b4b3b2b1
معاوية بن أبي سفيان يقترح المصالحة الوطنية لبناء مرقد العسكريين | وشاء الباري تعالى ان ينجوا الامام السجاد | القرآن.. كتابُ الحياة الأوّل | الإمام الحسن المجتبى وجدل القيادة | لماذا اختار الحسين عليه السلام، الكوفة مقصدا | فقيد آل الشيرازي في سطور | الانتظار..جهادا | حرائق الفساد الإداري.. قد تمطر في أي مكان! | الدور الوهابي بين سوريا والبحرين | الأمة الإسلامية في عصر إمامة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) | على شاطئ الكوثر | السيدة سكينة.. الشاهدة على مأساة الطف الخالدة |

وفاء شعب أصيل لعائلة أصيلة

 

4 جمادى الآخرة 1429 - 08/06/2008

قف بكربلاء... وامسح دمعة العين... قف بكربلاء وتأمل وجيف القلوب.... قف بكربلاء وانظر للوفاء... قف بكربلاء وتأمل ذلك الحزن... تلك الهتافات الكبيرة التي هزت الكون بأسره... تلك الهتافات التي تهادت من قلوب المحبين وحناجر المثكولين برحيل الراهب القديس... رحيل ذلك الأمل المرتجى... ذلك الوجه الذي يذكر بتلك الوجوه التي عفرتها تربة كربلاء... اين الحسين واين الخيول ؟ واين الحنين واين البكاء ؟.

تماشت.. تمايلت تلك النسمة العلوية الطاهرة بين الاكف..حالما تنفست هوى العراق.. وتسألوني عن العراق... تلك ارض سماءها صافية وماؤها سلسبيل... تعانقت الروح مع النخيل.. فتلك قامة وهذه قامة...وهاهنا بلاد الرجال... فلاتفرح الارواح السعيدة الا في بلاد الرجال... هنا علي وهنا الحسين وهنا عباسنا الكبير... هنا العسكريين وهنا الكاظميين... وهنا مازالت الافاق تستنهض ثورة العشرين... هنا ماهنا ؟ هنا كربلاء هنا مهبط المحبين والزائرين... عيون ترنو اليك ايها الحدود ففيك تتهادى نحو صوبنا...جنازة الاقربين... اهل بيت اراد الله ان يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا.... واهتزت ذرات التراب كل منها تقول دعيني اضمه دعيني اقبله... شرف لايدانيه شرف... وانطلق موكب السائرين نحو الحسين.... خرجت جموع لم تلتقي بتلك الرياح العذبة الباردة في ليل قائظ... خرجت بقلوب تهفو لذلك المحيا والناظر الجميل... لينبئها القدر... بفراق ما بعده فراق...

واستقبلته العيون والارواح والانفس على الاكف... سارت الجموع من اقصى العراق الى اقصاه... وفية... هاتفة... محبة... موالية... واستقبلته... كوفة علي... ومرقده الشريف.... ليكون بين احضان جده امير المؤمنين (ع)... اراد القدر ان يكون كذلك... عذابات وتهجير ونفي وتشريد... تلك هي المعاناة لتلك العائلة... التي حباها الله بقدر المسؤولية.... وارخى الليل سدوله على كربلاء لتستقبل ذلك الابن الذي غادرها في ريعان شبابه ظلما.... وقسرا....تمايلت كربلاء اهلا بذلك الابن البار... ومعها تلك النفوس والعيون الدامعة... التي انفجرت في يومها التالي لتجمع الآف العراقيين في تعبير ولائي لاهل البيت (ع)... لتصرح في كل اركان الكون... ان كنا لم نستطع نصرتك ياحسين... ها نحن اليوم نقف... ونجدد العهد مع حفيدك... وملايين تهتف بهتاف يملأ ارجاء المعمورة... ابد والله ماننسى حسينا... لتطبق العيون على الدموع والقلوب على المواجع.. يا ايها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الأصباح منك بأمثل..

وداعا يا ايها الساكن قلب المحبين.. نم قرير العين بجوار الفرقدين.