9 شعبان المعظم 1430 - 02/08/2009
تزامنا مع أفراح شهر شعبان المعظم وذكرى مواليد الأئمة الأطهار سلام الله عليهم قدم الشاعر الأستاذ رضا الخفاجي قصيدتان بمناسبة مولد قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام، وقد نشرنا الأولى قبل فترة وجيزة وهذه القصيدة الثانية نقدمها لقراء موقع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الأعزاء:
غيثاً هطلت على الزمان الأجدب ***فغدا بهيا بالعطاء الأرجب
في كربلاء سقيت كل فصوله***فتدفقت أنعامه بالأطيب
يأايها القمر المعانق نوره***نور الحقيقة صُنتها بالأعجب
يوم اقتحمت ظلامتها مسترشداً***بالله فرّت كالذليل الأخيب
وحملت بالإيمان تفري جمعها *** كي تعرف الطلقاء فعل الأصلب
كي تبصر الأجيال أي كريمة ***نهضت بفعلك ياسليل الأنجب
فغرست بذرتك الجليلة شامخاً*** عند ــ الفرات ــ فكان خير مرحّب
عجز الفرات بأن يواصل جوده***حين استبيح من الظلوم الأكذب
لكن جودك من سما ببهاءه *** أو شاع فيه سعادة المتحبب
يا مانحاً دمنا كرامة شوقه ***ما زالت ترفده بشوق أعذب
انت الدليل اذ تمادى بالعمى ***واستكلب الباغي يقاتل مذهيب
انت الحصانة بالشهادة صنتها***فتألقت انوارها بالكوكب
لذنا وما زلنا نلوذ بهجكم***ونقدم الشهداء لا لم نتعب
فلقد توحد عشقنا بهداكم ***وتوحدت آمالنا بالأصوب
لكرامة الدنيا وعز حياتها***لذرى الشهادة للمثال الأنسب
للخلد في دار البقاء نريدها***لسعادة تنمو بظل الأطيب
يا آية الإيثار درسك باهر ***قاد الكرام الى القرار الأصلب
فلقد بقى المستكبرون وأمعنوا***في قهر شعب صامد لم يهرب
خبر الحياة بكل ارهاصاتها***واراد أن يحيا بنهج انسب
ما باع موطنه وقدعرف الهدى***ما خان منهجه ولم يتغيب
هو حاضر في كل ساحات الوغى***رغم الحراب وطعنة المتعصب
الغدر من طبع اللئيم يقوده***للعاري، للدرك الأخير الملهب
ولقد تكالبت الحثالات التي ***بالأمس كانت ترتقي بالمنصب
وتوحد العملاء والدخلاء في *** سفك الدماء تقربا للأجنبي
لكن من عشق الشهادة غاية ***هيئات يذعن للدعي الأخيب
يستلهم الإيثار من نهج الفدا***نهج الإمامة دون أية تذبذب