b4b3b2b1
حوار مفتوح مع الباحث أحمد النفيس بعد استنكار الأزهر لطقوس الشيعة في عاشوراء | حوار الصراحة والحقيقة مع الأستاذ جواد العطار | عبد الرضا: المحترف يستخدم عينه كبوصلة تدور في كل الاتجاهات بحثاً عن التكوينات المبهرة | الحلواجي: في المعتقل كانت الأجواء مهيأة للدعاء أكثر من سواها حيث كانت الأجواء روحانية | العلامة القزويني: أتحدى من يقول أن فقيها واحدا أفتى بحرمة الشعائر الحسينية | الدكتور محمد التيجاني في حوار صريح: النظام البحريني عنجهي وبربري والشيعة ليست ايران ولكنها علي بن ابي طالب | الشاعر مهدي جناح: أرى الحسين هو الثورة وهو الأبعاد السياسية للثورة الإنسانية | الشيخ صالح العويدي: رمضان المبارك شهر المعرفة وتلاوة القرآن والإستزادة من علوم أهل البيت | العنف ضد المرأة وحالات الطلاق المتزايدة لقاء مع الباحث الموسوي | الرادود الحسيني علي يوسف: رحم الله السيد محمد الشيرازي الذي جعل في كل مكان ذكراً للحسين | الفنان المصور محمد آل تاجر: عملت على جمع الزمان المتغير والمكان المتبدل في لقطة فوتوغرافية ثابتة | الشيخ حسن الشمري: من ينجح في إدارة العراق يستطيع إدارة العالم بأسره |

نشر الرسالة المحمدية في أوربا مشروع طَموح لكن يبقى السؤال.. كيف؟ ولماذا؟

308

 

29 ذي الحجة 1428 - 09/01/2008

حسن محمد علي البياتي... البداية طالب في مدرسة حفاظ القرآن بكربلاء... هو من ثمار مدرسة الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) درس في مدينة كربلاء المقدسة ونهل علوم أهل البيت عليهم السلام على يد أساتذة مدرسة حفاظ القرآن هاجر من كربلاء قصراً ليتنقل إلى إيران ثم إلى سوريا... لكنه لم يستقر بل استمر بالترحال مروراً بروسيا وكم دولة أوربية ليستقر أخيراً في السويد.. وعن هذه السيرة الطيبة والعطرة والمليئة بالأحداث والمواقف كان لموقع مؤسسة الرسول الأعظم الثقافية هذا اللقاء.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. في عام 1975 كانت بدايتي في مدرسة حفاظ القرآن في كربلاء حيث درست اوليات الحوزة الى 1979 لحين ايام الهجرة فنحن هاجرنا من كربلاء الى سوريا ثم الى إيران.

^1أربع سنوات في كربلاء هل كانت الانطلاقة الاولى مع خط المرجعية الشيرازية؟^/1

طبعاً إن والدي هو من مقلدي الإمام الراحل منذ البداية وانا منذ ان فتحت عيني ووعيت على هذا الخط المبارك، حيث كنا نذهب في مخيمات وسفرات يخرج الاساتذة معنا كالشيخ احمد البحراني والشيخ عبد الحسين وآخرين، فالامام الراحل كان يؤكد دائما على الشباب، فكانت هناك رعاية عجيبة جداً وهذا في الواقع آثاره واضحة الى الان، وكان يقام احتفال في يوم التخرج وانا لم اشاهد هذه الحالة في كل المدارس او الحوزات، حيث تقدم مسرحية وتوزع الحلويات والجوائز، وقبل قدوم العطلة الصيفية تعرض لنا افلام ترفيهية لكن في نفس الوقت هي تثقيفية وتوعوية لكي لاينحصر التعليم على المادة الاخلاقية والدينية البحتة اي كان هناك متنفس، فكانت هناك عدة وسائل تجذب الطالب وتجعله لاينفر من الدرس وهذه الطريقة اثبتت نجاحها في وقتها وثمارها الجيدة نراها اليوم من خلال عشرات الخطباء والمبلغين التي تخرجوا من هذه المدرسة الرسالية الكبيرة، واقول طيلة الفترة التي عاصرت فيها الحوزة العلمية في قم وهي احدى عشر عاماً لم ارى مثل هذه الطريقة في التعاون والتحابب الحاصل بين الطالب واستاذه. ^*1إن والدي هو من مقلدي الإمام الراحل منذ البداية وانا منذ ان فتحت عيني ووعيت على هذا الخط المبارك^*/1

