25 ذي الحجة 1428 - 05/01/2008
هو الشيخ الفقيه المتكلم الامين ابو جعفر الرابع عماد الدين محمد بن علي بن محمد الطوسى المشهدي. المشتهر بالعماد الطوسي المشهدي والمكنى عند فقهائنا الاجلاء بابن حمزة صاحب (الوسيلة والواسطة) من المتون الفقهية المشهورة الباقية الى هذا الزمان والمشار الى فتاويه وخلافاته النادرة في كتب علمائنا الاعيان ذكره الشيخ الفاضل الفقيه المتبحر حسن بن علي بن محمد الطبرسي في باب الحسن على سبيل التفضيل في كتابيه (مناقب الطاهرين) و(الكامل البهائي) بعنوان الشيخ الإمام العلامة الفقيه ناصر الشريعة حجة الاسلام عما د الدين ابو جعفر محمد بن علي بن محمد الطوسي المشهدي ونسب اليه كتاب (الثاقب في المناقب) ويحتمل انه كان في طبقة تلاميذ شيخ الطائفة، او تلاميذ ولده الشيخ ابي علي.
وقد ذكره الشيخ منتجب الدين القمي فيما نقله صاحب (الامل) عن كتابه (الفهرست) لعلمائنا المتأخرين عن الشيخ بعنوان الشيخ الإمام عماد الدين ابو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي مع قوله على اثر ماذكر فقيه عالم واعظ له تصانيف منها: (الوسيلة الواسطة) كتاب (الرايع في الشرايع) وإما لفظة حمزة الموجود في مواضع ترجمة هذا الجناب فالظاهر ان المسمى بها قد كان من جملة اجداده العالية التي قد يسند اليها تمام سلسلة الرجل وعليه فلا يبعد ان يكون من هذه السلسلة العلية ايضاً الشيخ نصير الملة والدين علي بن حمزة بن الحسن الطوسي الذى ذكره في (الامل) بهذا العنوان وقال في صفته: فاضل جليل له مصنفات يرويها على بن يحيى الحناط.
ولا يبعد ايضاً كون الشيخ نصير الدين ابو طالب عبد الله بن حمزة الطوسي المشهدي صاحب التصنيفات والتأليفات والدرجات المنيفات من اجداد المصنف ايضاً. قال صاحب رياض العلماء: سيجيء ترجمة الشيخ الاجل الفقيه عماد الدين ابي جعفر محمد بن علي بن حمزة بن محمد بن علي الطوسي المشهدي المشهور بابن حمزة والمعروف بأبي جعفر الثاني وتارة بأبي جعفر المتأخر صاحب كتاب الوسيلة في الفقه، فلا يبعد كون نصير الدين علي هذا والد ابن حمزة المشار اليه.
مصنفاته
اولاً: الوسيلة الى نيل الفضيلة: ونذكر هنا النسخ الخطية - التي تيسر لنا معرفتها - لهذا الكتاب و اماكن تواجدها: حسب ما نقله محقق كتاب الوسيلة الى نيل الفضيلة العلامة المفضال الشيخ محمد الحسون - دام توفيقه -
1) نسخة من المكتبة المركزية بجامعة طهران، كتبها حسين بن علي بن سعيد في دمشق سنة 631هـ مذكورة في فهرسها: ج5 ص2101 تحت رقم 0700
2) نسخة من المكتبة العامة للسيد المرعشي النجفي
(دام ظله الوارف)، تاريخ كتابتها سنة 894هـ مذكورة في فهرسها: ج1 ص336 رقم 0291
3) وفيها ايضاً نسخة كتب بتاريخ 1247هـ مذكورة في فهرسها: ج2 ص209 ضمن المجموعة وقم 02219
4) نسخة في دار الكتب الوطنية في طهران، كتب في القرن العاشر، مذكورة في فهرسها: ج10 ص336 تحت رقم 01799
5) نسخة في مكتبة مجلس الشيوخ الايراني (سنا) في طهران، كتبت سنة 1101هـ مذكورة في فهرسها: ج1 ص64 وعنها فلم في جامعة طهران، مذكور في فهرس افلام الجامعة: ج2ص0133
6) نسخة في مكتبة الإمام امير المؤمنين في النجف الاشرف تاريخها سنة 1033هـ
7) نسخة في مكتبة مدرسة نواب صفوي في مشهد المقدسة.
