29 ربيع الثاني 1433 - 25/03/2012
يقع مرقد التابعي الجليل سعيد بن جبير في قضاء الحي نحو 40 كم جنوب الكوت واسمه سعيد بن جبير بن هشام الاسدي ، حبشي الاصل من بني والبه بن الحارث من بني اسد ، وهو من أصحاب الإمام علي (عليه السلام).
ويبين عامر ناجي من المهتمين بمتابعة شؤون المراقد والمزارات بالمحافظة، بأنّ سعيد بن جبير "هو فقيه محدث من اعلام التابعين وعلما من اعلام العراق والامة الاسلامية ويحتفل المسلمون بجميع مذاهبهم بذكرى ولادته واستشهاده لروايته الحديث ولسعة علومه الفقهية".
وقال" يعتبر يوم السابع والعشرين من ذي الحجة من كل عام هو يوم زيارة سعيد بن جبير اذ يصادف هذا التاريخ يوم المجيء به مكبلا من البيت الحرام الى مدينة واسط القديمة بطلب من الوالي الاموي الحجاج بن يوسف الثقفي الذي اقدم على اعدامه لمعارضته الحكم الاموي ".
وكان يطلق على مدينة الحي تسمية واسط القديمة أو حي واسط .
وتابع " ان اول من شيد ضريح سعيد بن جبير ( كنعان اغا ) عام 1241 هـ وفي مطلع العشرينات من القرن الماضي تم تشيد ضريح سعيد بن جبير واستخدم الطين وجريد النخل في العمل"
وقال " من بين التسميات التي عرف بها مرقد سعيد ( ابو هدمه ) لتساقط الطين المستخدم في بنائه باستمرار أي انه كان ينهدم باستمرار".
وأردف " اكثر الناس الذين رمموا الضريح في ذلك الوقت المواطن ( لازم مطر ) احد ابناء مدينة الحي " .
وأشار الى أن الضريح كان يعرف بقبته الواسعة وقد شهدت الاعوام 1958 – 1965 عملية البناء الحديث واشرف على ذلك الحاج جاسم محمد عبد الرضا البناء حيث ارتبط ذكر الحاج جاسم واتسعت شهرته لقيامه بهذا العمل الذي اسهم الاهالي فيه من خلال جمع الاموال والتبرع لبناء الضريح .
وزاد " كانت مرحلة البناء تلك متكونة من القبة والسياج المحيط بهما والمرقد وبقي الضريح محافظا على شكله الذي صمم عليه نهاية سنة 1965 "
وقال أن الضريح تعرض عام 1989 الى التشويه وهدم جزء من معالمة في عملية قام النظام السابق لازالة أغلب الاضرحة والمراقد والمزارات في مختلف المدن العراقية ومنها واسط
وأوضح بأن الضريح ظل مهدما الى سنة 1996 وفيها تم بناء الضريح من جديد باموال تم جمعها من تبرعات المحسنين من مختلف مناطق العراق وقد اشرف الحاج جاسم محمد عبد الرضا البناء على اعادة بنائه من جديد .
وأضاف إن في هذه المرحلة تم بناء منارتين على شكل الطراز السابق الذي للضريح في الاعوام 1958 – 1965 ، .
وقال " تبلغ المساحة الكلية للضريح حالياً عشرة الاف متر مربع محاطة بسياج ارتفاعه من الخارج يبلغ 6 امتار ومن الداخل 5 امتار وله اربعة ابواب موزعة على جهاته الاربع " .
وتشكل دواخل السياج المقابلة للضريح ما يعرف بالاواوين المخصصة لجلوس الزوار وتبلغ مساحة الضريح المشيدة 90 متراً مربعاً وترتفع فوقه منارتان ارتفاع الواحدة منها 120 متراً تتوسطها قبة دائرية ارتفاعها 18 مترأً .
وتابع : " أسفل القبة يقع القبر الذي يحيط به قفص مشبك من الحديد والالمنيوم وترتفع فوق القفص المحيط بالقبر ثريتان من الحجم الكبير وهناك سبع ثريات اخرى من الحجم الصغير ويشغل القبرمساحة مربعة قياسها 4×4 متر وفي داخل الصحن يوجد مصلى للرجال واخر للنساء تبلغ مساحة الاول 320 متراً مربعاً وبارتفاع 5 أمتار والثاني مساحته 160 متراً مربعاً وبارتفاع 5 أمتار ايضا ".
وأكمل حديثه، "يوجد في احد جوانب المصلى الخاص بالرجال معرض كبير يضم مجموعة من الكتب تمثل نواة لمكتبة يسعى القائمون عليها الى توسيعها ورفدها بالكتب القيمة".