b4b3b2b1
الباحث زميزم: كربلاء هي مركز الإشعاع الفكري والتأريخي لشاعرية المراسيم الحسينية | الدكتور محمد التيجاني في حوار صريح: النظام البحريني عنجهي وبربري والشيعة ليست ايران ولكنها علي بن ابي طالب | سماحة السيد الفالي: لنعمل من اجل المحافظة على المنبر الحسيني الشريف | الحاج عبد الأمير الأموي: لا توجد زعامة في القضية الحسينية لأن راية مقابل راية لا يمكن أن ترتفع | الحلواجي: في المعتقل كانت الأجواء مهيأة للدعاء أكثر من سواها حيث كانت الأجواء روحانية | السيد علوي: نستمد الصوت العذب والشجي من أساس المنهل العذب للنهضة الحسينية | الكاظمي:تتنوع أنشطة وفعاليات مؤسسة الإمام الجواد (عليه السلام) وتستمر طوال العام | الشاعر مهدي جناح: أرى الحسين هو الثورة وهو الأبعاد السياسية للثورة الإنسانية | مفكرة مصرية: السلفيون هم الخوارج والسعودية تلعب اسوء ادوارها في المنطقة وصمت الجامعة العربية تجاه البحرين بسببها | الشيخ كمال معاش: رسالة التَشيع مسؤولية كبيرة وقضية عظيمة | الحاج رياض السلمان يتحدث عن الاستعدادات الخاصة بزيارة الاربعين لهذا العام | الرادود حسين الأكرف يشارك في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين |

الإسلام والمرأة في الغرب.. حوار مع المستبصرة الهولندية (إنا سخات)

 

29 ربيع الأول 1433 - 22/02/2012

إن المشاعر التي تنتابني عند زيارة الإمام الحسين عجيبة، وأني فرحة لزيارة مدينة كربلاء، ومن هذه المدينة أوجه دعوة للجميع لزيارة الإمام أبي الأحرار، وأتمنى أن تتكرر زياتي في وقت لاحق، وقد تعلمت الكثير عن الإمام الحسين من خلال مشاركتي المسلمين في حياتهم، ومن خلال قراءتي للكتب، وما كان يعتورني من اشتياق لمدينة الحسين (عليه السلام) وما عرفته عند زياتي لكربلاء أن الإمام الحسين عليه السلام وجد للبشرية عامة دون تميز، هذا ما قالته المهتدية إلى الإسلام (إنا سخات) وهي هولندية الجنسية، تسكن في المملكة المتحدة البريطانية، كانت مسيحية الديانة تحولت إلى الإسلام منذ عشر سنوات، ومتزوجة من عراقي ومن سكنة كربلاء، ولديها أربعة أطفال، وأثناء لقاء الأحرار معها سنعرض عليك عزيزي القارئ بعض المحاور التي تناولها هذا اللقاء وكما يلي:

الأحرار: لقد أكد الإسلام على التنمية الاجتماعية، والمرأة تمثل دوراً وعنصراً مهماً فيها، ما الفرق في هذا المجال بين الإسلام والغرب في تعاملهم مع المرأة؟

* أعتقد إن الإسلام قد وفر حماية للمرأة، ومن خلال هذه الحماية تستطيع المرأة المسلمة أن تنمو وتطور نفسها، ومن خلال المعرفة والاطلاع تستطيع أن تكون عنصراً فاعلا في المجتمع ، وتستطيع أن تكون زوجة وأماً وأختاً، وأخيرا وليس آخرا تستطيع أن تكون فاعلة في المجتمع ومربية للأجيال.

الأحرار: ما هو تقييمك لدور المرأة المسلمة في الغرب، في صناعة جيل يحمل القيم الإنسانية والتربوية؟

* لقد نشأت في الغرب كفرد أوربي وفي مجتمع غربي، ولم أنشأ في مجتمع تعود على القيم والمبادئ الإسلامية، وهذا كان معوقاً كبيراً جداً في تربية أولادي، في حين كان اهتمامي الأكبر في تنشئتهم تنشأة إسلامية بعيدة عن القيم والعادات الأوربية، التي لا تمت الإسلام بصلة، وكان هذا بمساعدة زوجي الذي ساندني وآزرني، وهناك جانبان مهمان، الأول هو الجانب السهل، إذ نقول للأطفال نحن نعيش في مجتمع غربي، وهو ليس قريب لعاداتنا الإسلامية، أما الجانب الآخر وهو صعب جداً أن نبعدهم عن مشاهدة ممارسات غير مقبولة وغير أخلاقية تمارس من قبل بعض المسلمين وهو أمر يصعب تقبله.