واتذكر مواكب العزاء الحسيني (التطبير) كانت تخرج من مدرسة السيد من سوق (الساعجية) فكان ليلة العاشر الامام الراحل يوزع الاكفان والمبلغين يشجعون الشباب، واذكر هنا ان السيد كان موقفه قوي وصريح بشأن الشعائر الحسينية ولم يتنازل عن موقفه حتى في ايران بالرغم من المعاناة التي حصلت لاحقاً.

^1 مواقف في كربلاء المقدسة ومع خط المرجعية الشيرازية؟^/1

الذي رأيته النظام الحاكم في وقتها عندما كان يقسي على الناس ويمنعهم من ممارسة الشعائر كانوا في المقابل يزدادون اصراراً وعزيمة، فيما يخص الشعائر الحسينية والحوزة العلمية وعمل المبلغين، فكما هو معروف هذا الخط تعرض لضغوطات كبيرة وصلت لنفي الامام الراحل ومحاولة تصفية ثم الحكم عليه بالاعدام غيابياً لكن ارادة الباري عزوجل كان فوق كل ما ارادو فبقي هذا الخط العريق واخذ بالانتشار يوم بعد آخر ليصبح مدرسة علمية شاملة امتدت الى اغلب بقاع الارض اذا لم تكن كلها وهي لم تنتهي برحيل سلطان المؤلفين (قدس سره) بل استمرت بسماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله).

وكان لهذا الخط الريادة في اقامة المحافل الخاصة بأهل البيت عليهم السلام، وبالاخص تأسيس مهرجان الامام علي عليه السلام بجهد حثيث وكبير من قبل الشهيد العظيم السيد حسن الشيرازي (قدس سره) الذي كان يلقي قصائد رائعة في الحسنية الطهرانية، واقول انه صاحب مظلومية كبيرة لانه لم يأخذ حقه من الساحة ودوره الريادي الكبير لايكاد يذكر الا ما ندر وفي مناسبات خاصة، بالرغم من موقفيه العظيمين اللذين خلدهما التاريخ الاول لتصديه القوي والمباشر للنظام العفلقي والامر الآخر هو سعيه لاعادة بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام وتقديم دعوى حملت شعار الاستنصار لائمة البقيع عليهم السلام حيث أجرى عشرات اللقاءات مع شخصيات مسؤولة في دول عربية واسلامية.

وبالنسبة الى فراقي عن مدينتي كربلاء اسميه يوم الحزن رغم الضغوط حيث خرجنا بمعجزة وبتسهيل من الباري عزوجل عن طريق احد الاصدقاء وكنت ممنوعاً من السفر، لكن بجهود المرحوم الحاج عبد الحسين كمونة، حيث زرته في ديوانه المقابل لمحلنا في سوق الزينبية، واتذكر من الايام التي قضيناها كلها كانت في الدراسة والصلاة والخدمة في حرم الإمام الحسين عليه السلام.

^1 كيف كان العمل في سوريا؟^/1

كان الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي(قدس سره) قد أسس الحوزة العلمية الزينبية وانا أقسم ان مدينة ومنطقة السيدة زينب اصحبت اكبر مدينة شيعية في قلب الدولة الاموية، ففي بداية انتقالنا لم تكمن سوى الحرم المشرف للسيدة الطاهرة زينب عليها السلام والحوزة التي اسسها الشهيد وكم بيت، اما الان كما ذكرت في بداية حديثي هي مركز لانتشار التشيع، محال تسجيلات اسلامية وبيع الزي الاسلامي مكتبات كبيرة، والآن كثير من الإخوة في تونس والمغرب والجزائر لم يستطيعوا الوصول إلى إيران أو العراق لكن تنقلهم كل سهل في سوريا فمن خلال كتاب واحد اسمه فاجعة الطف للسيد كاظم القزويني رضوان الله عليه هذا الكتيب الصغير تمكن من أن يشيع 85 رجل خلال سنة واحدة دخلوا إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام في تونس. ^*1فراقي عن مدينتي كربلاء اسميه يوم الحزن رغم الضغوط^*/1

