b4b3b2b1
والمكان إذا تنفس | سقوط الدكتاتورية بوابة امل ام كابوس مرعب؟ | أبو ترجية تحت قبة البرغلمان | رجال في ضمير الامة سماحة آية الله الراحل السيد محمد رضا الشيرازي (طاب ثراه) | التطرف الديني في العراق: الاسباب والمعالجات | الأحزاب السياسية مصدر للديمقراطية | التجربة الحزبية العراقية الحالية بين الواقع والطموح | كربلاء وفلسفة الشهادة | الدور الوهابي بين سوريا والبحرين | المطابخ السياسية... وقبة البرلمان | الامام الشيرازي انسكلوبيديا كربلائية | (الزركة).. هذه المرة في الجنوب |

مكافحة التعليم في العراق

 

16 ربيع الأول 1429 - 24/03/2008

انزاح كابوس الدكتاتورية عن عراق الحضارات والثقافة فتنفس الشعب الصعداء ظنا منه أن اللحاق بالمجتمعات التي تخلفنا لقرون عنها بات قاب قوسين أو أدنى (شبر وأربع إصابع).

فالكلام حول الشفافية والتطور والإنفتاح والرقي والتواصل ذو البعد الحضاري المنبعث من عمق الحضاروية العراقية وفق منظوريات سياسينا(كلام الديمقراطيون الجدد ذوي الشهادات المتعددة) جعل المواطن العادي يتصور الماجستير أو الدكتاتوارء (زلاطة) قاط ورباط أحمر مع كلام مليء بمصطلحات غير معرفة حتى في مختار الصحاح.

كما إن رؤية عشرات المدارس وهي تصبغ وتجهز برحلات جديدة وتوضع فيها أجهزة تبريد كان عنصر مباغتة حذق جدا، إذ أن الكثيرين استوعبوا كم التدريس الهائل من أول محاضرة في بداية العام الدراسي الجديد بعد بخة تبريد في يوم حارد مفعم بالرطوبة العالية التي يتمتع بها جونا الرائع.

كما إن المناهج الدراسية العزيزة لم تتعبهم جدا فتم حذف أول صفحتين كانتا تحملان بصمة النظام السابق وبعدها تغيرت السنة من 2004الى 1427هــ منجز رائع إذ أكتشفوا بعد دراسة مفرطة أن التأريخ الميلادي الذي كان يتصدر الغلاف قد أربك الطلبة لعقود من الزمن الغابر فآلوا على أنفسهم الإ أن يرفعوا عن كاهل الطلبة الأعزاء هذا العنصر المربك.

أما التصنيف المجحف للمدراس من قبل النظام المقبور حيث أسست مدراس نموذجية (فول أوتوماتيك) وأخرى بدون مواصفات (أبو النعلجة) فقد أثار حفيظة (بيبي كير) كبار المسؤلين في مجال التعليم (نصفهم من النظام السابق ومن قياديي الحزب الفاشي) لدرجة أنهم نددوا بالقرار وقدموا البديل وهو التساوي التام أو الموت الزوئام.

فتأسست مدارس التساوي فكانت بحق نموذج يحتذى به (من باب حذى حذوه) ذات الطوابق المتعددة والصبورات الحديثة والرحلات المستوردة من أرقى المناشئ والتبريد كماوضعت سيارة إسعاف وسيارة شرطة ومحولة كهرباء جيدة للمدارس كافة عدا التي تضم أبناء المسؤولين تحقيقا للعدالة المفقوده.

فصار أبن الفقير المعدم يجلس الى جانب ابن الثري وابن والمسؤول الكبير يشاركه احلامه وآماله وتطلعاته والمكان النظيف والهواءالبارد القادم من اعماق المكيف ومتساوون في الدراسة والتدريس والمعاملة التزاما منهم بمباديء حقوق الانسان ومتطلبات الديمقراطية الجديدة التي انعم بها علينا ابناءها الجدد, واحتراما لقول الإمام علي (عليه السلام) الناس صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

فكانت هذه الخطوات البداية الجادة نحو مكافحة التعليم الممصلح في عراقنا الجديد من أجل بناء جيل متعلم يتحمل حجم المسؤولية الملقى على عاتقه لانه في المقابل لايدفع شيئا فالتعليم أولاً وأخرا مجاني.