19 صفر 1429 - 27/02/2008
في أقاصي الحنين- ينثر التل الزينبي الحب صافي القلب، قريبا إلى السماء. علمتنا الجراح إن للمكان شهقة تطل على جبين العمر. أنفاسها وهج مؤمن، كساه الصبر سناً...
فباركته أهازيج النور نقشات يقين هي تراتيل ملائكة، تحمل نور الله، ليشع في سماء المدينة بركة وكرامة..
هل تراه؟ كأنه سنام صبر يمضغ الجراح صمتاً.
كيف به وهو الذي حمل على أكتافه ثقل هذا الشرف الهاشمي، حزن هذا الرمق الموشى بالحنين... لابد أن قلب ترابه نزف دماً، وإلا كيف صار هوية وطن، توقظ شمس الله كل صباح...
لهاث أنفاسه تشي بعويل لا ينام.
:ـ ما إن احتشد أذناب الطغاة، ليذبحوا سيد الظمأ المقدس بالرواء، حتى دب القلق هواجساًً في قلب عقيلة الطالبين- فنهضت تزرع في هذا القفر كل هذا النماء، لترى بعينيها، كيف يرحل الواهبون إلى ربهم دون رؤوس...
خبير يقول: كانت الأرض حينها عبارة عن تلال متقاربة هلالية، قلت: بالتأكيد كانت السماء قريبة عن الأرض، لتحتضن الدعوات مثلما احتضنت دم الرضيع...
في ذاكرة المدينة مقام صغير... صغير كرئة تتنفس عبر جدار أحد البيوت... شباك برونزي، ولهيب سراج قديم، وشمعدان نحاس، ونقوش معجونة بدم الطفوف- ثم صار مقاماً لقمر صاغته أنامل عشق، هدية تل لمرتع الصبر- إلى الآن هذا المكان مفعم بالعطر، يتنفس الصلوات بذرات التراب، يصوغ الروح سلاماً على ربى تعرش في كل قلبٍ يشهد أن لا إله إلا الله...
السلام على سيدة هذا الجراح...
يقول أهل المدينة: كانوا قبل يسمعون من هذا التل كل ليلة عاشوراء صريخ أطفال تنادي: وا حسيناه... وا زينباه... وعاصفة لا تهدأ من العويل إلا بعد أن تبدأ السلام.
السلام على بنت رسول رب العالمين.
تفاصيل وتفاصيل مازالت إلى الآن مخبأة تحت اللهاث.