نعود لحديثنا بقيت في سوريا ثلاث أشهر بعدها قال والدي يجب أن ننتقل إلى إيران كي تكمل دراستك الحوزوية ونكون قريبين على السيد المرجع، وهناك نقطة أحب أن أشير لها وهي إن الجذور التي وضعها في كربلاء قد جاهدت وقدمت الكثير في إيران، فالشباب الذين سفروا إلى إيران أول عمل قام به هو احتوائهم وان يقدم 1000طالب حوزة معممين خلال ثلاث سنوات في الدراسة لتكون المرة الأولى في تاريخ الحوزة، وأسس مدرسة جابر بن حيان الكوفي وحوزات أخرى وهذه جزء من منجزات ثورته العلمية، تراها على ارض الواقع في أي دولة تذهب إليها وتشاهد بصمة هذه الشخص العظيم.

^1 الإمام الراحل لم يكن يؤمن بالانغلاق على واقع معين بل يشجع على التواصل والانفتاح للصالح العام....هل هذه المقولة صحيحة؟^/1

بالفعل هذا القول صحيح وهذا من نراه فالسيد كان في مكان واحد لكن روحه كانت في تواصل كامل مع المؤسسات التي من شأنها إن تنشر علوم أهل البيت عليهم السلام في كل بقاع الأرض، واذكر أنا كنت في موسكو وحتى إن وجودي كان غير رسمي كي استطيع التحرك، فأرسل لي رسالة يطلب فيها تأسيس مؤسسات إسلامية شيعية مذهبية مدرسة أو حسينية، وبهذا الخصوص أذكر أن الشيخ جلال معاش اخبرني أنهم أسسوا حسينية ومسجد العام الماضي في اسطنبول، وهذا غير قليل فتركيا بلد علماني يحارب الحجاب

^1كيف كانت الدراسة في قم وما تقيمك لها؟^/1

كانت دراستنا في حوزة السيد الشيرازي (قدس سره) وأنا طبعاً درست الخطابة في معهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وكنت احضر دروس السيد المرعشي (قدس سره) ودروس الشيخ المنتظري ودروس السيد صادق الشيرازي ودروس السيد محمد (قدس سره).

وأنا أعتبر هذه العشر سنوات الفرصة الذهبية بالنسبة إلي كنظرة شخصية والتي أصقلت شخصيتي والتي أعطتني قيمتي في حياتي وأن اعرف كيف أتصرف كيف أتعامل وكيف أتكلم مع الآخرين وكيف أكون نافعاً وخادماً للمجتمع في الواقع هذه السنين نفعتني كثيراً وإن شاء الله يبقى الجزء الأكبر لآخرتي وواحدة من هذه الأشياء التي أفادتني في حوزة السيد (قدس سره) أو في قم المقدسة أخلاق الإمام الشيرازي (قدس سره) العظيمة والآن أنا أدعوا للسيد في صلاتي دائماً (قدس الله سره) مجامل ومتسامح حتى مع أعدائه، مبتسم دائماً وهذه نفعتني كثيراً لأن فيها سر تعاملي مع الناس تصرفي مع الآخرين المقابلة مع الناس، هذه الطريقة المقدمة العلمائية التي كان يتقدم بها.

