8 محرم 1430 - 05/01/2009
أستلم يزيد بن معاوية تشكيلته الوزارية ولم يكن في ذهنه ولا الذين من حوله إنهاء حكومة مؤقتة أو انتقالية أو جاهلية أو فدرالية، لكنه كان يعلم انه يؤسس لدولة (إستفتائية) سنها أبيه وكتب دستورها طواغيت الأرض واستمتع بها الحكام الجائرين فيما بعد وباركتها جميع منتديات الإنحراف العالمي وثبتت تحت المادة 68 الفقرة (ن) ونصت على الجملة التالية :
(تريد هذه أم هذه) وهذه الأولى ليزيد أو أي طاغوت يأتي من بعده إذا احتل القصر الجمهوري أو اختل الضمير الإنساني، وهذه الثانية للسيف الكاتم والتفخيخ والقتل والتشويه الأموي والفيتو الدولي.
ولا تستخدم حكومة يزيد قانون الطوارىء وهي ليست بحاجة الى إنتخابات فهي امتداد لدولة والده دكتاتور التمرد ضد الشورى والإنتخاب ودين النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) فقد قال جهرة واصيلا (فوالذي يحلف به ابو سفيان لا جنة ولا نار) وهي لا تحتاج الى شرعية ولا تخاف المعارضة فقد اغتالوا الخليفة الشرعي بنص الكتاب والسنة واجماع العقلاء واهل الحل والعقد، اغتالوه وهم يلبسون قميص الامم المتحدة اثناء الحرب الباردة وبمرأى من الجامعة العربية، ولا تنديد، ولا استنكار،ولا ولا هم يحزنون...
لم تكتمل دولة الجور والاستبداد بعد، فان حلقاتها في طور الاكتمال ولم تظهر نتائجها حتى يشترك الظالم والمظلوم في جريمة الحاكم والرعية في دولة الاستفتاء الكبرى، الظالم لظلمه والمظلوم لسكوته، لكنها تحتاج الى مزيد من الدماء والإرهاب ومن طراز خاص، ولان الزمن زمن الرواد في دولة العنف والقتل وقطع الرؤوس والاختطاف والخروج على إرادة الشعوب كان مطلوب من الحسين بن علي ابن ابي طالب بالذات ان يدلي بصوته لصالح يزيد – بغض النظر عن برنامجه السياسي وبغض النظر عن تاريخه الملطخ بالدماء والاستهتار بالانسان وحقوق الانسان فلقد قال أباه معاوية ضمن حملته الانتخابية أمام التجمع الجماهيري في ذكرى الخامسة والخمسين لمؤتمر السقيفة في ساحة الاحتفالات الصغرى في بغداد والكبرى في الشام والوسطى في الجزيرة العربية " من لا يبايع هذا فهذا " وأشار إلى ابنه من جهة والى سيفه (الكاتم) من جهة اخرى.
ومطلوب من الحسين قائد الثوار والثورة والتحرير ان يختار بمحض ارادته بين ان يقر ويعترف ان مائة وعشرين الف نبي الذين بعثهم الله لخلقه قد انتهى عصرهم وان الطواغيت امثال يزيد لهم الحصانة يفعلون ما يشاؤون، او ان يُقتل بطريقة لم يُقتل مثلها الانبياء والشهداء والصديقين واصحاب الرسالات وثوار الحرية وحقوق الانسان وجميع الشرفاء في العالم من بدء الزمان الى يوم الوقت المعلوم...
ووقعت الواقعة وانتصر الحسين في كل المقاييس، فهزمهم بدمه وثورته وشجاعته، وانتصر الدم على الارهاب، نعم قتلوه في العاشر من عاشوراء ولكنه قتلهم ومن تبعهم الى يوم الدين، ذبحوا ابناءه واخوانه واصحابه ولكنه ذبحهم ومن تبعهم الى يوم الدين، فجيش عبيد الله ابن زياد الى الان يرتعد خوفا وهزيمة ويقيم السيطرات على قوافل الحسين في الطريق المؤدي الى كربلاء الطف ويفخخون المساجد وافران الصمون لانهم انهزموا، ويستهدفون الجوامع لان فيها اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله.