27 ذي الحجة 1428 - 07/01/2008
لا أدري لماذا يكتب الاسم بحروف مدماة؟
ويقرأ بنبرة باكية الملامح لاتخلو من الدمع؟
الاسمُ فاطمة:عبقٌ يسكن الجراح ويوقظ المحبة في فردوس اليقين..
ويسألني اليراع:ـ لماذا فاطمة؟
هل اراد الله ان يعوض بها غياب الزهراء عن بيت سخي الجراح.؟
الكنية:ـ شجا يطل على أنين تحمله الدلالات الماً بقامة جذر مملوء بالشجاعة والزهو والكرامة وهذا الثرى الذي أدام صبح الشهامة فهي تكنى بام العباس (ع)
هي ذي أم البنين
وعلى نور التواريخ ما أختلف أحد من الر واة في نصوع الذكاء والفصاحة والبلاغة.. كان منطقها الصبر والحنين..
وجاء في كتاب (بطل العلقمي) هي امرأة نبيلة صالحة.. هي الفضل والعفة والورع...
طافت بحزام بن خالد بن ربيعة رؤيا فسرها الرواة ولادة أنثى سيتزوجها احد العظماء وإذا بهم يبشروه بولادة فاطمة فكناها أم البنين
تعاويذ الوجد تمر على نشأة أزهرت بين أحضان والدٍ حنون وأم هي (ثمامة بنت سهيل بن عامر) أشرعت محبتها أدبا يعلمها آداب المنزل وتأدية الحقوق وهذا الحنين الذي كان في كل وجدان
أحاسيس محبة لها كل هذا البهاء
سؤال يبرق بين ثنايا الأنين. يحمله أمير المؤمنين سلاما. هو احلام نصرة لموقف يؤآزر موقف ولده الحسين في طف الشهادة والفداء.. إذ يسأل أخاه عقيلا أنظر لي امرأة لها مهابة التواريخ أولدتها الفحولة غيثا من نسائم البشْر
وقال الرواة ان زينب بنت أمير المؤمنين قالت لأخيها العباس: أريد أن أحدثك بحديث
قال: حدثيني يا زينب لقد حلا وقت الحديث: أعلم يا أبن والدي لما ماتت أمنا فاطمة قال أبي لعمي عقيل: أريدك ان تختار لي امرأة من ذوي البيوت الشجاعة حتى أصيب منها ولدا ينصر ولدي الحسين بطف كربلاء فادخرك أبوك لمثل هذا اليوم.. لا تقصر يا أبا الفضل فلما سمع العباس كلامها تمطى من ركاب سرجه حتى قطعها وقال لها أفي مثل هذا اليوم تشجعينني وانا أبن أمير المؤمنين؟.
فسرت سرورا عظيما
وأكمل الر واة حكاية هذا الإهاب. عندما ايقظت الدروب خطوات عقيل لبيت حزام بن خالد بن ربيعة ليحل ضيفا فأهلت بشارات الترحيب ونحرت الذبائح وأكرم المثوى وفي اليوم الرابع افاض الكرم سؤالا يحفل بالكرامات:ـ هل من حاجة فتقضى؟
فاجابت مودة الصدق شرفا
هي ذي أم البنين
تجلس إمام نضوج الحكاية ودهشة التواريخ نوافذ ترمق كل أطلالة خير
جئتك يا حزام خاطبا فاطمة ليعسوب الدين
أخلعُ القلب خصبا من الأمنيات وأنا موقن بأن التأريخ ترجل من صهوته نشوانا بفرحة اللقاء
يا عقيل ابن أبي طالب هي زهوة افق يزدهي بالسعادة ويحدق في كيان أمرأة من أهل القرى والبادية وأخشى فوارق العلو وحسنات الوجود أمام حكمة الإمامة. ستدخلُ أبنتي يا أبن ابي طالب بيت فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين فكيف ساضمن الكفاءة لعرق توسد الارض امام هامة الثريا.
فأجابته دمعة اللقاء هي مقلة أملٍ محصته خبرة التواريخ وعلمٌ أتسع لمكارم المهود يا حزام.
