b4b3b2b1
أبو ترجية تحت قبة البرغلمان | قراءات في ملحمة الطف | اللاعنف فلسفة ام استراتيجية؟ | الفقيه الراحل... سليل العلم والاجتهاد | آل الشيرازي وتاريخ المرجعية العظمى | المصُلح المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ...قضية ومعطيات | المعيار الإنساني في واقعة الطف ونهضة الإمام الحسين (عليه السلام) | يا أيها القمر المعانق نوره | لنوقف ممارسات الإرهاب المغلف باسم الإسلام أولاً | يزيد.. الشخصية الفاسقة والتاريخ القذر | محرم الحرام... موسم الدفاع عن الحرمات | لماذا البساتين سائرة؟ |

دعاة الوطنية واللحمة النية

 

27 ذي الحجة 1428 - 07/01/2008

لم نسمع من قبل أن الوطنية تقاس بالأمتار أو الياروات أو الأذرع والأقدام القوية القادرة على توجيه الرفسات واللكمات والدفرات إلى الآخرين، أوفى قدرة تلك الأذرع المأجورة على قيادة السيارات المفخخة وتفجيرها بين الجموع البشرية لقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء في لحظات من الحقد الأسود.

كما لم نسمع أو نقرأ من أحد أجدادنا في غابات أفريقيا أو أحد من إعلاميينا أو مؤرخينا من الجمهورية البابلية قد عرف الوطنية على أنها القدرة على استخدام اللسان السليط في توجيه الاتهامات أو الزعيق أو النهيق في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من أجل إسقاط الآخرين.

لكننا نعرف وبالفطرة التي فطر الله الناس عليها أن الوطنية تقاس في مدى تحمل المسؤولية تجاه أبناء الأمة والمجتمع ومقدار الخدمة التي نقدمها للمواطن المسكين الذي رسم في مخيلته أجمل الأحلام في رؤية حياته ومستوى معيشته يتقدم نحو الأفضل وهو متوجه إلى صناديق الاقتراع اللاعذراء خلال فترة الانتخابات وهي الصورة التي كنا نتمنى أن نراها بعيون ملؤها الخوف من أن تنقلب تلك الأصابع المرفوعة والموشحة باللون البنفسجي إلى أصابع متناثرة فوق سطوح المنازل وعند الطرقات بفعل تفجيرات الحاقدين على الحياة.

البعض من المفسرين من أصحاب العصر الجديد يقول أن الوطنية هي في القدرة على إلغاء الآخرين أو في الاستيلاء على حقوقهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأن التنافس على خدمة المواطن وتوفير الخدمات مثل توفير فرص العمل والطاقة الكهربائية والوقود والمياه الصالحة للشرب وغيرها من الخدمات التي تشعر المواطن العادي بأهميته قد أصبحت في الدرج الأسف من حسابات وطنيي القرن الحادي والعشرين، وأنه يمكن الاستغناء عن تلك الخدمات في الوقت الحالي وتحويل الأمول المرصودة لها في مشاريع أكثر أهمية لأرصفة الشوارع بالجبنة الدنماركية وتبليط الصحراء بمادة الكشمش المستورد وبناء معامل لإنتاج الأعلاف للحيوانات الإدارية المعسكرة.

ويعتقد آخرون أن الوطنية يمكن قياسها بأجهزة أكثر حساسية مثل جهاز قياس الضغط وكشف السكر وجهاز الحقنة للتخلص من حالات التمسك والإمساك التي يصاب بها بعض المتخلفين المترهلين والمرتخين السائحين (سيحان) العجين عندما يفوح ويتهاوى نازلاً على أطراف المعجنة والذين يعملون على تحشية دوائر الدولة وجعلها مثل الشيخ محشي تعج بأبناء العمومة من عشيرة الكشمش وأبناء الخولة من لحم الغنم والدهن الحر والذين أسقطوا النظام من وراء الحدود من خلال المصيادة (الجزوة) الجهادية والنضالية السياسية وغير السياسية بالتعاون مع دائرة المعارف الصومالية ومخابرات بوركينا فاسو.

البعض من دعاة الوطنية واللحمة النية الواطئ النية يعتقدون أن الوطنية لا يمكن أن تولد في قلوب المضطهدين والمنكوبين والمحشورين حشراً في بيوت التنك ولا المحروقين بنيران تموز وطاوة حزيران وحفرية أيلول بل بين أفخاذ السبعة النجوم وآليات الخمسة نجوم ذات النظام الدقيق فهؤلاء وحدهم القادرين على قيادة البلاد والعباد (بالقوة والمرونة) إلى مستنقعات الأمان ومذابح السلام بما لديهم من تجربة طويلة وحاشية أخطبوطية تمتد عيقاً في جلد كل المعارضين للتاج.

وعلى الرغم من كل ما قيل حول إمكانية قياس الوطنية لدى الآخرين وخصوصاً السياسيين إلا أننا نقول أن الجميع يتفق معنا أن (حب الوطن من الإيمان) كما قال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) فبمقدار إيماننا بالله سبحانه تعالى ومقدار قناعاتنا أن سبحانه وتعالى يرى أعمالنا كما يرها رسوله الكريم والمؤمنين ترتفع أسهم الحب لهذا الوطن في قلوبنا ولكن أنى يأتي الإيمان ممن ذكرناهم وقد جلس إبليس يوماً بين أثنين من السياسين وهو يقول وقد أشار إلى نفسه: هنا تكمن الفضيلة.