30 شوال 1432 - 29/09/2011
يقع مرقد السيد شاه ابراهيم في الناحية الشرقية من مدينة قم المقدسة، وعلى مبعدة مئة وخمسين متراً من المرقد المنسوب لعلي بن جعفر سلام الله عليهما، ويعتبر هذا المرقد الشريف من الآثار التاريخية العظيمة المشيّدة طبقاً لفن القرن الثامن الهجري.
جاء في كتب (تاريخ مذهبي قم، ص27): قرب بقعة علي بن جعفر سلام الله عليه، وفي أواسط أحد البساتين، هناك ثلاث بقع، وفي مقابلها هناك بقعة أخرى باسم ابن الإمام؛ ابراهيم، وهي من حيث البناء والتزيين من جملة الأبنية التاريخية النفسية، ذلك لأن طريق قم إلى كاشان كام يمر عبر هذا البستان، وكان الزوار والمسافرون يرونه بشكل واضح، ولذلك البقعة والقبة الخضراء والقبّتين من حوله بمقبرة الشيوخ وعلي بن جعفر والسيد ابراهيم، من قبل السياح والزوار.
يعود نسب السيد ابراهيم إلى السيد أحمد المعروف بـ (شاه جراغ) والمدفون بشيراز جنوب إيران.
قال صاحب كتاب (تاريخ قم ص119): كانت شجرة هذا السيد الجليل مكتوبة بالجص وبخط الثلث عند مدخل المرقد، وهي: "قد أمرتُ... بعمارة هذه الروضة الرفيعة والمرقد.. المنيعة، المشهد المنوّر المقدس المعطر للإمام المعصوم الطاهر... أبي القاسم ابراهيم بن أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن الإمام المفترض الطاعة أسد الله الغالب أبي الحسن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين و...."
بينما ورد في كتاب (أنوار المشعشعين ج1، ص224) أن المدفون في البقعة المذكورة هو ابراهيم بن الحسن بن الحسين بن الحسن الأفطس بن علي بن الإمام زين العابدين.
والاختلاف واضح بين هذا الرأي وبين ما هو مكتوب عند المرقد الشريف، وقد كتب ذلك في سنة (805هـ) حيث تاريخ بناء المرقد الشريف، إذ لم يكن له رواق أو بيوتات كما هو المعهود في بناء المراقد المشرفة، ولكن بعض الآثار والمخطوطات تشير إلى أن سنة بنائه كانت (721هـ)، كما تعود أعمال صيانته وتزيينه بالكاشي إلى عام (1270هـ) لاسيما وأن اسم المسؤول الفنان عن ذلك يشاهد وبتاريخ محاذٍ في بناء مرقد علي بن جعفر القريب.
أما بناء القبة المباركة والضريح الشريف فيعود إلى سنة (805هـ)، وقد جددت قبل حوالي خمس وعشرين سنة. وهي هرمية الشكل، وزينها من الأعلى اسم الجلالة ثم اسم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله واسم امير المؤمنين سلام الله عليه، ويعلو القبة عنق بارتفاع مترين.
وفي مدخل البقعة المباركة الأصلي صحن مزين بالأحجار الفاخرة الاسطوانية الشكل كتب عليها بالخط الفارسي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي، حضرت شاهزاده ابراهيم بن شاهزاده أحمد بن حضرت موسى بن جعفر سلام الله عليهم.
وفي مقابل هذا الإيوان هناك مسجد باسم مسلم بن عقيل سلام الله عليما، وهو مما بني بعد الثورة الإسلامية، وقد أضريت على البقعة المباركة تعديلات جديدة، ومن ضمنها بناء ضريح من الألمنيوم وتوسعة الصحن وبناء جدار محيط بكل البقعة الطاهرة.