فدعني... صاح حزام - اسأل الأم فهي أدرى - هل تصلح أبنتي لتكون مأذنة تحمل أذآن فجر يحملُ نداء الله يقينا يوقظ النائمين
هي ذي فاطمة توقظ الرؤيا راية من رايات الزهو
قّصّي يا أبنتي رؤياكِ
وتذرف الدمع في معنى بهيج يختزل الكلمات
:ـ أجلس في روضة ذات اشجار مثمرة وانهار جارية وكانت السماء صاحية ومشرق ٌ هو القمر ُ مزدهيا والنجوم ساطعة أفكر في عظمة خلق الله من سماء مرفوعة بغير عمد وقمر منير وكواكب زاهرة واذا القمر ينقض من كبد السماء الى حجري يتلألأ يا أمي نورا يغشى الابصار واذا بثلاث نجوم زواهر اغشى نورهن بصري وهاتف ينادي:
بشراك فاطمة بالسادة الغررِ ثلاث أنجم والزاهر القمر أبوهم سيدٌ للخلق قاطبةً بعد الرسول كذا قد جاء في الخبرِ
بيقظة هذا الزهو يصيح حُزام فخرا أبشري يا أمها..ففي الرؤيا متسع للبهاء وجئتُ اسأل هل لدينا الكفء يا أم فاطمة؟ هل أبنتنا تقدر أن تجاري عظمة المكانة وهيبة الرزانة وهذا الوفاء؟
وإذا الأم تنادي زوّج كريمتنا بالفارس البطلِ نعم القرينة للمولى الإمام علي فأنها حرة في الحسن بارعة في الرشد كاملة وللعقلِ فهاتفَ المسرة عنوانا من الحنو:ـ أبشر يا عقيل فابنتنا خادمة مطيعة لسيد الرايات.
هي هبة منا لابن عم الرسول. واعلم ياعقيل أن لنا مطمعاً في شرف الرجال.. فتناثرت زغرودة من مدامع الحروف لعينيك هذا الشرف العالي وانت في عزٍ واقبالِ حظيت بالمفضال خير الملا بعد النبي الطاهر العالي فابرق السمو رفعة واسرجت الا نوار فيض حنان يا أمير المؤمنين لاتسميني فاطمة... لأن اليتامى يتذكرون امهم ويتأثرون بذلك فلذلك صار أسمها كنيتها فارتبطت بهذا الثبات لتكون ذاتا تمنح ريحانتي الرسول وسيدي شباب أهل الجنة العطف والحنان
هي ذي أم البنين امرأة زاخرة بالمحبة وفيض وجد وحياة فيا حبذا لو أستنارت زوجات الأب بهذا النبع والتوق ترقب أنينَ ابنائها لتستنهض الليل عناقيد حنين..
يحوك التاريخ جدائله بصمت فلا شيء يذكرني بموقفها من أحداث الكوفة. هل كانت أم البنين في بيت علي أم بقيت بعيدة هناك تلتقط اخبار الجراح؟
هي ذي أم البنين
تحزمُ حقائب الرحيل إلى كربلاء وإذا يقذفها المرض بعيدا في شباك أنينها ووحدتها وغربتها فقد فقدت فلذات كبدها الاربع وقالت فاطمة الصغرى (العليلة) أن أم البنين لم تخرج إلى كربلاء لانشغالها بأولاد بنيها طافت الشهادة على برزخ من العذاب بأربع أوسمة من الفخر هم العباس وعبد الله وجعفر وعثمان.. يستعر اللهب ُ أنينا يحز حسرة الوالهين أتموت هذه السيدة دون أن يدون عن نجاتها الابدي شيئا على لوائح الذكريات؟ من يقطع أنفاس الكون عن جسد تنفس الخلود الا ان البقيع يشهد سناها الطاهر
هي القدوة يا سيدة الذكرى.. ليقتدين بكِ نساءنا الطهر مرعاة الزوج وتربية الأولاد والكرامات تشهد لهذا الجود.