7 محرم 1429 - 16/01/2008
-مبعوث الحسين عليه السلام وسفيره يتوجه إلى الكوفة:
بينما الحسين عليه السلام في مكة المكرمة توالت عليه كتب وإجابات الشيعة في العراق والكوفة على وجه التحديد، بالمناصرة والمؤازرة ومفادها أن أقدم إلينا يا ابن بنت رسول الله، ورغم وصول العديد من مبعوثيهم من كبار رجالاتهم للحسين عليه السلام يؤكدون له ذلك، إلا انه عليه السلام لم يجب على تلكم الرسائل والكتب التي وصلته، إلا بعد أن صلى ركعتين بين الركن والمقام، وسأل الله تعالى الخيرة في ذلك، ثم كتب كتابا إلى أهل الكوفة، وهو جواب على كتبهم وأرسله مع هاني بن عروة وسعيد بن عبد الله وكانا آخر من قدم عليه من مبعوثيهم، ثم ذكر لهم بأنه باعث إليهم أخيه وابن عمه وثقته مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إلي بأنه قد اجمع رأي ملأكم وذوي الفضل والحجا منكم، على مثل ما قدمت علي به رسلكم، وقرأت في كتبكم، فإني أقدم إليكم وشيكا إن شاء الله، فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذلك لله والسلام.
وقيل: ثم نادى مسلم بن عقيل رضوان الله عليه وأمره بالتقوى وكتمان أمره واللطف فان رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجل إليه.
ولما وصل مسلم عليه السلام الكوفة نزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وأقبل الناس يختلفون إليه بالبيعة للحسين عليه السلام جماعة جماعة، وهو يقرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام، إلا أن أهل الكوفة واثر تلقيهم تهديدات وإغراءات يزيد بن معاوية لهم، تراجعوا عن موقفهم في نصرة الحسين، حيث تدهور الموقف وخذل الناس مسلم بن عقيل، وذلك بعد أن اشترى عبيد الله ذممهم وضمائر بعض الزعماء، فاخذوا يخذلون الناس عن مسلم، ويمنوهم بالمال ويخوفونهم بجنود أهل الشام، وانتهى الأمر بمسلم إذ تم قتله في تلك الحادثة المعروفة في الكوفة.
-في منطقة التنعيم :
وهي منطقة تقع على بعد فرسخين من مكة وسميت بهذا الاسم لوقوعها بين جبلين احدهما نعيم، والآخر ناعم والوادي نعيمان، وفي هذه المنطقة لقي قافلة تحمل أموالا ليزيد أرسلت إليه من اليمن فصادرها الحسين عليه السلام وقال لأصحاب الإبل "لا أكرهكم من أحب أن يمضي معنا للعراق وفينا كراه، وأحسنا صحبته، ومن أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكرى ما قطع من الأرض فمن فارقه منهم حوسب وأوفاه حقه ومن مضى معه أعطاه كراه وكساه.
-في منطقة الصفاح:
وفي هذه المنطقة التقى الشاعر المعروف الفرزدق فبادره قائلا"بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك من الحج، فقال عليه السلام "لو لم أعجل لأخذت، ثم سأله الإمام عليه السلام من أين أقبلت يا أبا فراس فقال: من الكوفة فقال عليه السلام بين لي خبر الناس فقال على الخبير سقطت قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية والقضاء من السماء والله يفعل ما يشاء... وربنا الكل يوم هو في شان، ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يتعد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته ثم حرك الحسين عليه السلام راحلته وقال السلام عليكم، ثم افترقا .
-في وادي العقيق:
التقى رجلا من بني أسد بشر بن غالب قادما من العراق واخبره بنفس ما أخبره الفرزدق قائلا " خلفت القلوب معك والسيوف مع بني أمية، فقال: صدق اخو بني أسد إن الله يفعل ما يشاء" وفي مقتل المقرم، إن بشر بن غالب التقى الإمام في منطقة ذات العرق وفي هذه المنطقة التقى الإمام عليه السلام رجلا يقال له أبو هرة واستغرب أبو هرة خروجه وقال "يا ابن رسول الله ما الذي أخرجك من حرم جدك محمد صلى الله عليه واله، فقال عليه السلام "ويحك يا أبا هرة إن بني أمية اخذوا مالي وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية، وليلبسهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا، وليسلطن الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم" .
-في منطقة الحاجز:
من بطن الرمة كتب كتابا إلى أهل الكوفة كجواب على كتاب مسلم الذي دعاه للمجيء إلى الكوفة بعد أن أخذ البيعة منهم، وجعل الكتاب قيس بن مسهر الصيداوي الذي جد في السير حتى وصل القادسية فوقع في يد شرطة بن زياد، ولما عرف أنه أصبح في قبضتهم أخرج الكتاب وخرقه، لئلا يقع في يد ابن زياد .