الأحرار: ما هي الصعوبات التي تواجه المرأة المسلمة في الغرب، من ناحية الطقوس ومن ناحية التربية؟

* إن النساء الغربيات اللواتي اخترن الإسلام طريقاً لهن، وهن في عمر متقدم في الغالب لا يتقبل المجتمع منهن ذلك، ولا يؤيد استمرار العلاقة معها، ولكن بالنسبة لي، فقد كان زوجي مساعدا لي في كل المراحل، وساعدني في أن أحتفظ بعلاقتي العائلية، ولكن هناك ممن لا تجد من يساندها ويقف معها في المجتمع، وللأسف نجد أغلب المهتدين وحدهم في وسط الطريق دون مساعدة، مما يدعوها للعودة للخلف والتراجع عن الإسلام.

الأحرار: هل حاولت أن تناقشين عددا من الأصدقاء والأقارب لغرض كسبهم للإسلام؟

* في البدء لم أحاول أن أفتح نقاشا مع أحد حول الإسلام، لأنه كان يجب علينا أن نتعود على بعضنا البعض، وأن نتعود على الدين الإسلامي، لأنه كان اختيارنا الشخصي، وقد كان يسيطر علينا حزن شديد؛ لأني افتقدت عائلتي، حيث كانوا قلقين عليّ بسبب اعتناقي الدين الإسلامي، وقد سبب هذا الأمر بعض البعد بيني وبين أهلي، ولكني الآن مطمئنة؛ لأنهم متواصلون معنا بشكل مستمر، وأن مسألة ارتدائي الحجاب، كان أمراً مؤسفاً للغربيين، وقد أوضحت لهم أمراً أن في الحجاب الحرية وإن لم أرتد الحجاب فلن أحصل على سعادتي وحريتي، أتمنى أن يفهم المجتمع الغربي هذا الشعور، وأن يتقبل المسلمات والمحجبات بدون تميز.

الأحرار: ما حجم المعاناة التي واجهتك في المجتمع بعد ارتدائك الحجاب، وكيف كانت نظرة المجتمع إليك؟

* لم يكن المجتمع مهماً لي في ذلك الوقت، وما كان يهمني هو أن أتمسك بديني وعائلتي، لذلك توجب علي أن أكون قوية، وأن أواجه أهلي والمجتمع، وأن أتحمل مسؤولية أي قرار أتخذه، ولا يستطيع المهتدون أن يلبوا طموح جميع الناس، وأن المجتمع بطبيعته ينتقد بعض التصرفات المشينة التي تصدر من المسلمين على وجه الخصوص.

الأحرار: هل من معاناة تذكر وانت تمارسين طقوسك الدينية، وهل هناك من لقاءات قمت بها مع المسلمين؟

* أن علاقتي مع المهتدين كانت في البدء قليلة جداً عندما كنت أسكن في هولندا، وبعدها قررنا الرحيل إلى المملكة المتحدة، لأن الجالية الإسلامية كبيرة فيها، وأنا الآن أدرس في الحوزة و باللغة الانكليزية، كما يقدمون لنا دروسا في اللغة العربية، لذا أرى من المهم جداً أن يفهم المرء اللغة العربية وضرورة تعلمها، وأنا بصدد إكمال الدراسة فيها لأحصد ثمار ما جاهدت من أجله، وهو تعلم القرآن الكريم وحفظه وتفسيره، ومن أجل مساعدة المهتديات الأخريات للإسلام، نقوم نحن بزيارات عدة للمساجد الأخرى، لكي يكون أولادنا على علم بمعتقدات ديننا، وأن بعض المسلمين مترددون معنا بعض الشيء؛ لأننا متحولين للإسلام، وأنا أقول لهم أننا نشارككم الأمور العبادية ذاتها، وربنا هو رب واحد، ونبينا وأمامنا واحد، ونحن لا نختلف عنكم بشيء.

الأحرار: ما هو رأيك بالإسلام، وبالحقوق والواجبات التي أعطاها للمرأة؟

* إن الله سبحانه وتعالى، خلقنا وهو اعرف بحاجاتنا ومصيرنا، وإذا اتبع الإنسان أوامر الله فأنه سوف يقبل أعماله كاملة، لأن الله يحب البشر والمسلمين، وأن مسألة الحقوق والحريات، قد كفلها الله للإنسان لأنه أفضل ما خلق على وجه الأرض.

الأحرار: ما هو تقيمك للشعائر الحسينية التي تقام في الغرب، وبالتحديد في هولندا والمملكة المتحدة.

* إنها طقوس روحانية وإذا صح التعبير أقول أنها احتفال جميل بحق الحسين عليه السلام، سواء كان في الأفراح أو الأتراح وهي شعائر جميلة، ولكن أقول أن الجالية المسلمة قليلة جداً في هولندا عكس ما هو موجود في المملكة المتحدة، وأعتقد أن الذي يستطيع أن يبكي الإمام الحسين في قلبه أو بجوارحه، سواء أكان في دار العبادة أو في بيته أو أي مكان آخر، فهو يستطيع أن يشعر بما قدمه الإمام الحسين عليه السلام للبشرية جمعاء من قيم ومبادئ هي تستحق أن نقدم لها الغالي والنفيس.

حوار/ صفاء السعدي