b4b3b2b1
الباحث زميزم: كربلاء هي مركز الإشعاع الفكري والتأريخي لشاعرية المراسيم الحسينية | حديثُ خاص مع الدكتور (احمد البرزنجي) مستشار رئيس جمهورية العراق للشؤون الدينية بإقليم كردستان. | الشيخ محمد تقي باقر: من يمارس العنف إنسان مريض وعليه مراجعة طبيب نفساني | الشيخ كمال معاش: رسالة التَشيع مسؤولية كبيرة وقضية عظيمة | الشيخ صالح العويدي: رمضان المبارك شهر المعرفة وتلاوة القرآن والإستزادة من علوم أهل البيت | الحاج مصطفى المؤذن: علينا ان نقتدي برسول الله إذا أردنا إصلاح الحياة | الحاج عبد الأمير الأموي: لا توجد زعامة في القضية الحسينية لأن راية مقابل راية لا يمكن أن ترتفع | السيد علوي: نستمد الصوت العذب والشجي من أساس المنهل العذب للنهضة الحسينية | الإمام الراحل أكد على ضرورة طرح مسألة التشيّع والتبليغ بقوة | البروفيسور محمد حسين الصغير: السيد الشيرازي من الطبقة التي جمعت بين القديم والحديث فهو "يتكلم بهمة الشباب وعقلية الشيوخ" | الشيخ الأسدي.. لايمكنني أن أعيش بدون كربلاء | حوار الصراحة والحقيقة مع الأستاذ جواد العطار |

الفنان المصور محمد آل تاجر: عملت على جمع الزمان المتغير والمكان المتبدل في لقطة فوتوغرافية ثابتة

3731

 

29 ربيع الثاني 1433 - 25/03/2012

سحر الصورة وتأثيرها على المتلقي هي لحظة إبداعية لا تتكرر ومازال الناس مولعين بالتصوير الفوتوغرافي لتسجيل أحداث حياتهم بشغف وأصبحت الكامرة الآن هي رفيقة الأفراد في ترحالهم وفي مناسباتهم لكن اللقطة الاحترافية المعبرة لا تلتقطها أية كامرة ولا يقتنصها بتقنياتها ودلالاتها الفنية أيا كان وفن التصوير الاحترافي له فرسانه في كل زمن ومن النادر أن نجد فنانين محترفين لفن التصوير لأنها حرفة تحتاج إلى مهارة وموهبة وعشق أنساني وحميمية مع الأشياء ..

أستاذ فن التصوير الفنان محمد آل تاجر أسم لم تستدعيه مهنة التصوير إنما ذهب لهذا العلم بفطرة وعشق ليوثق اللحظات التي لا تتكرر،، يمتلك أكثر من عين ليرى ويميز ويدعونا لننبهر ولا أبالغ عندما أصفه بالمحترف فهو ليس أستاذا أكاديميا فقط أنما هو فنان تشكيلي يمتلك الإحساس الفني العالي في التعامل مع الألوان مازج بين كل الفنون ليظهر لنا بكامل أناقته محترفا بمزاج عال مع اللون ومع الزوايا الميتة والغير مرئية من أجل أحيائها ويرتبط بعلاقة حميمية مع العدسة ليقتنص من خلالها اللحظات التي ربما لا تتكرر بهرته المدينة بكل ما تحمل من طقوس وتراث وتاريخ ...

