b4b3b2b1
شناشيل الحلة... تراث معماري أصيل وشاهد على التأريخ | السبحة.. جزء لا يتجزأ من التراث الديني | سوق الصفافير من عمق التراث العراقي | عشق قديم يكنه الإنسان للأحجار الكريمة | الذهب حسب القول المشهور (زينة وخزينة) | صناعة الزوارق.. تولد من جديد بجنوب العراق | التصوير الشمسي يلتقط أنفاسه الأخيرة | خراطة الخشب.. صنعة تتحدى الزمن بعمق التراث | الكاشي الكربلائي.. دلالات روحية وخصائص جمالية |

شناشيل الحلة... تراث معماري أصيل وشاهد على التأريخ

2591

 

13 جمادى الأولى 1431 - 28/04/2010

بقلم : محمد الموسوي

بتأمل بسيط وعميق في آن واحد وقبل الشروع بالكتابة في موضوع شناشيل حلية لابد من النظر امتدادا إلى شوارع الحلة لا سيما القديمة وطرقاتها الضيقة مثل شارع المكتبات وشارع الإمام علي سابقا وشارع المهدية الممتد من خلف الإطفاء والى ساحة التابية ثم إلى ساحة الري ويستمر إلى نهاية محلة الأكراد القديمة وبداية ساحة باب الحسين إما الإحياء القديمة في الحلة بقيت تراوح مكانها رغم بنائها أكثر من مائة سنة دون تقدم في البناء وعدم اهتمام المسئولين الحكوميين في السابق واللاحق والإهمال المستمر جعلها محلات مهجورة رغم وجود إعداد كبيرة ممن يسكنها من ذوي الدخل المحدود أو ليس له مورد .

المهم في الموضوع يبقى طراز خاص في هذه الدور إلا وهي الشناشيل بجمال تصحيحها المختلفة المطعمة بالزخرفة الإسلامية ونجاح هندسة بناءها وهذه الشناشيل حقيقة تتشابه بالتصاميم الموجودة في المحافظات الأخرى في العراق لكن بعض التغيرات البسيطة في طريقة هندسة الشناشيل وترتيبها لتكون تراث حضاري مستمر إلى ألان لان تنوع الطراز المبني على أساس يعود إلى أكثر من مائة سنة والمبنى بطريقة كلاسيكية رائعة الجمال والقياس حيث يظهر وبشكل جلي دقة الحرفي الحلي أو غير الحلي آنذاك في إبراز صورة جميلة لذلك الدار والأجمل بعد الشناشيل الأعمدة بتلوينات ساحرة وأحيانا نجد زخرفة مختلفة حول الأعمدة داخل الدار إضافة إلى الرسوم المختلفة على الجدران وبألوان زاهية ثابتة إلى ألان ليشغل الناظر بالشناشيل والأعمدة والرسوم وطريقة البناء رغم هو بدائي لكن سحر الهندسة المعمارية في الماضي هو الذي ابقي هذا التراث إلى ألان رغم ظروف المناخ وتقلبات الجو على مر السنين مع العلم إن الشناشيل دائما تكون صناعتها من خشب الصاج أو الجاوة المقاوم للحرارة والبرودة والإمطار وان نجاح الفنان الحلي القديم من خلال فهمه لروح التراث والفلكلور لأنه يدرك جيدا طبيعة عمله وصولا إلى العمل بالزخارف الإسلامية حيث منحت فظاءاته أسلوب غاية بالفناء التراثي الإسلامي الأصيل . فظلا عن ذلك نجد الطراز الجميل بزخرفه لواجهات الأبنية المستقيمة والمسطحة بشكلها العام وهي من الطراز الهجين أي ( عراقي وأوربي ) من الزخرفة المحلية إلى ما يسمى بالركوكو أو الارت ديكور وان بعض الزخارف غير الإسلامية جاءت إلى العراق أو المدن العراقية ومنها الحلة الفيحاء من التأثيرات الأوربية عن طريق بعض المهندسين العرب والأجانب وكذلك من خلال المجلات والصحف المعمارية الهندسية والأوربية التي كانت تصل إلى العراق آنذاك وتعد العاصمة بغداد من أهم المدن في العالم التي تحتوي أماكن تراثية وحضارية لا تعد ولا تحصى وتأتي بعدها المدن العراقية المختلفة التي تأثرت بهذا التراث الجميل ومنها الحلة الفيحاء .