^1 كان يخبرنا بأن النظام العفلقي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأيضاً كان واضع لنظام الشورى ومخطط لهذا اليوم الذي سينجلي فيه الطاغية..كيف ترون ذلك؟^/1

طبعاً نحن كنا في السويد وكان هناك كتاب ماذا بعد حكومة البعث في العراق، وأيضاً كان هناك كتاب إذا قام الإسلام في العراق، تعلم ماذا حصل هناك الكثير من الأفكار والخطوط التي تعارض السيد لا أذكر أسمائهم اتصلوا بنا في الحسينية لأجل هذا الكتاب نريد أن نرى ماذا قال السيد بعد سقوط النظام وبعدها قالوا غير رؤيا موجودة للسيد، وزعنا الكتاب كله حينذاك الذي يفكر لو قامت حكومة إسلامية أو انتهى زمان البعث ماذا يجب إن يحصل في العراق، تعجبوا لنظرة السيد في تلك الفترة. ^*1وضعنا لله الحمد الحجر الأساس لإقامة الشعائر الحسينية وكان في روسيا مسجدان احدهما يدعى (التاريخي) والأخر يدعى (التتار)^*/1

نعود إلى فترة الدراسة طبعاً أنا أكملت دراساتي في قم في جهات كثيرة وليس فقط مدرسة السيد (قدس سره) طبعاً كانت هناك دروس أخرى في حوزات ومدارس أخرى مثل حوزة الشهيد الصدر في منطقة (كزر خان) درست السطوح هناك، والخطابة درستها في معهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والبحث الخارج كنا نحضر عند السيد (قدس سره) وكان أكثر الأوقات صلاة الجماعة وراء السيد قدس سره في مدينة قم المقدسة، لغاية سنة 1989.

^1 الشيعة في روسيا؟^/1

المواقف التي مررت بها مدة أربع سنوات في روسيا رأيت فيها أشياء عجيبة حيث واكبت رحلتنا إلى روسيا مباشرة بعد سقوط الدولة الشيوعية وتمزقها فقد بدأت الدولة في حينها وهي جديدة العهد تعيش حالة البحث عن الحياة وهذا ما جعل الطريق مفتوحاً للعراقيين لينطلقوا منها إلى دول أوربا أما أنا فدخلتها عام 1992م وكانت أيام قريبة لعاشوراء والتجمعات العراقية كانت كثيرة فقررنا أن نفعل شيئاً ونحن في بلد شيوعي فوضعنا لله الحمد الحجر الأساس لإقامة الشعائر الحسينية وكان في روسيا مسجدان احدهما يدعى (التاريخي) والأخر يدعى (التتار) ومسؤولو المسجد مدعومون من قبل الوهابية السعودية لكن الإدارة (روسية)، فطلبنا منهم إقامة البرنامج الحسيني وتمت الموافقة وصار تجمعنا يتمثل بألف ومائتي معزياً وإذا بمجاميع تأتي إلينا وتحمل (الرقي) والرقي هو من أغلى الفواكه الموجودة عندهم في روسيا لكونه لايزرع هناك بل يستورد وكان المتبرعون لايجيدون العربية ولدينا من أجاد الترجمة فجاءوا وشاركوا في تعزية الحسين (عليه السلام) علماً إننا كنا نعتمد على الكاسيت ليس لدينا رادود فالشيعة الأذربيجانيون اتحدوا معنا وأسسوا لنا متنفساً رحباً في روسيا والآن بعد رحيل العراقيين هم يقيمون العزاء الحسيني في نفس المكان وقد عرضت إحدى الفضائيات نشاطاتهم هذا العام فانا اعتبر ما قمنا به نوع من التأسيس ومن الطريف إننا حوربنا في البداية من قبل الوهابية ولكن عندما تدخل الأذربيجانيون انتهى الصراع لصالحنا.

