6 شعبان المعظم 1437 - 14/05/2016
يعتبر مرقد النبي يونس (عليه السلام) الذي يعود تاريخ بنائه الى عام 1248 ميلادي، مركزاً دينياً واثرياً بالغ الأهمية بالنسبة للمسلمين كون يضم قبر النبي يونس (عليه السلام).
يقع مرقد النبي يونس (عليه السلام) شرقي مدينة الموصل بمحافظة نينوى.
ومنذ القدم كان الجامع يجذب الكثير من الحجاج الاتراك الذين يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج, حتى ان الكثير من العوائل التي تقطن قرب تل التوبة كانوا يتكلمون التركية.
ويقول مؤرخون ان هذا المكان ليس مرقد النبي يونس (عليه السلام) الحقيقي وإنما هو مرقد لاحد الأنبياء السابقين حينما كانت نينوى مركزا دينيا، فيما يزعم عدد آخر انه جزء من قصر اسرحدون الذي توجد آثاره تحت بقايا المسجد القديم.
وتوجد عين ماء تسمى “عين الدملماجة” والاسم عن (داملة مه جه) التركية وتعني هنا الترشيح لأن ماءها يكون في الصيف قليلا ويترشح من جوانبها اما في الربيع فيزيد ماؤها وربما ملأ قسما من الوادي الذي تقع فيه العين، ولم تزل من المنابع التي يزورها اهل الموصل ويعتقدون انها عين يونس وان شجرة اليقطين التي اظلته كانت فوق هذه العين، والذي نراه انه كان فوق العين مسجد متصل بها وهو يطل على الوادي ولا اثر له في الوقت الحاضر.
وعندما تقترب من مسجد النبي يونس مساءً تبهرك الإنارة التي تزين المكان من كل صوب فالمسجد مستثنى من القطع الكهربائي الذي يشمل المدينة بأكملها، فمع غياب الشمس تبدأ إنارة المسجد بالسطوع شيئا فشيئا وكأنك في مشهد روحي مستديم مع الأنوار الإلهية.
تصميم المسجد بشكله المتدرج يوحي بالصعود الى الذات العليا وهو ما لم يوجد في مساجد العراق على الإطلاق، فالراغب بالصعود عليه ان يبدأ من الأسفل وشيئا فشيئا يبدأ رحلته في التطهر من أدران الحياة الدنيا حتى يصل الى أعلى نقطة من المسجد التي يقع فيها الضريح، ومنه يبدأ الصعود مرة اخرى الى الأعلى حيث التطهر الكامل من كل شيء، وهو أسلوب عرف في العالم الإسلامي من خلال المساجد التي تبنى على شكل مدرجات، ولعله أسلوب الزقورة الذي استوحاه العراقيون فبنوا مساجدهم على غراره.