا- كونها تتولى توفير الأمن للزائرين داخل الحرم الشريف والصحن المطهر وكذلك حول المرقد الشريف وتقوم بتنظيم شؤون الزيارة والأمور الأخرى، واللجنة الإعلامية ولجنة المشاريع الهندسية والصيانة ولجنة النظافة ولجنة التوجيه والارشاد الديني واللجنة القانونية وكذلك قسم الأخوات الزينبيات الذي ينظم شؤون الزيارة للنساء، وتم تشكيل لجنة مهمة وهي لجنة رعاية وحماية بين الحرمين تقوم بهذه الشؤون المذكورة في منطقة بين الحرمين ومن جملة مهامها توفير الأمن خارج الحرمين الشريفين إلى حد العوارض التي تشكل طوقا أمنيا كبيرا حول المرقدين المطهرين وما بينهما، ويقرب عدد المنتسبين في هذه اللجان في المرقدين ومنطقة بين الحرمين من 1500 منتسب وتصرف من واردات الحرمين الشريفين ولا نستغرب هذا العدد الكبير وذلك للتهديدات الأمنية الخطيرة المتواصلة من قبل الجماعات الإرهابية لزوار العتبات المقدسة وللمدن المقدسة، وتصرف الواردات كذلك على تطوير الحرمين الشريفين وانشاء المشاريع الكثيرة وأعمال الصيانة المستمرة وقد أخذت اللجنة العليا على عاتقها وكذلك ادارة الحرمين الشريفين ولجنة رعاية بين الحرمين تطوير هذه المنطقة في جماليتها ونظافتها بحيث ترتقي إلى المستوى المناسب لقداسة المرقدين المطهرين ولذلك شكلت لجنة النظافة التي تضم أكثر من 200 منتسب مهمتها ليس فقط الحفاظ على نظافة المرقدين بل حتى الشوارع المحيطة بهما، ومن جملة موارد الصرف اعانة المواكب الحسينية وتوفير احتياجاتها للمراسم وأداء الشعائر الحسينية من قبلها ومن جملة موارد الصرف شراء الأجهزة والآلات والمعدات التي تحتاج إليها الروضتين المطهرتين لتوفير الخدمات فيها كأجهزة التبريد وآلات التنظيف وسيارات الخدمات والأجهزة المطلوبة لتوفير إعلام يخدم الروضتين المطهرتين - ونحو ذلك -.

^1ما هي أهم المبادئ المتبعة في ادارة الروضتين؟^/1

أهم المبادئ المتبعة في ذلك:

1- توفير الأجواء الآمنة والروحية التي يتمكن من خلالها الزائرون والزائرات من أداء الزيارة بيسر وسهولة.

2- توفير الخدمات المطلوبة للزائرين التي تسهل لهم أداء الزيارة بحيث لا يكون هناك مشقة وعناء في ذلك.

3- تطوير الروضتين الشريفتين بحيث يؤدي ذلك إلى زيادة الفعاليات والنشاطات المتعددة التي تقدمها الروضة المطهرة لأتباع أهل البيت (عليهم السلام).

4- تفعيل الخدمات الدينية والارشاد الإسلامي سواء أكان لنفس المنتسبين أم للزائرين.

^1في الساحة الكربلائية مرجعيات وقيادات دينية وسياسية وعشائرية متعددة ولها رؤى معينة في رعاية شؤون الروضتين.. هل تأخذونها بنظر الاعتبار؟^/1

في الواقع أن اللجنة العليا وادارة الروضتين المطهرتين يتبنيان سياسة الانفتاح على الآخرين والاستماع إليهم في مقترحاتهم وآرائهم بل هذه السياسة متبعة حتى مع عامة الناس انطلاقا من التوجيه الإسلامي بضرورة احترام آراء الآخرين ونحاول تطبيق ما يقترحه الآخرون إذا وجدنا أن الامكانيات متاحة لذلك والظروف مناسبة له وتبذل ادارة الروضتين الشريفتين مجهودا للتعاون مع الآخرين من أجل تقديم الخدمات المطلوبة للزائرين.