^1 تدور في ذهن كل عراقي أن الذين يسافرون إلى روسيا لابد أن يكونوا شيوعيين وقد نتفاجى عندما نسمع أن رجل دين يحسب على المذهب الجعفري يختار المنفى هناك رغم اختلاف الجوهر بل تضاد الجوهر؟^/1

ثمة فكرة خطأ يفهمها الناس هي إن اتسمت دولة بعنوان يعني هذا العنوان أصبح طابعها الشعبي وهذا خطأ كبير وحقيقة الأمر نحن نعرف ما يدور حولنا لكننا لانعرف ما يدور في الخارج ونقيس العالم بما نعيشه نحن في بلداننا فعندما نذكر أوربا عند العراقيين يتراءى لهم مباشرة الاضمحلال والسقوط الأخلاقي لكن عندما نعيش هناك نجد رغبة في التكامل الاجتماعي الحقيقي الذي وجدناه في أوربا حيث توجه الناس إلى الدين والى الأمور الثقافية والى الأمور الإنسانية ونرى نوعية الالتزام الأخلاقي سنحس بالفارق الكبير بين مايرسم في أذهاننا من العناوين وبين مانراه من خلال التجربة وعندما دخلنا السويد كان هناك مسجد واحد في استكوهولم فيه من العراقيين وغير العراقيين من العرب ومن مسلمي العالم بمختلف مذاهبهم أما الآن فهناك (85) جامع وحسينية ومركز إسلامي مسجل في الدولة وبعضها غير مسجل يعني هناك انتشار واسع للدين الإسلامي وللثقافة الإسلامية فعندما تذكر روسيا وسياستها الشيوعية ستعتقد أن الشعب شيوعيٌ وهذا هو الخطأ الذي لابد أن نحسه وأنا حقيقة أريد أن أحدثك قليلا عن هذه العوالم بشي من التفصيل لكوني أراها مهمة فبعد أن أكملتُ دراستي الحوزوية في كربلاء ثم أكملتها في قم ثم لبنان خدمتُ في جنوب لبنان منطقة (الرمادية) وأشرفت على أربعة مدن منها (قانا) ^*1ثمة فكرة خطأ يفهمها الناس هي إن اتسمت دولة بعنوان يعني هذا العنوان أصبح طابعها الشعبي وهذا خطأ كبير^*/1

التي قصفتها إسرائيل لمدة سنة كنت فيها أتولى الإرشاد ثم انتقلتُ إلى سوريا وافتتحنا هناك مؤسسة السيدة زينب الخيرية بعد الانتفاضة مباشرة وكان هناك زخم وكانت عندنا هيئة شباب الطف بدعم من المفكر الإسلامي السيد هادي المدرسي وأقيم المشروع بإشرافي كان عملاً دؤوباً وتم أيضاً توزيع الأمور الاحتياجية مثل البطانيات والمدافئ والأدوية وكانت لنا علاقات عمل مع مستوصف الشهيد الصدر وبعد عام صارت علينا مجموعة ضغوطات لا داعي لذكرها الآن!!.

^1 هل كان أمر السفر تكليف حوزوي أم كانت عبارة عن تجوال مضطر أحياناً والقصد هنا كان السفر مدعوما اقتصاديا؟^/1

لا.. كان السفر على حسابنا الخاص والهجرة في سبيل الله فظرف السفر إلى روسيا ليس اختياراً لكونها كانت الطريق الوحيد الذي يأخذني إلى أوربا فكانت أعمالنا ذاتية فاغلبنا كان وجوده وجود مؤقت وأما الروابط التي تربط روسيا بأوربا فهناك اختلاف كبير بين العالمَين اختلافا ثقافيا وفكريا ومادياً فعندما انتقلتُ إلى (لاتيفيا) خدمنا المجتمع وكانت لدي محاضرات في جامعة لاتيفيا وعندنا محاضرات كثيرة وأقمنا صلاة العيد فيها.

^1 نحن قد ننظر إلى بعض المسائل التي تشكل لدينا محور التعجب ربما هي تأخذ الشكل الاعتيادي هناك وربما في أي مكان أخر لكن الذي نريد أن نعرفه كيف يتم استيعاب المعلم لطلبة ينتمون لعدة اتجاهات مذهبية ودينية مختلفة لعدة عادات وطبائع مختلفة؟^/1

نعم هذا حق ولكني أيضاً سأتكلم ضمن محور شخصي كتجربة عشتها كمفكر إسلامي عاش هذه الحالة بل حالات أكثر منها فانا أتعامل بأسلوب عام لا ارتكز على الطائفية في تعاملي ولكني أحاول أن أتقرب للمفهوم المذهبي من خلال الفعل والأخلاق والنص القرآني كنتُ أدعو إلى مذهب أهل البيت بطريقة فيها شي من الخفية وممكن أن نتقرب للناس من خلال كل شي دون الطعن بمذاهب أخرى فالنصارى يقولون لو نملك مثل هذا التسامح الجعفري لكنا نشرناه إلى العالم كله فمذهب أهل البيت عليهم السلام فيه مجالات كبيرة للخدمات الإنسانية.

