10 رجب 1437 - 18/04/2016
لنبدأ بتعريف ضافٍ عن هويته، فهو أبو وهب بهلول بن عمر الصيرفي الكوفي. وقيل بهلول الصيرفي الكوفي أبو وهيب بهلول بن عمرو الصيرفي الكوفي. وفي مجالس المؤمنين: بهلول بن عمرو هو وهيب بن عمرو.
ولد البهلول في الكوفة، ولم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته. وتوفي ببغداد حدود سنة 190 هـ، وقيل سنة 192 هـ، وقيل بعد سنة 247 هـ، ودفن بها. وانه عمر طويلاً حتى الثمانين.
يقع قبر العارف الكبير البهلول في طريق مطار المثنى مروراً بمنطقة الشالجية بإتجاه جامع براثا، وقد كتبت لافتة خط فيها قبر بهلول الكوفي.
وهو من كبار علماء وفضلاء عصره، كان رحمه الله من أصحاب الإمامينِ الصادق والكاظم عليهما السلام. بل هو من خواص تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام. وهو واحد ممّن رووا عن الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام. عُرف بالحكمة والذكاء، وكان أديباً، شاعرا.
ولد بالكوفة ونشأ بها، وعاصر من ملوك العباسيين كلاًّ من موسى الهادي وهارون العباسي والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل. وهو سيد عقلاء المجانين في زمانه واحد رموز التصوف والعرفان ومن الدعاة لله باسلوب تميز به في زمن تعاظمت به النقمة على ال علي وفاطمة وشيعتهم. وكان جامعاً للخصال الحميدة. من جمال الخلقة ومن امتلاكه لدرجة عالية من المفاكة مما يفتح له الابواب في ايصال الافكارً.
وكان اولئك الملوك يستقدمونه الى بلاطهم لمنادمته وسماع نوادره ومليح حكاياته وبديع شعره ولطيف فكاهاته. وكان البهلول يتخذ من ذلك وسيلة للنقد الهادف والدعوة لله والتزام بمكارم الاخلاق والتذكير باليوم الاخر. ولأجل التخلص من طغيان اولئك الملوك المتجبرين كان يتصرف تصرف المجانين، ويظهر السفاهة والبلاهة وذرا للرماد في العيون كان يبدو لهم وكأنه مجنون. وكان ذلك بأمر من الامام الكاظم عليه السلام لحفظ نفسه ودينه، ولكي يستطيع من أن يسفه الباطل ويظهر الحق، فعرف بالمجنون خلافاً للواقع والحقيقة لانه كان من سادة العقلاء وكبار الدعاة.
كان يفتي علي منهج أهل البيت عليهم السلام ويوضح للناس منهج اهل البيت الذين اوصى الرسول الكريم بالرجوع اليهم من بعده. وكان يناظر كبار المخالفين كأبي حنيفة النعمان بن ثابت وغيره ويفحمهم
التقى به الرشيد في الكوفة سنة 188هـ 802م فأعجب به وجعله من بعض خاصته ليسمع نوادره.
وكان بهلول يرفض منح الرشيد وجوائزه. فتظاهر بهلول بالجنون لئلا يقتله الرشيد. واطلقوا على بهلول الرشيد لقب سلطان المجاذيب. وصار اسمه في ما بعد صفة لكل مخبول أو شبه مجنون أو البلاهة.
كان جنون بهلول ينتابه من حين إلى حين، فهو إذن عاقل في معظم أوقاته. لكنه يتجانن اي يظهر الجنون حسب الظروف مما يدل بوضوح على امتلاكه طاقة عالية في التحكم في نفسه وانفاعالاته ولا جدل انها قوة عقلية يمتلكها البهلول انى يريد واستعملها في صياغة مشروعه مع السلطة ومع الناس.
والتامل بسيرته ومواقفه تكشف لنا ان لغته كانت لطيفة ودقبقة وسليمة. وتكشف لنا كذلك انه راوية للقصص التي يطرحها في المكان والزمان المناسبين مما يدل على سرعة الخاطر والبديهية.
وعلى صعيد رواية الحديث عند المدرسة الاخرى يقول احد ابرز علماء الحديث والرجال السنيين وهو محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748هـ: أن بهلولاً كان يروي الأحاديث عن عمرو بن دينار وعاصم بن بهدلة وأيمن بن نائل، وأن أحاديثه لا مقبولة ولا مرفوضة. ولم يدون أحد من تلاميذه شيئاً من اقواله.
وذكر المستوفي ان أباه عمراً كان عماً للرشيد العباسي واستبعد ذلك السيد محسن الامين العاملي في اعيان الشيعة وقال لأنه لو كان كذلك وصف بالهاشمي أو العباسي وغير ذلك. وهو ما لم يذكر المؤلفون شيئاً منه فيما يتصل بنسبه.