ثانياً: الواسطة: قال الطهراني في الذريعة: الواسطة من اجل المتون الفقهية المعول عليها كأخته الوسيلة.
ثالثاً: الرائع في الشرايع: كتاب فقهي، ذكره منتجب الدين في الفهرس والطهراني في الذريعة
رابعاً: الثاقب في المناقب: وهو كتاب ظريف في بابه، ممتاز بين نظائره وأترابه، جامع لفضائل جمة ومعجزات كثيرة غريبة للنبي وفاطمة والأئمة عليهم سلام الله. نسبه الى ابن حمزة الحسن بن علي بن محمد الطبرسي في كتابيه: مناقب الطاهرين والكامل البهائي ثم ذكر اكثر احاديثه في المعجزات الغريبة والآيات لأهل بيت العصمة (عليهم السلام) بعد الترجمة له بالفارسية. قاله الخوانساري في الروضات, ثم قال: انه لم يكن عند المحمدين الثلاثة المتأخرين فلم ينقل شيء منه في الوافي والوسائل والبحار، ثم نقل عنه ثلاث معجزات: احداها: قصة ابي الصمصام الصحابي والنوق الثمانين، رواها عن شيخه ابي جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني مجاور المشهد الرضوي. ثانيتها: قصة ابي عبد الله المحدث الذي أعماه أمير المؤمنين (عليه السلام). ثالثها: قصة أنور شروان المبروص المجوسي الاصفهاني من خواص خوارز مشاه، الذي زال برصه بمجرد التوسل الى قبر ثامن الائمة (عليهم السلام) وقد شاهده المؤلف وقال: ورآه خلق كثير من أهل خراسان ثم أنه أسلم وحسن اسلامه وعمل شبه صندوق من الفضة للقبر وذكره منتجب الدين في الفهرست بأسم (المعجزات). وكذلك الطهراني في الطبقات ثم قال: ان كتاب المعجزات اسمه (ثاقب المناقب) فرغ من تأليفه سنة 560هـ. وقال في الذريعة: ثاقب المناقب في المعجزات الباهرات للنبي والأئمة المعصومين الهداة صلوات الله عليهم اجمعين للشيخ عماد الدين ابي جعفر محمد ابن علي بن حمزة المشهدي الطوسي المعروف بابن حمزة صاحب الوسيلة والواسطة والمعبر عنه ابي جعفر الثاني وأبي جعفر المتأخر لتأخره عن الشيخ ابي جعفر الطوسي المشارك له في الاسم والكنية والنسبة. وجهل مؤلفه الافندي في الرياض حيث ذكره في فصل: (في ذكر اسامي كتب الإمامية التي لم نعلم أسامي مؤلفيها أو ظن عدم تعينهم) قائلاً: ومنها كتاب (الثاقب في المناقب) وعندنا منه نسخة وهو من احسن كتب المناقب وأخصرها، ولم أعلم مؤلفه ولكن كان عصره قريباً من عصر الشيخ الطوسي رحمه الله، فأنه في هذا الكتاب قد يروي عن شيخه ابي جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني بمشهد الرضا (عليه السلام). وعلى هذا لا يبعد ان يكون هذا الكتاب لابن شهر اشوب لأنه ممن يروي عنه، او هو لواحد من العلماء معاصري ابن شهر اشوب كالشيخ منتجب الدين ونحوه، وبالبال هو لبعض تلامذة محمد بن الحسن الشوهاني المعروف. وتوجد منه عدة نسخ خطية نذكر ما تيسر لنا معرفتها:
1) نسخة مكتبة اية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (دام ظله)، مذكورة في فهرسها: ج8 ص27، كتبها الشيخ علي زاهد القمي، تقع في 272 ورقة.
2) نسخة مكتبة (ملك) في طهران مذكورة في فهرسها: ج1 ص، كتبها محمد بن قسط في القرن الثاني عشر من الهجري، تقع في 244ورقة
3) نسخة في مكتبة مسجد كوهر شاد في مشهد الامان الرضا (عليه السلام).
خامساً: كتاب في قضاء الصلاة: قال الخوانساري في الروضات: قال السيد رضي الدين بن طاووس الحسيني (رضي الله عنه) فيما نقل عن كتابه الموسوم (غياث سلطان الورى) في مسألة قضاء الصلاة عن الاموات: وقد حكى ابن حمزة في كتابه في قضاء الصلاة عن الشيخ ابي جعفر محمد بن الحسين الشوهاني انه كان يجوز الاستئجار عن الميت، وفيه من الدلالة على ان له كتاباً في قضاء الصلاة.