ولد في بغداد عام ، 1969حاصل على بكالوريوس / فنون تشكيلية / من كلية الفنون الجميلة جامعة بابل وعلى دبلوم عالي في التصوير الفوتوغرافي / عضو نقابة الفنانين العراقــــــيين - عضو جمعية التشكيليين العراقيين - عضو الجمعية العراقية للتصــوير - عضو جمعية المصورين الصحفيين الوطنية - عضو نادي - Photo Net للتصوير الفوتوغرافي - عضو نادي - Photo Dom للتصوير الفوتوغرافي له ثلاثة معارض في قطر وستة معارض في النمسا وأربعة في الأردن وثلاثة في الإمارات وفي تونس وصربيا إضافة إلى معارضه في العراق كما كتب مجموعة من البحوث والدراسات المصورة في مجال رصد انتهاكات حقوق الإنسان.وله أيضا مجموعة محاضرات رقمية في مجال الإعلام والاتصال الجماهيري.-ومحاضرات رقمية في الصحافة الالكترونية. كما قام بتصميم أغلفة لعدد من المجلات والكتب والنشرات الفنية ،حاصل على العديد من الجوائز والشهادات الدولية في مسابقات التصوير الفوتوغرافي.وهو متخصص في التصوير الفوتوغرافي و التصميم الطباعي و الصحافة الالكترونية وأيضا ناشط في مجال حقوق الإنسان و أستاذ محاضر في دورة التطوير الإعلامي – مؤسسة ثقافات العراقية واشرف على عدد من الصحف والمجلات يعمل حاليا أستاذا محاضرا في قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب – جامعة أهل البيت لمادة التصوير الصحفي ومادة الصحافة الالكترونية والتطبيقات الإعلامية.و مدير إعلام الجامعة له كتاب قيد الانجاز كتاب بعنوان – فن التكوين في الصورة و مدخل لفهم الصورة الصحفية.

وفي هذا اللقاء الذي لا تجمعني معه أية صورة من عدسته لأننا دخلنا معا ومن خلالها إلى عالم التصوير الفوتوغرافي وبلقطة ( زوم ) لنتعرف على ما يفكر به وهو يرى ما لا نراه ..

مالذي كنت تبحث عنه وأنت تدخل عالم التصوير؟

- تجاربي هي محاولة لإظهار كرامة الإنسان ... هي لحظات "بحث عن الحقيقة" لم تعد تنتهي بالنسبة لي حتى يقتنع المتلقي ان روحهم ووجودهم يغني حياتنا ... هو التزام العدسة تجاه مشاعرهم وبرهان لوجودهم الابدي في أيقاع حياتنا اليومي بكل فروقاتهم الشخصية والاجتماعية... خلق تفاعل الاخرين مع لحظات مجتزأة من يوميات "هؤلاء"هي بدء خطوة نحو الاحتراف... حينما نجد تلك "الحقيقة"..معا...قد تتحقق لحظتها وبشكل عملي مرحلة للاحتراف الفكري.معزز باحتراف تقني.

متى كانت لك أول صورة احترافية ؟

- الكواز كان أول من اثار فضولي في متابعة حركاته مابين الدخول لذلك " الدكان الصغير الاسود بكل تفاصيله " ومابين خروجه في اوقات اعتاد ذلك الزقاق في ظهيرة يومه ان ينفرد بوجود الكواز جالسا على دكة مقابل مدخل دكانه في منطقة سوق باب السلالمه ... كان حينها رمزا من رموز مدينتي . يصف "Peter Sanders" التصوير..عملية رائعة وموهبة من الله عز وجل جعلتني أتعلم الكثير عن نفسي وبأنه عملية التقاط الجمال الروحي للخلق نفسة.

ما هي معايير تأثير الصورة على المتلقي ؟هل هي بقوة اللقطة أم بقراءة ما وراء اللقطة أو القصدية منها ؟

- المعيارية تحدد وفقا لتصنيف تلك اللقطة ضمن خيارات تتوفر في العرض والتلقي ... الصورة الصحفية قد تكون بذاتها خبرا يُقرأ بروح المتلقي لابعينه ... اي انه كما تفضلت انت في السؤال..كشف ماوراء المعلن..وهناك لقطات توثق فقط دون ان تحاكي المكنون المستتر لتفاعل المتلقي مع حدث تلك الصورة... التكرار بأيقاع منهجي واحد يفقد التاثير احيانا ..يقول "Sbastiao Salgado" أنا لست قاضيا للخير أو للشر وصوري ليست الا عينة لما يحصل للناس" ...هكذا يجب ان تتكون شراكة للروح مع العين واختيار تلك اللحظه المناسبة ..كي تكون هذه اللحظه هي شاهد لكل تفاصل الحدث..