هذا التراث من الشناشيل صار من الأماكن المهمة وكنوز لا تقدر بثمن حيث تتنوع هذه الأماكن والبيوت التراثية على مساحات واسعة في مدن العراق ومنها في الحلة في المحلات القديمة مثل الجامعين والطاق وجبران والمهدية والجباويين والتعيس والأكراد والصوب الصغير أي الوردية والثيلة وهي أماكن تاريخية وأثرية منذ تأسيس مدينة الحلة سنة 490 للهجرة ويعد هذا الموروث الحضاري ذو الطابع المتميز والفريد منذ أولى الحضارات على ارض العراق ومنها السومرية والاكدية والبابلية والأشورية مرورا بعصر صدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي وبعدهم عصر الدولة العثمانية فكانت هذه العصور بداية الانتقال إلى العصور الحديثة والتنوع العمراني الحالي حيث مزايا الأبنية تعكس على الواقع العراقي والحلي بالذات من زخرفة الخشب الخاص بالشناشيل وهي هواية الحرفيين القدامى الحليين والغير حليين الذين كانوا يعملون من الخشب الخاص القادم إلى العراق من الهند وان الزخرفة على الخشب أو الشناشيل هي صنعة بغدادية الأصل وانتقلت إلى مدن العراق كافة ومنها إلى الحلة ومن ثم وصلت هذه الصناعة إلى دول المغرب العربي والشام قبل إن تترك بصماتها على مباني في اسبانيا ألان واهم ما يميز هذه الصناعة هو الذوق والتفنن وعشق الصنعة واختيار دقة الإبعاد للشناشيل والأبواب والشبابيك والشرفات إضافة إلى معرفة اتجاهات الريح الداخلة والخارجة إلى الدار وطبعا ليس هناك شبابيك مستقلة أو أبواب مستقلة هناك فقط امتدادات متكاملة من الخشب مثل البيوت الأوربية تعمد صناعتها على مهارات الأسطوات فيخرج منه الباب والشباك والشرفة تاركا فسيفسائه تبهر أنظار المارة وحتى السياح فان البيوت التراثية في الحلة كثيرة دليل على قدرة البناء العراقي الجمالية وهو ما زال هذا البيت التراثي يتحدى الزمن رغم الظروف التي مرت بالعراق منها مناخية أو حرفية أو حربية أو غيرها من التوسعات العمرانية فإنها بقيت صامدة من اجل البقاء رغم التحول الذي جرى ألان من تأجيرها أو بيعها إلى العيادات للأطباء أو مقرات لبعض منظمات المجتمع المدني وغيره وبعض البيوت الأثرية ذات الشناشيل الجميلة أصبحت ألان مهملة ومتروكة وغير مسكونة وقسم منها يكون مقر لرمي نفايات المنطقة التي فيها هذه البيوتات الأثرية وهذا من المؤسف جدا .

وهنا لا بد من الاهتمام على إدامة ما تبقى وهو كثير من هذه التحف التراثية في الحلة والمحافظة على مناظر هذه الشناشيل المنتشرة في الحلة من قبل الدوائر الحكومية المختصة ومن قبل هيئة التحديث والآثار ليبقى رصيد الحلة الأثري والحضاري والسياحي مستمر جيل بعد جيل تتوارثه الأجيال للمحافظة عليه وإعادة عمرانه .

