4 صفر 1433 - 29/12/2011
بقلم: سامي جواد كاظم
الفكر المتميز والذي له شرعية الهية نجد ان الله عز وجل يسخر له كل مقومات البقاء والنمو مهما تكالب عليه الاعداء وهذا يعني ان كل من له علاقة بالفكر يكون له حضور متميز ويبدا بمن يحمل هذا الفكر كامانة لايصاله للمجتمع والحفاظ عليه من اعداء المجتمع .
الامام السجاد عليه السلام في احد ادعيته يقول "وجعل افئدة من الناس تهوى اليهم " ولم يقل افئدة الناس لان "من" التبعيضية تخص القلوب الطاهرة وغير المدنسة او التي تنظر الى الامور بعقلانية ومنطقية وليس عاطفية ،ومن بين مزايا اهل البيت عليهم السلام وذريتهم واتباعهم انهم اينما حلوا القيت المحبة بقلوب كل من يعاشرهم او يكون بالقرب منهم وهذه المزية هي رائعة في حياتهم ولكنها اروع عندما نعلم ان مراقدهم او كل ما له علاقة بتاريخهم من مقام او مقتل احد من ذريتهم وفي اي مكان يصبح هذا المكان بؤرة للاشعاع الامامي لمن يسكنون هذا المكان والشواهد كثيرة جدا فها هي مراقد الائمة عليهم السلام هي مراكز لتواجد اتباع اهل البيت وحتى بقيع الغرقد فاتباعهم المؤمنين في المنطقة الشرقية وما يتضمنها ومن حولها نجدها حزمة ضوء لنور اتباع اهل البيت عليهم السلام وهذا يمتد الى اماكن اخرى مثلا الادارسة والذين هم من ذرية الحسن عليه السلام شردوا الى المغرب فوجدوا الانصار والاتباع حتى اسسوا دولة ، الاماكن التي فيها اثار حسينية نجدها شعلة من نور للحسينيين ، منها حلب وعسقلان ومصر ، هذا الامر اصبح ظاهرة معتاد عليها فلهذا نجد اهل نجد ان من بين اولويات فكرهم الوهابي مسح الاثر بحجة الشرك حتى يتم مسح هذه المزية التي بات مواجهتها من الامور العسيرة ، هذا الامر امتد ليشمل علمائنا الابرار الذين اينما حلوا يكونوا مركز استقطاب القلوب لفكر اهل البيت عليهم السلام وكم من دولة غيرت معتقدها بسبب علمائنا الابرار وما ايران الا خير مثال والتي كانت معقل التسنن كما يصفها الدكتور المرحوم الوائلي ، وهذا الامر ينطبق على افغانستان ولعل التاريخ يذكر لنا ولاية ( احمد دنكر) والتي سلطانها برهان نظام شاه ( 914 -961) والتي كانت مغلقة تماما على اتباع اهل البيت حيث يقتل كل من يجدونه من اتباع اهل البيت وشاء القدر ان يدخلها عالم شيعي اسمه طاهر شاه اخفى تشيعه وكان له الدور البارز في تغيير معتقد هذا السلطان الذي استغل مرض ابنه حيث صرف اموال طائلة ونذورات هائلة اذا شفي ابنه ولكنه لم يذكر اهل البيت عليهم السلام وبعدما دب الياس في قلبه من شفاء ولده قال له طاهر شاه لم لم تنذر لمراقد اهل البيت اذا شفي ابنك ؟ قال اذا كان اولياؤنا لم يستجيبوا لي فمن هؤلاء اهل البيت ؟ انا اقول جرب فقط ، قال وليكن ذلك ولكني لا اعلم من هم ؟ ، هذا لا يهم المهم ان تنذر وتفي بوعدك ، وبالفعل نذر بصرف اموال للمراقد الطاهرة ، يوم يومان واشتدت حالة ابنه المرضية وارتفعت درجة حرارته واصبح على وشك الموت فاحتضنه السلطان ونام بجنبه قائلا اذا مات ولدي فليمت في حضني ، وفي منامه جاء رجل وخلفه اثنا عشر رجلا وكلهم يشع منهم النور فقالوا له هل ستفي بنذرك قال نعم قالوا اذن انهض فولدك سليم معافى ، فنهض من النوم مذعورا واذا ولده يقف بجنبه وهو في كامل صحته فارسل الى طاهر شاه وساله عن رؤياه فقال له انه رسول الله وخلفه الائمة الاثني عشر ، فامر بصرف اموال جدا طائلة لعمارة العتبات وتغيير مذهب ولاية دنكر الى التشيع .
الروايات كثيرة ولكننا بصدد هذا النور وهذه المحبة التي يلقيها الله عز وجل في قلوب اتباع اهل البيت عليهم السلام فالامر ذاته اصبح مالوفا بالنسبة للعراقيين الشيعة الذين هجروا وهاجروا بسبب الحصار فان فيهم من المواليين الذين اصبحوا بؤرة لنشر فكر اهل البيت عليهم السلام في الاوطان التي استوطنوها وحكاياتهم كثيرة جدا .
ومن هذا المنطلق اوجه الدعوة لكل الاخوة في المهجر والمغتربين ان يرسلوا لنا ما صادفهم من قصص وحكايات بهذا الخصوص وان تكون موثقة ومع الصور تكون الافضل حتى يتسنى لنا توثيقها ونشرها من خلال وسائل الاعلام التي اعمل فيها ولكم الموفقية .