9 رجب 1429 - 12/07/2008
عالم ورع، وشخصية رسالية عظيمة، لم يصعب التنبؤ بمستقبله فقد كان ومنذ صغره منشغلاً بالعلم والتعلم راغباً في التقوى والصلاح زاهداً عن كل تقدمه الدنيا من مغريات، نشأ في كنف أسرة اشتهرت في مختلف الأوساط بالتقوى والفضيلة وعرفت بالخير والصلاح فرجال هذه الأسرة سواء الدينية أو العلماء يعيشون حالة ثقة بين الناس ويكرسون ثقة من يعاشرهم المئات من الأمثلة والقضايا الماضية والمعاصرة
أنه آية الله الفقيه السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (قدس) ينحدر من أسرة آل الشيرازي وهي من أسر العلم والتقوى والزعامة والمرجعية العظمى في كربلاء المقدسة، وهذه الأسرة هم من السادة الحسينيين من ذرية السيد حبيب الله الحسيني الشيرازي (قدس)، فمنذ أكثر من مئة عام ومرجعية التقليد لا تكاد تنقطع عن هذه الأسرة الكريمة فمنذ أن توفي شيخ الفقهاء الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره عام 1282هـ أصبح الناس يرجعون في الفتوى والتقليد وسائر الشؤون الدينية إلى جد الأسرة وزعيمها وكبيرها الإمام المجدد آية الله العظمى الفقيه السيد محمد حسن الشيرازي رضوان الله تعالى حتى أصبح المرجع الوحيد للمسلمين الشيعة في كافة الأقطار.
وما إن استشهد الإمام المجدد عام 1312هـ إلا وتوجهت الأنظار إلى تلميذه ــ من أجداد فقيدنا الراحل ــ آية الله الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله عليه وأصبح ــ تدريجياً ــ المرجع الديني الوحيد للمسلمين الشيعة في كل مكان.
وعندما دس السم إلى الإمام الشيخ الشيرازي وأستشهد في سبيل الله عام 1338هـ رجع الناس في الفتوى والتقليد والشؤون الدينية آية الله السيد ميرزا علي الشيرازي نجل الإمام المجدد الكبير.
وعندما توفي هذا المرجع اتجهت الأنظار إلى مرجعين كبيرين آخرين من هذه الأسرة:
الأول: آية الله الفقيه الجليل الإمام السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي (قدس الله روحه).
الثاني: آية الله العظمى الفقيه الجليل الإمام السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي جد الفقيد الراحل .
وبعد وفاة هذين المرجعين الكبيرين توجه الناس إلى الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله مقامه) والد الفقيه الفقيد.
ثم رجع الناس بعد رحيل الإمام الشيرازي إلى أخيه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف)، الذي كان له الدور الكبير في تنشئته علمياً، حتى قال فيه (لقد كان أملي لمستقبل الإسلام).
وهو النجل الأكبر للمرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله مقامه الشريف) ولد في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1379هـجرية نشأ وترعرع بجوار سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) فتعلم منه درس الولاء والتضحية والفداء في سبيل الله عز وجل تربى في ظل والده الإمام الشيرازي الراحل فتهذب بأدبه وتعلم من أخلاقه وعلمه.
بدأ دراسته الأولية في مدرسة حفاظ القرآن الكريم ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء المقدسة حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى أساتذتها الكبار. هاجر بصحبة والده إلى الكويت وذلك بعد الضغوط الكبيرة التي لاقته أسرة الإمام الشيرازي من قبل الطغاة البعثيين في العراق.
وفي الكويت واصل دراسته العلمية فقرأ الرسائل والمكاسب على عمه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي(دام ظله)، وإلى جانب ذلك كان يلقي محاضرات دينية علمية على الشباب المؤمن وفي سنة 1399هـجرية هاجر إلى إيران فحل بمدينة قم حيث استمر في دراسة السطوح حتى أكملها وبدأ دراسته العالية لدى والده الإمام الشيرازي وعمه وكبار فقهاء الحوزة من أمثال آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني ، والمرجع الديني الشيخ ميرزا جواد التبريزي وغيرهم فنال مرتبة الفقاهة والاجتهاد، كان من أساطين الأستاذة في حوزة قم المقدسة حيث بدأ بتدريس المقدمات والسطوح العالية ومن عام 1408 هـ شرع بتدريس بحث خارج الفقه والأصول على فضلاء الحوزة وكان مستمراً في تدريسه وعطائه العلمي حتى وافته المنية.
تربى في مدرسته العلمية عدد كبير من التلامذة الفضلاء وهم اليوم من العلماء والمفكرين والمثقفين والمدرسين في الحوزات العلمية في مختلف أرجاء العالم.
كما ترك محاضرات علمية وأخلاقية عديدة تبث عبر شاشات عدد من الفضائيات الدينية حيث تلقى ترحيبا كبيرا من قبل المشاهدين لما لها من اثر تربوي ونفسي عليهم، كما إنها تطرح رؤية إسلامية معاصرة.كما ترك كتبا علمية منها كتاب (الترتب) وهو بحث أصولي معمق كتبه للعلماء والمجتهدين وقد نال بسببه عدة إجازات اجتهاد.
من مؤلفاته تفسير للقرآن الكريم اسمه (التدبر في القرآن) طبع منه مجلدان ومن مؤلفاته (الرسول الأعظم ص رائد الحضارة الإنسانية) و(خطب الجمعة) و(سلسلة المهدوية) و(ومضات) وغيرها.نسأل الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.