27 ذي الحجة 1428 - 07/01/2008
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)
نرى في قول الإمام الصادق (عليه السلام) دلائل واضحة في أهمية إحياء أمر وتعاليم أئمة الهدى والحق (عليهم السلام) حيث يتمثل ذلك الإحياء من خلال إقامة الشعائر الخاصة بهم وهذه الشعائر متعددة وكثيرة وهي تنقسم إلى أقسام.. ولعل أبرزها تلك التي كانت تُحارب وبشدة من قبل التيار الأموي البغيض والعباسي من بعده ومن تلاه من السلطات الجائرة التي تسلمت الحكم في الدول الإسلامية التي تفرقت فيما بعد وأصبحت دويلات بفعل الاستعمار الحديث طبعاً..
نقول أبرزها هي زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك الزيارة التي باتت أمراً صعباً جداً وكما نذكر الروايات الخاصة بهدم مرقد الإمام ومحاولة محو أثره وفيما بعد منع زائريه. ومن ثم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء ومراسيم عاشوراء (الركضة - الزنجيل - اللطم - التطبير) تلك هي شعائر عاشوراء والزيارة الأخرى هي زيارة الأربعون التي نعتبرها أكبر تظاهرة يشهدها العالم حيث يجتمع أكثر من سبعة أو ثمانية ملايين إنسان حسب الإحصائيات التي تظهر بعد كل زيارة.. وهذا عدد يتجاوز واقعاً زائري الكعبة المشرفة التي لا يتجاوز زائريها المليونين حاج؟!
ولكننا مع الكم الهائل من الاستعدادات وعلى مختلف الأصعدة (طبية - أمنية - خدمية) نراها لا تستطيع استيعاب أكثر من هذا العدد...
لكن كربلاء الحسين على ضعف الخدمات فيها والإهمال الذي كانت تتعرض له بصورة متعمدة في فقرة النظام المقبور والآن في عهد العراق الجديد نراها تستضيف أضعاف هذا العدد.. لكن حديثنا هنا ليس عن مدى الاستيعاب للعدو بل قوة وأهمية هذه الزيارة التي كما ذكرت في بداية الحديث لأنها تعتبر أكبر تظاهرة بشرية أستطيع القول بالعالم لأنها من أكبر الطقوس ولا أقول أقدمها، كما أنها تحتفظ بميزة خاصة بها وهي أن متبعيها ينفردون بحالة المشي حفاة ولمئات الكليومترات كما أنها ذكرت في العديد من الصحف والقنوات التي لا تعرف عن تاريخها أو سببها سوى القليل من المعلومات (إنهم أشخاص يسيرون حفاة لزيارة قائد لقي حتفه قبل مئات السنين) وهذا أمر طبيعي لأنهم لم يشهدوا الكرامات التي حصلت وتحصل في كل مناسبة زيارة الأربعين فعندما نرى شخصاً عاجز عن الحركة يأتي سيراً هذا أمر غير وارد لديهم علماً لكنه لدينا نحن أمر طبيعي لأنه قصد زيارة ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أي أحد أكبر مصادر الشفاعة في الكون ومن أودع اله تعالى فيه وفي أهل بيته سره العظيم وأودع لديه أعظم الرسالات أيعقل أن لا يشفع الله لهذا الإنسان أوليسوا هم سبل النجاة ومصابيح الهدى أو لم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله): لرضا الله من رضانا آل البيت).
لنعود إلى الشعائر التي باتت تثبت حقيقة يوم بعد يوم أنها تقرب الإنسان إلى الله عز وجل القائل في محكم كتابه المجيد: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، فقلوبنا تهوى حب آل البيت (عليهم السلام)، ونهوىزيارتهم لأن في ذلك مراضة الله ولرسوله وآل بيته شعائنا في الدنيا والآخرة.