18 جمادى الأولى 1437 - 27/02/2016
واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالس عزاء سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها إحياءً للأيام الفاطمية الثانية.
مجلس اليوم الثاني انعقد صبيحة يوم الاثنين الثالث عشر من شهر جمادى الأولى 1437 هجرية، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة وقراءة زيارة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ وائل البديري مستمداً ثبحثه بالمناسبة من الحديث الشريف الوارد في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار نقلاً عن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير سورة القدر، قال: «إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى».
فنوه ابتداءً إلى أن جميع زيارات الأئمة سلام الله عليهم ابتدأت بالسلام إلا زيارة فاطمة سلام الله عليها، فقد ابتدأت مباشرة : «يا ممتحنة امتحنك الله..»، بل لا يوجد زيارة خاصة كاملة واردة عن المعصومين سلام الله عليهم للسيدة الزهراء عليها السلام، وما وجد هو من تأليف بعض العلماء اعتماداً على الروايات الشريفة المتحدِّثة حول فضلها، نعم كلمات الزيارة المعروفة: «يا ممتحنة امتحنك الله..»، قد وردت عن الإمام الباقر عليه السلام علَّمها لأحد أبناء عمومته.
ومن ثم بحث في الحديث الشريف مبيِّناً أوجه الشبه بين السيدة الزهراء عليها السلام وليلة القدر، ومن الأوجه التي ذكرها: إن الكتاب العزيز وصف ليلة القدر بالمباركة، وهي تعني الخير الذي يتضاعف ولا ينفذ، وكذا الزهراء عليها السلام فهي الكوثر الذي هو الخير الكثير.
وإنها خير من ألف شهر، فهي سيدة الليالي وكذا الزهراء سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين بل ورد انها خير ما خلق الله تعالى بعد رسوله الكريم صلوات الله عليه واله.
وليلة القدر ظرف زماني لنزول القرآن العظيم، والزهراء ظرف وعى القرآن العظيم وحفظه واستقر فيه مع أسراره الإلهية، كما وانه في ليلة القدر تتنزل الملائكة، وكذا الزهراء كانت تهبط عليها الملائكة بما فيهم جبرئيل عليه السلام وهذا النزول لا نزول تشريع فهذا من خصائص النبوة الا انه نزول تشرف واستئناس وتعلم من الزهراء عليها السلام، وكان جبرئيل عليه السلام يخبرها الكثير من الأمور فتخبر أمير المؤمنين عليه السلام وقد دون لها ذلك في مصحف عرف بمصحف فاطمة عليها السلام.
كذلك فإن ليلة القدر مجهولة زماناً تفصيلاً فلا يعرف الا انها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وكذا الزهراء مختلف في تاريخ ولادتها وشهادتها وموضع قبرها.
بعد ذلك تطرق الى تفاصيل شهادتها المؤلمة، والاعتداء الآثم والجريمة النكراء بحرق بيت النبوة والعصمة والطهارة وإسقاط جنينها سلام الله عليها.