4 ربيع الأول 1431 - 19/02/2010
في الثامن من شهر ربيع الاول عام 260 من الهجرة النبوية الشريفة انتقلت الروح الطاهرة للامام الحسن العسكري بن الامام علي الهادي عليهما السلام الى بارئها بعد ان دس اليه السم في جريمتة نكراء خطط لها ودبرها الخليفة المعتمد العباسي ابن المتوكل ليمضي الامام شهيدا في طريق الحق والعدل الالهي وقربانا لعقيدة السماح حالة كحال ابائه الطاهرين من سلسلة ائمة اهل البيت عليهم السلام الذين خطوا بدمائهم الزكية تاريخ الجهاد المقدس في سبيل رسالة الاسلام المحمدي الاصيل.
لقد رحل الامام العسكري عليه السلام من الحياة الدنيا وهو في ربيع العمر اذ لم يكن عمره المبارك يتجاوز التسع وعشرون سنه وقيل ثمان وعشرون وكانت فترة امامته ست سنوات حيث عاشها لعهد ابيه الامام الهادي عليه السلام كان خلفاء ورجالات سلطة بني العباس يتلبسهم القلق والخوف من الامام الحسن العسكري ومن ولادة ابنه المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف لما يشكله من مكانه مرموقه وشخصية ذا شأن عظيم تحظى بالاحترام والقداسة لدى اوساط الامة وهذا ماجعلهم يتوجسون منه الحذر والشعور بالخطر البالغ الذي كان يداهم عروشهم السلطوية لذا فقد سعى الحكام العباسيين جادين من اجل القضاء على الامام العسكري عليه السلام وهو في عمر الشباب بعدما ملؤوا بيته بالعيون على اهله وعياله لمراقبة حمل او مولود.
قال الشيخ الصدوق قدس سره في اكمال الدين وجدت في بعض كتب التواريخ انه لما توفى ابو محمد الحسن العسكري عليه السلام كان في ليلة وفاته قد كتب بيده كتبا كثيرة الى المدينة ولم يحضره في ذلك الوقت الا صقيل الجارية وعقيل الخادم ومن علم الله غيرهما قال عقيد: فدعا عليه السلام بماء قد اغلي بالمصطكي فجئنا به اليه فقال عليه السلام: ((ابدأ بالصلاة)) وبسطنا في حجره المنديل واخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح على راسه وقدميه مسحا وصلى صلاة الصبح على فراشه واخذ القدح ليشرب فاقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد فأخذت صقيل القدح من يده ومضى من ساعته عليه السلام وصار الى كرامة الله جل جلاله.
وحين استشهد الامام الحسن العسكري متأثرا بالسم الذي كان قد دس اليه وذاع خبر شهادته صارت سر من رأى (سامراء) في ضجة شديدة وعطلت الاسواق وتوقفت الاعمال ولما حضرت الجنازة صلى عليه ابنه الامام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ثم دفن الامام في داره الى جنب والده الامام علي الهادي عليه السلام وهاهو مرقد الطاهر تعانق منائره وقبته الذهبية السماء وهو بالفخر والمجد.