إن مدينة الحلة الفيحاء التراثية وسميت بهذا الاسم حيث كانت مقرا للحوزة الدينية والعلمية والفنية والادبية لعدة عقود بعدان كانت في الكوفة ومن ثم في النجف الاشرف التي تعرف آنذاك بمدرسة الطوسي (قدس) فان مدينة الحلة وهي مدينة العلماء لأنة يوجد داخل مدينة الحلة وأزقتها مراقد (360) عالماً مدفون على أرضها وأكثرهم تخرجوا من مدارس الحوزة العلمية في الحلة فان الوقف الشيعي ومديرية المزارات وبعض المحسنين اهتموا بإعادة بناء هذه المراقد بشكل جميل يليق بمكانة هؤلاء العلماء الأجلاء وان مدينة الحلة العريقة على مر التاريخ ومليئة بالتراث القديم وان من ابرز ملامحها التراثية المتمثلة بالعمارة الحلية وشناشيلها المطلة على أزقة الطرق واجتهدت الحلة بالتراث الشعبي والصناعات الحرفية القديمة مثل الحياكة والفخار والمهن اليدوية الأخرى والفنون الجميلة والعلوم الأخرى واهم هذا التراث هو التراث المعماري والذي بدأت جامعة بابل وهيئة إحياء التراث في بابل الاهتمام بهذا التراث وتوثيق المباني التراثية فمنهامباني سكنية ومباني دينية ومباني خدمية والتي حافظت إلى ألان على تواصلها الحضاري من خلال الملامح التراثية المتمثلة فيها على الرغم من مستجدات العصر الحاضر وطغيان الطراز الجديد العالمي في العمارة فأصبح هذا الانجاز التراثي محصور بأماكن محددة في الحلة وأصبح فاصل بين التراث والمعاصرة . ويمكن ان يجعل هذا التراث المعماري المتروك وإعادة بناءة وجعله تراث فني ومميزات البيت الحلي واستخدامه مسرحاً مستعرضا مثلما يحدث في تجارب المسارح العالمية . ويجب وضع المناهج والمخططات لإدامة التراث الحلي بفروعه جميعها تحت رعاية المحافظة ومجلسها وهيئة إحياء التراث وبالتعاون مع جامعة بابل ومديرية التخطيط العمراني وبلدية الحلة لاستمرارية هذا التراث الجميل وايصالة إلى الأجيال القادمة . إضافة إلى نجاح دور السياحة عند وصول الزائرين إلى محافظة بابل وتعريفهم بهذا الأعمار التراثي الجميل ورؤية الشناشيل الحلية المتدلية بين كل فروع الأزقة القديمة في الحلة .

وهى جميلة بطرازها وزخرفتها وتلون زجاجها الخارجي وطريقة توزيعها بين الدور . والتقاط الصور التذكارية لهاذة المعمار القديم الجميل .

إن مدينة الحلة الفيحاء التراثية وسميت بهذا الاسم حيث كانت مقرا للحوزة الدينية والعلمية والفنية والأدبية لعدة عقود بعدان كانت في الكوفة ومن ثم في النجف الاشرف التي تعرف آنذاك بمدرسة الطوسي (قدس) فان مدينة الحلة وهي مدينة العلماء لأنة يوجد داخل مدينة الحلة وأزقتها مراقد (360) عالماً مدفون على أرضها وأكثرهم تخرجوا من مدارس الحوزة العلمية في الحلة فان الوقف الشيعي ومديرية المزارات وبعض المحسنين اهتموا بإعادة بناء هذه المراقد بشكل جميل يليق بمكانة هؤلاء العلماء الأجلاء وان مدينة الحلة العريقة على مر التاريخ ومليئة بالتراث القديم وان من ابرز ملامحها التراثية المتمثلة بالعمارة الحلية وشناشيلها المطلة على أزقة الطرق واجتهدت الحلة بالتراث الشعبي والصناعات الحرفية القديمة مثل الحياكة والفخار والمهن اليدوية الأخرى والفنون الجميلة والعلوم الأخرى واهم هذا التراث هو التراث المعماري والذي بدأت جامعة بابل وهيئة إحياء التراث في بابل الاهتمام بهذا التراث وتوثيق المباني التراثية فمنها مباني سكنية ومباني دينية ومباني خدمية والتي حافظت إلى ألان على تواصلها الحضاري من خلال الملامح التراثية المتمثلة فيها على الرغم من مستجدات العصر الحاضر وطغيان الطراز الجديد العالمي في العمارة فأصبح هذا الانجاز التراثي محصور بأماكن محددة في الحلة وأصبح فاصل بين التراث والمعاصرة . ويمكن إن يجعل هذا التراث المعماري المتروك وإعادة بناءة وجعله تراث فني ومميزات البيت الحلي واستخدامه مسرحاً مستعرضا مثلما يحدث في تجارب المسارح العالمية . ويجب وضع المناهج والمخططات لإدامة التراث الحلي بفروعه جميعها تحت رعاية المحافظة ومجلسها وهيئة إحياء التراث وبالتعاون مع جامعة بابل ومديرية التخطيط العمراني وبلدية الحلة لاستمرارية هذا التراث الجميل وايصالة إلى الأجيال القادمة . إضافة إلى نجاح دور السياحة عند وصول الزائرين إلى محافظة بابل وتعريفهم بهذا الأعمار التراثي الجميل ورؤية الشناشيل الحلية المتدلية بين كل فروع الأزقة القديمة في الحلة .