هل تستفزك الأحاسيس الإنسانية وأنت تلتقط صورة ما أم أنك تهتم بتقنية التصوير العلمية لآنتاجها ؟

"الانسان" فقط هو من يخلق حوار جدلي بين مشاعر تتجلى في كل صورها في اغلب اعمالي ... المجموعة الاولى "البحث عن الحقيقة" عام 1990 ومجموعة "كتبات على جدار وطن" عام 2006 ....كان "الانسان والوطن" ... ومجموعة " اقنعة الجسد في رحاب الذاكرة " عام 2006 ايضا ومجموعة "365 يوم 365 وجه "هذه لوجوه اطفال كانوا ضحية الارهاب والتهجير القسري وانجزت العمل بها عام 2007 وعرضت في مؤتمر خاص في الاردن .. الان اعيد العمل بها بتقنية جديده لان قراءتي لتلك الوجوه غير تلك التي كانت كصورة فوتوغرافية مجردة وقت انجازها ... هناك مايجب ان يضاف كي يُكمل حلقات الاحاسيس الانسانية لهؤلاء...و للتقنية حضور كي تصبح عامل مضاف يصور تلك الانتقاله لدى المتلقي مابين 2007 وعام 2011... التهجير زمنا ولى ولله الحمد ولكن هل كان زمنا مجتزأ من ذاكرتهم وذاكرتنا ..هذا هو السؤال لتأكيد الحوار بين المتلقي والصورة بحساسية مرهفه تمتزج فيها المقدرة الوثائقية وتاتي بتقنيات تجريد بعض العناصر في الرؤية وفي التواصل .

هل تجد أن التقنيات الحديثة خلقت ايجابية لإنتاج الصورة الفوتغرافية ؟

ان كان القصد "بالتقنيات الحديثة" دخول الصورة عالم المعالجة الرقمية فهذا ممالاشك فيه اصبح عاملا مضاف ففي عام 1826 استطاع الفرنسي "Joseph Niepce" الحصول على أول صورة فوتوغرافية ثابتة لمشهد طبيعي من نافذة منزلة استغرقت تلك الصورة تعريضا ضوئيا لمدة ثمان ساعات وبعد جهود طويلة ومضنية استطاع ان يثبت تلك اللقطة وسجلت في التاريخ كونها اول صورة ثابتة في العالم حسب كتاب تاريخ التصوير لجامعة كمبريج وبعد عقود توصل العلم الى مالم يكن ان يحلم به نيبيس مثلا.. التصوير الفوتوغرافي يستمد تلك الحقيقة على انه اكثر الفنون تواصلا مع مباديء الحداثة والتطور العلمي ومعالجاته فنيا وتقنيا بتكنلوجيا حديثة يخرجه الى فضاء اوسع لفن رقمي اصبح جزء مهم في تبويب الفنون البصرية والتشكيلية احيانا كثيرة وبكل تأكيد انه فن يجمع بين فكر انشاء وتكوين للقطة مضاف له فكر جمال وفلسفة جمالية منجز بفكر تقني وتكنلوجيا معاصرة

- ما هو رأيك بنمط الحداثة في الصورة ؟

- إقصاء التجارب التي اتسمت بالحداثة في تكويناتها ومفاهيم انتاجها ومراحل انجازها أجهض الكثير من التجارب الفوتوغرافية العربية والعراقية إلى حد ما وبشكل لايمكن وصفة..الى ان تبنت بعض المسابقات العربية والتي تجري باشراف متخصصين من اوربا بعض "الانماط التجريبية" في انجاز اللقطة وايجاد محور خاص بهكذا تجارب لتلك المسابقات .. هناك نمطا متميزا الان في انتاج الصورة بكل تفاصيلها ...الموضوع اصبح عالما خياليا في مخيال الفنان يجد تلك الفرصة التي وجدها الرسام في التعبير عن مكنونه النفسي