^1 والعنف؟^/1

الآن في السويد عندما تخبر أي احد انك مسلم سوف يسألك شيعي أم سني؟ لأنهم وضعوا الفوارق في محلها وبالمناسبة هذا الكلام ليس طائفياً بل هناك حقائق موجودة فالأوربي يدرك الآن ما معنى الانتماء لكونه يربط هذه التفجيرات باسم السنة ويرجعها إلى مكمنها السعودية فهم يعرفون أصحاب اللحى الطويلة ويعرفون ما تعني الوهابية وعرفوا أن شيعة أهل البيت عليهم السلام أنهم ناس مسالمون.. فلا رقابة حكومية على أي حسينية شيعية.

^1 هذا يعني ارتكازكم على نشر المذهب من خلال تحملكم مسؤولية القدوة العملية ومن خلال الواقع الحياتي الذي سينعكس كمفهوم عام؟^/1

التعامل الأخلاقي يمثل ظاهرة تعكس ملامح الدين والمذهب وهو درس عملي لابد أن يقدمه الداعية الإسلامي لمن حوله وسيصبح تأثراً وبعدها يأخذ شكل التطبع حتى يصبح شيئا يعتادُ عليه الناس.. لي صديق عراقي متزوج بامرأة روسية رأته يحمل معه ماء كلما يريد قضاء الحاجة وبدا الحديث أولاً عن طهارة الماء ثم تأثرت الزوجة ومن ثم أهلها حتى أصبحت المدينة كلها وبعدها أصبح شيئا اعتيادياً حتى صار منظر(الأباريق) ^*1الآن في السويد عندما تخبر أي احد انك مسلم سوف يسألك شيعي أم سني؟ لأنهم وضعوا الفوارق في محلها^*/1

منظراً مألوفاً وهذا لم يكن سابقاً أبدا، وسأروي لك قصة أخرى دعاني أحد العراقيين من الشيوعيين الموجودين هناك وهو رجل متزوج وله عائلة طيبة حين رفضت التقرب إلى الكلب اعتذرت بأمور التطهير فبدأت زوجته تبرر ما تؤمن به وتحدثت بشكل علمي عن لعاب الكلب كونه مطهر ومضمد للجروح فشرحت لها بعض الأمور العلمية في خطورة لعقة الكلب ولا يعني التئامه العافية بل هناك أمور كثيرة فيه تسبب الأمراض وبدأت تسألني عن الإسلام حتى أسلمت هي وابنتها فقط وامرأة أخرى فقيرة كنت أسكن عندها فعندما كانت تشاركني المائدة فتقول لي أحفادي لا يجالسونني فحدثتها عن الإسلام وحين انتقلت من بيتها تركتها تصلي هذا يعني أن الإسلام دين منفتح غير معقد تنجذب إليه قلوب الناس وكل ما نحتاج إليه هو وجود المبلغين فالمبلغ يحتاج إلى لغة وأخلاق.

^1 يبدو أن التحرك في السويد كان أكثر نشاطا من روسيا؟^/1

السويد بلد تمركز فيه العراقيون ففي مدينة استوكهلم وحدها هناك 25000 عراقي و7000 منهم من الشيعة العرب وفيليين أكراد 12000 شيعي منتمي إلى المراكز الدينية وفي استوكهلم وحدها 58 حسينية ومركز ثقافي إسلامي ومعهد وعندنا أيضا طلبة من باقي المذاهب ومنذ عامين وأنا اقرأ في النرويج في مدينة(تروندهايم) تبعد عن أوسلو تقريبا 400 كم في وسط النرويج لان أوسلو في جنوب النرويج...عامين أنا احضر في حسينيتهم الطباخون وأهل الخدمة (اللطامة) جميعهم من أبناء السنة بعضهم من الموصل وديالى وبعقوبة وكانوا يعدون الغداء (مقلوبة مصلاوية).

