- 23/02/2012
بقلم: د. ندى الجبوري
المراة العراقیة ھى نصف الثروة البشرية اذ ھى فائدة قومیة وبشرية فاذا كان نصف الثروة معطل فكیف نستطیع التنافس؟؟ ولا نستطیع تناول حقوق المراة السیاسیة دون الحديث عن التعلیم والواقع الحالى للمراة العراقیة لیلقى تساؤلات كثیرة حول مستقبلھا من حیث التعلیم والممارسة السیاسیة والحقوق الاساسیة اذا علمنا ان:-
20% من الاسر تعیلھا نساء
70% من الامیین ھن من النساء
75% من فقراء العالم ھن من النساء
ينبغى توجیه المراة للتعلیم بالدرجة الاولى قبل الحقوق السیاسیة ولا نستطیع ان نطالب بمساواتھا مع الرجل بدون ان تشاركه بالنصف بالعمل السیاسى.
الحاجة دفعت النساء الى مناخ ثقافة المجتمع المدنى وتتمیز ھذه العلاقات بانھا افقیة ولیست عمودية وبھذا يشجع وينمى قدرات المراة ويمكنھا للسعى للحصول على حقوق متساوية مع الرجل وحملات ايقاف العنف ضد المراة ومساعدة الفئات المحرومة والمھمشة وفى تحقیق العدالة وبث ثقافة الديمقراطیة وحقوق الانسان كان يفترض ان تنال المراة امتیازات وحقوق اكبر تحت مضلة المجتمع المدنى.
ان برنامج التمكین السیاسى للمراة خطوة ھامة لتعزيز مشاركة المراة فى العملیة الانتخابیة المقبلة وان منحت المراة الفرصة فى اداء دورھا الاجتماعى والسیاسى بالصورة الصحیحة فانھا ستساھم وبقدر كبیر وبشكل ايجابى فى صناعة وصیاغة الانسان والمجتمع صیاغة تبتعد كل البعد عن التشوھات الفكرية والطائفیة والعرقیة استقلالیة المراة واستحقاقھا الذاتى على اساس الكفاءات والقدرات والمؤھلات واعدادھا وتاھیلھا يبعدھا من الارتماء العشوائى لاحدى الكتل السیاسیة المطروحة على اساس حمايتھا من حمم الصراعات بین الكتل والاحزاب.
ان المشاركة الفعالة للمراة العراقیة فى العمل السیاسى مازالت منقوصة وھى لم تكن جديدة على العمل السیاسى حیث ان اول امراة عربیة استوزرت عالم 1958 السیدة نزيھة الدلیمى واول امراة عراقیة تخرجت من الكلیة الطبیة عام 1931. فلا احد متفضل على المراة العراقیة فى اعطائھا دور حالیا انھا الیوم تسعى ان تؤكد مشاركتھا الفعالة فى بناء المجتمع العراقى وتسعى للنھوض بالخطاب والتطبیق لكنھا تسیر بحقل الغام بمقدمته الاحتلال.
ان سلطة الخوف والتعسف والاضطھاد وھى السائدة الیوم بعد اكثر من عقدين من الحروب والحصار وجدت نفسھا مطالبة بالبدء من جديد ومحو سجل المرحلة الماضیة بايجابیاته وسلبیاته ومن تجربتنا بدات حاجة الاحزاب السیاسیة للعنصر النسائى فى دعم مطالبتھا بدور سیاسى فى المرحلة المقبلة وكانت اللائحة الانتخابیة تضم 25 % نساء ودخولنا فى العمل السیاسى لم يكن مستندا على ارضیة مھیئة وتعرضت المراة الى
الجريمة والقتل والخطف وكذلك ظل الوضع الاجتماعى للمراة متدھورا بظل الاحتلال والخوف والملیشیات والارھاب من ما ازداد من بطالة النساء وعدم تعلیمھن الان النساء فى مجلس النواب العراقى وكذلك اربعة وزيرات وسفیرات وفى كل مفاصل الدولة لكن ھذه التجربة شھدت ارتباكا وتشتت واضح بسبب التناقضات السیاسیة التى رافقت ھذه الفترة وكذلك تعدد الكیانات واختلاف المذاھب الذى اثر على وضع التشريعات، على سبیل المثال ان دورھا ومساھمتھا فى اتخاذ القرار السیاسى مازال لا يمثل الطموح اذ انھا تشارك بالحوار ولیس بصنع القرار السیاسى الذى يؤثر على حیاة الناس وعملیات التنمیة.
التوصیات والخطوات التى تحقق المساواة بین الرجل والمراة من الناحیة السیاسیة:
1.
دعم برامج المجتمع المدنى لاستحداث برامج سیاسیة ومناھج تحفیزية لتوعیة المراة سیاسیا.
2.
تدريب وتحفیز طالبات الجامعات على المشاركة السیاسیة.
3.
قیام الاعلام بفتح قضايا المراة بشكل اكبر.
4.
تشكیل لجنة نسوية من عضوات البرلمان او من خارج العملیة السیاسیة تعمل بمشروع وطنى متمیز بعید عن التخندقات الطائفیة.
5.
توفیر مناخ ملائم للمراة ودعمھا من قبل رؤساء الكتل والاحزاب والتیارات واعطاءھا الفرص المتكافئة بالحوارات وطرح الآراء.
6.
خلق مراكز دراسیة داخل الاحزاب تقدم احصاءات وبحوث تخص واقع المراة السیاسى وتحفیز مشاركتھا.
7.
استحداث ورشات عمل من قبل الدولة والتیارات السیاسیة فى مجال التمكین السیاسى للمراة وتطوير مستواھا ووعیھا الثقافى فى ھذا المجال.
8.
اقرار قانون رصین لمنظمات المجتمع المدنى وكذلك الاحزاب وايجاد الیة التمويل.
واخیرا ومن تجربتى ابتداء من دور المراة الطبیبة فى المجتمع الى المجتمع المدنى الى الدور فى العمل السیاسى والبرلمانى اسعى ان يتبرع كل من الحضور اسبوعیا حتى ولو لساعات تطوعا للعمل بالمجتمع المدنى الذى اقدسه وھو البودقة والحاضنة لكل شرائح النساء العراقییات وھن الان فى امس الحاجة للمشورة والتمكین والدعم.