17 ربيع الأول 1433 - 11/02/2012
المدينة المقدسة كربلاء تضم العديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تحكي قصة هذه المدينة وتاريخها الذي يمتد إلى أكثر من ثلاثة ألاف عام، وتتنوع تلك الآثار، ما بين تلك التي سبقت ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، وأخرى تعود للعصور الإسلامية، ومن المواقع الأثرية الموجودة في هذه المدينة هي قطارة الإمام علي (عليه السلام) التي تقع على بعد 15كم جنوب كربلاء، في الطريق المؤدي إلى واحة عين التمر وانأ ذاهب لاستطلع المنطقة خلال العيد السعيد هناك طريق ترابي يؤدي إلى اثر تأريخي .....أما قصة هذه القطارة، فكما تذكر الروايات انه بعد عودة الإمام علي(عليه السلام) من معركة صفين، أصاب جيشه عطش كبير، في صحراء تلك المنطقة، وقد التقى إثناء مسير الجيش براهب، وسط صحراء، حيث اخبره بعدم وجود الماء في المنطقة، ولمسافة لا تقل عن فرسخين، فدعا الإمام أصحابه للتجمع، وحفر الأرض، في مكان توجد فيه صخرة، وبعد رفع هذه الصخرة مباشرة، انبثق الماء من تحتها بغزارة، فشرب منها الجيش واغتسلوا*مكان القطارة*
المكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها عن متر مربع وبقطر الماء من هذه الصخرة والغريب انه لاتوجد في هذه المنطقة الصحراوية سوى هذه السنون الصخرية. كما كانت توجد على بعد اقل من متر من هذه القطارة نخلة جميلة عالية، إلا أن العابثين، قاموا باقتلاعها، لإزالة هذا الأثر الجميل، وقد تم مؤخراً زراعة فسيل نخلة لتحل محل تلك النخلة الزاهية.
يقول الدكتور الباحث حيدر فرهود عن القطارة : يقصدها الزائرون للتبرك بها ولكن للأسف الشديد لم تمتد لها اليد لتطوير المنطقة المحاطة بها والطريق المؤدي لها لاستثمارها وإظهارها بالمظهر اللائق وعظمة الإمام علي (عليه السلام) كونها معلم إسلامي يثير الدهشة لوجود هذا السن الصخري يقطر منه الماء وسط هذه الصحراء والتي بكرامة أمير المؤمنين يتبرك بها الناس حقا انه معلم ديني سياحي يستحق الاهتمام به
وأضاف قبل وصول جيش الإمام علي إلى هذه المنطقة مرّ وبحسب الوثائق التاريخية بأرض كربلاء في الصحراء الغربية، واحتاج الجيش إلى الماء بعدما نفذ منه، فأخذ الإمام علي يبحث عن مصدر الماء في هذه الصحراء الكبيرة، ويذكر أنه مرّ بكنيسة في منطقة عين التمر والتقى براهبها وأخبره الأخير عن وجود الماء على بعد 9 كم تقريباً ويضيف فرهود عند وصول الإمام علي وجد صخرة كبيرة فتمت إزاحتها حتى نبع الماء منها وملأ المكان فشرب الجيش واغتسل منها ليواصل مسيره إلى صفين برفقة الراهب المسيحي الذي أسلم بعدما رأى الماء يتدفق على يد علي، أما حالياً فقد أصبح الماء على شكل قطرات تنزل في الحفرة ليأخذ منها الزائرون ويتبركون بها، وقد ظل هذا المشهد العلويّ مهملاً ولا يمثل سوى مكان للسقاء.
أما محمد بدر المعموري من سكتة المنطقة فقال : في ستينيات القرن الماضي فقد عرفت منطقة عين التمر، بعد العثور على قبر (أحمد بن هاشم) الذي يعود بنسبه إلى الإمام علي وتم أيضاً التأكيد بأن القطارة هي أحد كرامات الإمام عليه وأطلق عليه (قطارة عليّ).
ويقول إن الوثائق التاريخية التي أكدت على صحة هذه القطارة هو ما ذكره الشيخ المفيد أحد أعلام الشيعة في كتابه (الإرشاد)، وكذلك ما ذكره الشاعر (الحميري) الذي سكن هذه المنطقة في القرن الثالث الهجري بإحدى قصائده عن قطارة علي واعتبارها كرامة من كراماته التي منحها الله له.
وقال إن الكثيرين شككوا بصحة هذا المشهد وانتسابه للإمام علي (عليه السلام)، ومنهم النظام البائد، وكذلك بعض المتمردين الذين قاموا في سنة 2006 بتهديم هذا المشهد وطمره بالصخور وكذلك اقتلاع النخلة الملاصقة للقطارة والتي تعود هي الأخرى لمئات السنين.
ويوضّح أن للإمام علي كرامات أخرى غير القطارة وهي مشهد (القدم) في منطقة عين التمر والتي تسمى بـ (دوسة علي) أو ( دفرة علي ) وهي مشهد آخر ودليل على مرور الإمام علي بهذه المنطقة، إضافة إلى كراماته الأخرى وهي بئر الماء في جامع براثا ببغداد وبئر جامع الكوفة بالنجف.
الإعلامي عادل كامل قال : نلاحظ اليوم وبعد مرور سنوات قليلة على سقوط الصنم فقد تم اكساء الطريق وتم تشييد قبة إسلامية جميلة على المشهد بالإضافة إلى الخدمات الصحية والماء وغيرها من الخدمات مثل إنشاء حديقة غناء تمت زراعتها بأصناف كثيرة بالإضافة إلى أشجار النخيل أما ماء السقي الذي تتغذى عليه هذه المزروعات فقد تم حفر بئر ارتوازية لسقايتها.
وأضاف ما احزننا بعد زيارتنا لهذا المقام هو إن يد الإرهاب المقيتة وصلت إليه قبل إنشاء البناء ووضع حماية عليه بثلاث أو أربع سنوات فقد قاموا بقطع النخلة التي بجوار الصخرة وتم إلقاء القبض عليهم بعد أن قطعوا تلك النخلة الوحيدة التي كان يستظل بها الزائرون.