سادساً: مسائل في الفقه: حيث عده منتجب الدين من مؤلفات ابن حمزة. وقال الخوانساري: ان له رسائل وكتب أخرى في الفقه وغيرها.
تلامذته والراوون عنه
يروي عنه السيد عبد الحميد بن فخار، كما ورد في بحار الانوار في اجازة المحقق الكركي للقاضي صفي الدين، حيث ذكر ابن حمزة وقال: رويت جميع مصنفاته ومروياته بالاسانيد الكثيرة والطرق المتعددة فمنها الطرق المتعددة الى الشيخ السيد السعيد جمال الدين احمد بن فهد، عن السيد العالم النسابة الحسيني، عن والده السيد عبد الحميد، عن ابن حمزة. وفي الروضات: واما الرواية عنه ¬- ابن حمزة - فهي للسيد عبد الحميد بن فخار الموسوي، فيكون الرجل نفسه في درجة الفخار نفسه، وهو من تلامذة ابن ادريس الحلي. وعبد الحميد بن فخار: هو السيد النسابة، وزين مسند النقابة، جلال الدين عبد الحميد بن السيد شمس الدين شرف الاشراف ابي علي فخار بن معد بن فخار بن احمد العلوي الحسيني الموسوي الحائري الحلي، من اجلة علمائنا وافاخمهم. هكذا ذكره الافندي في الرياض. وقال العاملي في امل الامل: السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي كان فاضلاً محدثاً رواية، يروي عن تلامذة ابن شهر اشوب، له كتاب ينقل منه الحسن بن سليمان بن خالد الحلي في مختصر البصائر.
اطراء العلماء له:
قال منتجب الدين في الفهرست: الشيخ الإمام عماد الدين ابو جعفر محمد ابن علي بن حمزة الطوسي المشهدي، فقيه عالم واعظ، له تصانيف. وقال يحيى بن سعيد الهذلي في كتابه الموسوم (نزهة الناظر في الجمع بين الاشباه والنظائر): قال شيخنا السعيد ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه: عبادات الشرع خمس..., وقال الشيخ ابو جعفر محمد بن علي الطوسي المتأخر رضي الله عنه في الوسيلة: عبادات الشرع عشرة..., وقال الشيخ ابو يعلي سلار: العبادات ستة..., وقال الشيخ ابو الصلاح: العبادات عشرة... وعلق الخوانساري في الروضات على هذا قائلاً: من هذه العبارة يعلم تقدم منزلة الرجل - ابن حمزة - على منزلة مثل سلار وابي الصلاح اللذان كانا من كبار فقهاء زمن شيخنا الطوسي رحمه الله. وقال الشيخ الفاضل حسن بن علي بن محمد الطبرسي في كتابيه: مناقب الطاهرين والكامل البهائي: الشيخ الإمام، العلامة الفقيه، ناصر الشريعة، حجة الاسلام عماد الدين ابو جعفر محمد بن علي بن محمد الطوسي المشهدي. ونسب اليه كتاب الثاقب في المناقب. وقال الخوانساري في الروضات: ذكره المحدث النيسابوري في كتاب رجاله بعنوان محمد بن علي بن حمزة: الإمام جمال الدين ابو جعفر الطوسي المشهدي, وقال في صفة حاله: شيخ, امام فقيه, واعظ, عالم, له تصانيف منها كتاب الوسلة و...
وقال الشيخ عباس القمي: ابن حمزة الطوسي ابو جعفر محمد بن علي فقيه عالم واعظ فاضل شيخ. وفي الطبقات قال الطهراني: محمد بن علي بن حمزة الطوسي, الشيخ الإمام عماد الدين, المعروف بابن حمزة الثاني، وبابن حمزة الطوسي المشهدي، فقيه عالم واعظ، له تصانيف. وقال الحر العاملي في امل الامل: الشيخ الإمام عماد الدين ابو جعفر محمد ابن علي بن حمزة الطوسي المشهدي، فقيه عالم واعظ، له تصانيف منها: الوسيلة والواسطة. وقد وصفه جمع كثير من العلماء والمؤرخون وأصحاب السير: بأنه فقيه عالم، واعظ، له تصانيف.