كيف تحدد زمكانية اللقطة ، هل تأتي بتخطيط مسبق أم تتركها للصدفة ؟

- بكل تأكيد عملت جاهدا على جمع الزمان المتغير والمكان المتبدل في لقطة فوتوغرافية ثابته...كان هذا في تجربة المعرض الشخصي والمعرض المشترك ايضا الذي اقيم في عمان عام 2006 والذي كتب عنه الناقد التشكيلي د.شوقي الموسوي " ان عمليات التهشيم والتمويه بل وحتى التفكيك في بعض جوانب نتاجات الفنان التصويرية الذي أحدثها في تضاريس الجسد ، لا تلغي الطاقة الداخلية للصورة الايقونية وانما تُحدث تحولاً يخدم المضمون .. فمثلاً نلاحظ وضعية بعض حركات أطراف الأجساد (رؤوس- أيادي- أقدام ) وقد تلاحمت وتواشجت بفعل اللون أو الاتجاه لتتخذ مساراً مفتوحاً يخترق حافات البعد المكاني .. هذا التواشج أو التجاور لاجزاء العمل الفني يجعل الصورة الفوتغرافية (الايقون) تتعايش مع الرسم بعد الاستعاظة ببعض عمليات الاداء التشكيلي "

مالذي يميزك عن الآخرين وهل لديك بصمة خاصة بالتصوير الفوتوغرافي ؟

- لايميزني عن سواى غير عزوفي عن المشاركة في اي معرض محلي او عراقي فانا مؤمن انه لا يوجد الآن متلقي حقيقي للفوتوغراف كفن او حتى كوثيقة صحفية..العراق من الدول العربية التي تمتلك تاريخا عريقا للتصوير ومازال البلد فيه من الاسماء التي لها اثر كبير خارج العراق في المؤسسات الاعلامية ...والنتاج غزيز..بكل مسمايته وخطوطه...جد لي كتاب واحد في مكتبتنا أو مؤسسة اهتمت بنشر ثقافة الصورة او حتى اهتمت بارشفة الصورة المحلية قديمها وحديثها...حقيقة لم اجد نتاج ممكن ان نسمه نتاج فكري حقيقي أو توثيقي يلبي الطموح...أنا منذ سنين قريبة أحاول أن اجمع ما أستطيع من صور عراقية للفترة مابعد العام 1900 ومحاولة انجاز كتابي الخاص عن التصوير الصحفي انشاء الله .

ماذا تعني لك الجائزة وما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها ؟

- اغلب مشاركاتي خارج العراق واعمل عادة على المشاركة في المعارض الفنية ذات الطابع التشكيلي وأحيانا أخرى في معارض التصوير التي تنضم برعاية الاتحاد الدولي للتصوير لي اكثر من خمسين مشاركة دولية مسجلة رسميا من أهمها معرض "Trierenberg Super Circuit" معرض "Special Themes" الذي يقام سنويا في النمسا واعتز باني المشارك الوحيد في هذا المعرض من العراق للسنوات 2006 حتى عام 2010 ولي شهادة خاصة بذلك من الجهة التنظيمية ونشرت أعمالي في العديد من كتب وكاتلوجات التصوير الغربية إضافة إلى حصولي على العديد من شهادات التقدير والدبلوم والميداليات من النمسا,ايطاليا ,فرنسا,صربيا,إيران,تركيا,تونس,الأردن,لبنان ,قطر ,الإمارات..

هل هناك لحظة تاريخية فاتتك دون أن توثقها وأنت نادم على ذلك ؟

- دائما هناك لقطات في حياة المصور تمنى ان تكون حاضرة وهو يحمل الكاميرا..انا ابتعدت خمسة سنوات من العمل الميداني المحلي ولكني عوضت ذلك في رحلتي الاخيرة الى مدينة براغ التاريخية عاصمة الجيك وباريس ومدينة زيورخ في سويسرا..صورت الكثير مما استطيع ان اضيفة الى ارشيفي لخلق مقارنة بين عدسة المصور هنا وهناك...في ثيمة الانسان بكل تاكيد

حاوره /سلام البناي - كربلاء المقدسة