^1 والمسعى الثقافي؟^/1

يحمل العراقي ثقافتين الثقافة الأوربية إضافة إلى ثقافته الإسلامية العراقية، الآن الشباب من الجيل الذي ولد في أوربا يحمل الثقافتين لكن الأغلب منهم حمل الصفات المبدئية وخاصة من الذين تربوا في العراق، الآن أبنائي كبروا في أوربا لكنهم ما فارقوا المجالس الدينية ولا الأفكار والمواقف ربما تريد أن تصل إلى نتيجة أن التيار الموجود في أوربا أقوى من السدود المانعة فنحن إذن أمام مهمتين مهمة العائلة ومهمة رجل الدين أو لنقل المؤسسات الإسلامية فانا امتلك أربع مؤسسات ثقافية وجاءني يوما احد الشباب لإجراء عقد زواج فوجد صور مراقد أهل البيت وبعض الأحاديث فقال لي كأن بيتك حسينية فيجب أن نملأ الدار بهذه الآيات القرآنية ونضعها أمام هذا الجيل ونباركه بها ونضعها في الجيب وحقيبة المدرسة وحقيبة السفر، وهناك طرفة أن احدهم سأل الإمام الصادق (عليه السلام) شاكيا احد أولاده بأنه ابتعد عن الطريق السليم فسأل الإمام (عليه السلام) عن اسمه وقال: ما دام الاسم مرتبط بأهل البيت فلا بد أن يعانق الطريق السليم.

^1 علاقة العراقيين داخل الدول الأوربية؟^/1

العلاقات جيدة هناك تزاور هناك احتفالات بمناسبة مواليد ووفيات الأئمة هناك صلاة أعياد وإحياء برامج دينية رمضانية عاشورائية ولدينا مراكز ثقافية خاصة بالانترنت مثل الهاشمية والمحمدية والفاطمية وإنشاء الله قريبا سيفتتح موقع الزينبية ولدينا أربع مؤسسات هي الأمين والحسن والهدي والإمامين العسكريين (عليه السلام) وأسسنا سبع حسينيات بموارد ذاتية وكنا نخرج مواكب عزاء إلى النرويج والدنمارك وألمانيا وبلجيكا وفي القريب إلى فرنسا إنشاء الله ومؤسسة الأمين غايتها جمع الجالية على تناول لحوم الحلال ومدرسة إسلامية بالنظام السويدي (لغات) وهناك بعض الإجراءات لكي تكون مدرسة الأمين للغات ورعاية المعاقين في العراق.

^1 نعتقد أن هذه الأمور جميعها تحتاج إلى أوليات الإسلام فالخشية أن نترك العمق الفلسفي الديني والمذهبي؟^/1

لم يطارد الطاغية إلا المثقفين فلدينا مؤسسات ثقافية ذات النهج العلمي مثل مؤسسات الهدى الثقافية للأمور الشرعية ولإظهار معالم العسكريين عليهما السلام و بعد الانفجار تم تأسيس معهد العسكريين الذي يتكون من 26 شابا من المثقفين رغم أن المعهد حديث لكن لديه موقع على الانترنت ومجلة شهرية ثقافية تصدر بثلاث لغات العربية والسويدية والانكليزية وفي نيتنا توزيع فلم (الرسالة) باللغة الانكليزية بأعداد هائلة لكي نقول للعالم أن الرسول الكريم ما كانت حروبه هجومية توسعية ولكن كانت دفاعية قانونية وثمة قوانين كثيرة هناك قد نخشى أن تستغل ففي تطبيق الإسلام مثلا في العهد المتقدم لم تقطع إلا يد واحدة بينما الإرهابيون يحاولون أن يزيفوا قساوتهم باسم الإسلام.