وفاته ومدفنه
الرواية قال الخوانساري في الروضات: هذا واني مع ماظهر مني من التحقيق في حق هذا الرجل بما لا مزيد عليه لم أعرف الى الان تاريخ مولده ووفاته, ولاغير ماذكر من مصنفاته ومؤلفاته غير مازبر من مآثره ومستطرفاته.
وقال الطهراني في ذريعته عند ذكر
(الرائع في الشرائع) و (ثاقب المناقب) توفي في كربلاء ودفن خارج باب النجف في البقعة التي يزار فيها. وفي تأسيس الشعبة لعلوم الشريعة قال السيد الصدر: لا أعرف تاريخ وفاته، غير انه توفي في كربلاء، ودفن في بستان خارج البلد، وقبره اليوم معروف خارج باب النجف، رضي الله تعالى عنه اقول: مرقده اليوم معروف مشهور يقع في محلة العباسية (باب طويريج) احد محلات كربلاء ومن هذا يعلم أن وفاته مجهولة ايضاً، إلا ان قبره معروف تزوره الخاصة والعامة، يقصدونه في طلب الحوائج فسلام الله عليك يابن حمزة, يامن جهلت ولادته ونشأته ووفاته، إلا انه بقي حياً بمؤلفاته ومصنفاته وآرائه الفقهية، التي لازال العلماء يذكرونها ويتداولونها ويعنون بها.
وَهَمْ
قال الشيخ حرز الدين:- ومن الغريب في امر هذا المزار هو مااشتهر بين المؤرخين من ان هذا المزار هو للعلامة عماد الدين الطوسي الشهير بأبن حمزة، وبين ما هو معروف بين الناس في زماننا هذا - انه يعود الى عبيد الله بن الحمزة بن القاسم بن علي بن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن الإمام علي (رضي الله عنه)، ثم افاد ان ذلك جاء في لوحة الزيارة الموضوعة على القبر بالرغم من ان علماء النسب والنسابين أجمعوا على ان حمزة المكنى بأبي يعلى المدفون قرب الحلة والمنسوب هذا المزار الى ابنه لم يعقب هـ. قلت: وقفت على قبره وزرته في يوم الاضحى سنة 1386هـ الموافق 22 / اذار / 1967م، وكانت لوحة الزيارة المعلقة على قبره هكذا نصها بالحرف: (علي بن الحمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي بن ابي طالب (رضي الله عنه)) وهو الذي قاله النجاشي في رجاله، وعليه شيخنا المؤلف لاكما ادعي في كتاب مدينة الحسين من نقش لوحة الزيارة بأنه ابن ابي يعلى ولم يعقب وإنما هو جد الحمزة أبى يعلى.
وكان على قبره شباك حديد كتب عليه بحروف منه (وقف زهرة مرتضى الكسائي), ابعاده الثلاثة في ثلاثة امتار, داخله دكة رسم قبره، عليها بردة خضراء, الى جانبه رواق, وكتب ايضاً في لوح زيارته بيتين من الشعر للشيخ مرتضى الكيشوان هما:
يا أبا الحرب علـي وابـن من***دار في الحرب رحاها حيدر
جدك العباس ليث في الوغى***وابـوك حمـزة قد كان يزهـر
نقول ما ذكره الشيخ محمد حرز الدين ج1 ص57 وَهْمٌ وان المرقد هو لعماد الدين الطوسي المشهدي بإجماع المؤرخين وأرباب النسب وان الزيارة المكتوبة والموضوعة على قبره غير صحيحة ولا يمكن الوثوق اليها لان اغلب العلماء ممن ترجم حياة الشيخ الطوسي نص على دفنه في هذا المكان.
وصف المرقد حاليا
قيل ان المرقد شيد سنة 1330هـ (1912م). المرقد عبارة عن بناء مستطيل الشكل طوله 7.58م وعرضه6.60م تعلوه قبة يبلغ قطرها حوالي مترين وارتفاعها عن سطح البناء متران أيضأ، كسيت من الخارج باللون الاخضر. وتتقدم مبنى المرقد طارمة (إيوان صغير) مسقفة مستطيلة الشكل طولها 9.25م وعرضها 3.50م، وتعلو واجهتها كتابات من الآيات القرآنية الكريمة باللون الابيض على أرضية زرقاء من البلاط القاشاني. ويحيط بالبناء صحن (الفناء المكشوف)، أضلاعه غير منتظمة، وبجانبه دار واسعة تابعة للمرقد.