b4b3b2b1
مقبرة نادرشاه أفشار | مدينة الكوفة | الكوفة ومسجدها الأعظم.. ماضياً وحاضراً | طاق الزعفراني في كربلاء.. تراث وذكريات | نبذة تاريخية عن سامرَّاء العراق ومشْهَدَي العسكريَّين | مشهد النُّقطة | الكوفة ومسجدها الأعظم.. ماضياً وحاضراً | صناعة الورق بين الماضي والحاضر | السجاد الشرقي بين الفلكلور القديم وحداثة اليوم | قصر عالي قابو | الحضارة السومرية حضارة لمجموعات بشرية باقية على امد الدهر | مدينة الوركاء الأثرية |

أسد بابل

4788

 

28 رمضان المبارك 1437 - 04/07/2016

هو عبارة عن تمثال طوله2 متر مصنوع من مادّة حجر البازلت الصّلب الأسود اللون، ويظهر هذا التمثال على شكل أسد يقف فوق جسم إنسان. وقد تَمّ الكشف عن هذا التمثال عام 1776 ميلاديّة في مدينة بابل داخل العراق وتحديداً في منطقة قريبة من مبنى الجنائن المُعلقة على يد مجموعة من العلماء من البعثة الألمانيّة. اختلفت الآراء حول هذا التمثال وما يُجسّده، فالبعض يقول إنّهُ يُعدّ رمزاً لمدى قوّة مدينة بابل وقدرتها على فرض سلطتها على الحضارات والشعوب الأخرى. والبعض الآخر يرى أنّ الملك بابل الكلدانيّ نبوخذ نصر الثاني هو من أمر ببنائه، والبعض الآخر عارض هذه الفكرة كون أنّ المادة التي قد صُنع منها هذا التمثال تعود إلى زمن الحوثيين، ورأي آخر يعتقد أنّ الملك نبوخذ نصّر قد أحضرها كغنيمة بعدما أغار على بلاد حاتي. وبالنّسبة إلى الرأي الّذي يدعم فكرة أنّ هذا التمثال هو من صُنع البابليين، فإنّهُ يرى في هذا التمثال أسلوب البابليين المُتبع في النحت والتشكيل، فقد عُرف عن الفن البابلي بأنّهُ يتسم بالواقعيّة المُجردّة من خلال الرسوم التي وُجدت والتماثيل الّتي نُحتت للأسود، وهي تُشبه بشكلٍ كبير الطريقة التي نُحت بها أسد بابل. وفكرة تجسيد هذا التمثال لقوّة وعظَمَة مدينة بابل وحاكمها تبدو قريبة جداً إلى الصّحة كون المدينة في تلك الفترة مرت بعِدّة تحديّات؛ حيث إنّها كانت على خلافات مع حضارات أخرى وفي تهديد مُستمر منها كحضارة الحوثيين والعيلاميين. والرأي الآخر الّذي يرى أنّ هذا التمثال قد أُخذ كغنيمة بعد هزيمة الحوثيين، فأصحاب هذا الرأي يرون أنّ طريقة تنفيذ ونحت هذا التمثال بعيدة جداً عن الأسلوب الذي اتبعه البابليّون، وأنّهُ أقرب إلى أسلوب الحوثيين وفي الأراضي التي تعيش عليها الحضارة البابليّة لا وجود للصخور البازلتيّة السوداء الصّلبة؛ فهي عبارة عن أرض مُنبسطة وسهلة خالية من الصخور. وعدا عن ذلك فإنّهم يرون هذا الرأي أقرب للصّحة، كون أنّ الحضارة البابليّة والحضارة الحوثيّة كانتا على خلافٍ مُستمر وكانت بينهما حروبٌ دائمة ولفترة طويلة انتهت، وكانت نتيجتها انتصار الحضارة البابليّة على الحوثيّة على يد الملك البابليّ الكلدانيّ نبوخذ نصّر الثاني وأخذ هذا التمثال كغنيمة. وبين هذا الرأي وذاك فإنّ البابليين في فنّهم دائماً ما يحاولون أن يُظهروا قُوّة عَظَمَة الملك وتخليد انتصاراته وإنجازاته، وبالنّظر إلى هذا التمثال الّذي يبدو بشكلٍ واضح أنّهُ يُجسد أسداً يقف فوق شخص قد يكون جندياً أو محارباً مهزوماً بقوّة هذا الأسد. والأسد هنا يرمز إلى الدولة البابليّة، والجنديّ هو عَدّوها وهو مُرتمٍ على الأرض بفعل قوّة هذا الأسد البابليّ.