3 صفر 1429 - 11/02/2008
الجميع يؤمن دون استثناء بان نهضة الامام الحسين عليه السلام في كربلاء تحمل الكثير من الدروس والعبر التي تنفع الامم وتنهض بها نحو واقع حياتي يافع اذا ما تم استيعاب هذه النهضة وجدانيا لتصبح صرخات الحسين مأوى كل صرخة لتعمر فينا عملا جهاديا جادا دون ان نتكأ على اعذار جاهزة ومعدة نواري بها عجزنا أو نداري بها مخاوفنا ونجلس بعيدين عنها.
لنتشبث بمحبة خاوية من غير ان نقدم ما يخدم هذه المسيرة الجهادية الظافرة بمعنى آخر دون ان نحملها هوية نتر كز عليها في جميع مساعينا الحياتية لكون هذه الثورة حملت مشروعا اصلاحيا عاما يشمل كل أمة مؤمنة بذاتها ومكوناتها وعلى مدى الازمنة وبساط الامكنة يحمل مكونات فكرية ، سياسية ، انسانية، اجتماعية شاملة كانت هي مرتكزات واقعة الطف العظيمة وكانت منهجا تطبيقيا اعتمد عليه الامام الحسين عليه السلام ليعيد للاسلام هويته التي جاهد الامويين لسلبها وتغير معالمها.
فامتشق تعاليم الرسالة النبوية كجذر امتدادي برهن للعالم اندحار القوة الطاغوتية مهما كانت امكانيتها واعداد جيوشها امام موقف يحمل راية الله اكبر حق تقدم اليه باذلا نفسه بشلة مؤمنة قليلة ليعطي الوجه الاسمى في فهم معنى النصر والانتصار الذي يسمو به اليوم من مكانة خالدة مكنت كل من قاتل معه مناصرا هذا الموقف شهيدا تباركه الاجيال.
ولم يبق من قادة ذلك العسكر سوى اسماء ميتة لا تصلح الا للعنة تقربا للحق ...لابد لنا ان نستلهم هذه العبر حكمة جهاد ومثابرة ونقف عند ادق تفاصيل هذه الملحمة الاصلاحية مثلما فتحت ابوابا للعمل اغلقت ابوابا من الكسل الجهادي الذي صار يعبث به قرة بن قيس حين يقول لو ادري غاية الحر لتبعته فهذه اللو كلو عبيد الله بن الحر الجعفي لو ادري لنصرته.
ولكي لانكون في عزلة عن ذواتنا عليما فهم واستيعاب هذا المشروع الاصلاحي الذ ي يسعى لرفض الاشر والبطر ويجاهد بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ابتدءاً من الذات ثم الاولاد والاخوة والبيت والشارع وساحة العمل وان لانقف عند حدود الجدل والمناقشة وانما نبذل قصارى جهدما لنمثل المشروع الحسيني الاصلاحي الذي يبكي رحمة للاعداء قبل الذات لان الذات المؤمنة تعي مقدار الآمان الذي تعيشة وبهذا الوعي سنكون شجعانا نأتزر همة ابطال الطف ونقول عند كل نهضة واحسين ( صبرا جميلا والله المستعان)