^1كيف تصف علاقتك بالسيد السيستاني (دام ظله) وأين تضع نفسك بين علماء كربلاء؟^/1

علاقتي بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) ليست علاقة معتمد لمرجعيته.. تلك المرجعية الدينية بل علاقة الابن بالأب الروحي فإنني أعتبر سماحته (دام ظله) ليس فقط مرجعا دينيا أعلى بل هو الأب الروحي والمرشد الأخلاقي الذي استنير بتوجيهاته وارشاداته بل أعتبر سماحة السيد (دام ظله) في صبره وتحمله وحكمته في ادارة الشؤون المرجعية مثالا عظيما لما ورد عن أهل بيت الرحمة: (كونوا لنا دعاة صامتين)، ومما أفتخر به وأعتز به اعتزازا عظيما ما نقله لي أحد الأخوة التقاة من المؤمنين حينما زار سماحته (دام ظله) قبل شهر تقريبا حيث ما زلت أرقد في فراش المرض وقال سماحته له: (أن من زار الشيخ فكأنما قد زارني)، وهذه العبارة إنما تدل على عظيم الشعور الأبوي والروحي الذي يحمله سماحته لمعتمديه ووكلائه بل هذا الشعور هو عام لجميع العراقيين والمؤمنين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، ولا يفوتني أن أذكر هنا الجهود العظيمة التي يبذلها حجة الإسلام والمسلمين أستاذي وأخي الروحي سماحة السيد محمد رضا السيستاني (دام ظله) وأسأله تعالى أن يجعله من مراجع الامة وقادتها، وكذلك الجهود العلمية الكبيرة التي يبذلها حجة الإسلام والمسلمين أستاذي وأخي الروحي سماحة السيد محمد باقر السيستاني (دام ظله) وأسأله تعالى أن يجعله من مراجع الأمة وقادتها.

^*1أنظر إلى أصحاب البسطيات بمنظار العطف والرحمة والعناية لكونهم أصحاب عوائل ولا علاقة لهم بمحاولة اغتيالي^*/1

وأما ذيل السؤال المتضمن عن موقعي ففي الواقع أنني لا أعد نفسي من علماء كربلاء بل أنا - إن كنت أستحق هذا الأمر- طالب في الحوزة الشريفة أحاول أن أخدم المذهب الحق وأتباعه وكذلك خدمة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وخاصة سيد الشهداء والأحرار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام).

^1ما هو مدى العلاقة بالمرجعية الشيرازية؟^/1

هذه المرجعية الدينية أكن لها كل الإجلال والاحترام والتقدير وقد وجدت منها سواء من سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) ومن يعمل في مكتب هذه المرجعية في قم المقدسة وكربلاء المقدسة، ذلك المستوى السامي من الأخلاق المحمدية والتعامل الإسلامي الرفيع، ونحن نقدر تمام التقدير الخدمات الدينية العظيمة التي قدمتها هذه المرجعية ابتداءً من سماحة الإمام الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي (قدس سره) إلى يومنا هذا، واود أن أعبر عن إجلالي وتقديري الكبير للمنهج الحكيم الذي تتبعه هذه المرجعية في عصرنا الحاضر.

^1هناك من يدعي أن جمعة الحرم أقيمت بهدف إقصاء الجمعات الأخرى أو الطعن فيها وسلب الشرعية عنها.. ما قولك في ذلك؟^/1

هذا الأمر ليس صحيحا إذ أن الجميع يعلم أن بعد سقوط النظام كانت هناك جمعة واحدة فقط في الصحن الحسيني الشريف وكان إمام الجمعة على نحو التناوب بين ممثلية مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) وممثلية مكتب الشهيد الصدر (قدس سره) في كربلاء المقدسة، وبعد ذلك كانت رغبة الأخوة في مكتب الشهيد الصدر (قدس سره) إقامة صلاة الجمعة في جامع المخيم وقد احترمنا هذه الرغبة والتوجه لدى الأخوة.