b4b3b2b1
هل يستوي أجر الصائم تحت السبلت بذي المهفة؟ | فوائد ومضار الاختلاف | لجان التحقيق الحكومية.. ماذا حققت؟ | الميلاد وتأصيل الحقيقة الكونية للرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله | الحسين والاسلام الاموي | وقفة في ضلال ذكرى فاجعة تفجير سامراء | حين يتحدث الألمان عن الإمام الحسين(عليه السلام) | محطات في مسيرة القافلة الحسينية - الحلقة الأولى - | شيعة أهل البيت عليهم السلام والاهتمام البالغ بالقرآن الكريم | البحرين صراع المصالح والقيم | ركائز النهضة العراقية ومعوقاتها | التيارية والمطبخ السياسي |

فاطمة المعصومة..صاحبة الكرامات والمنزلة العظيمة

 

10 ربيع الثاني 1429 - 17/04/2008

إنها بنت باب الحوائج الى الله الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) وأخت السلطان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ربة الطهر والعفاف والكرامة والعلم والفضيلة والصلاح.

إنها صاحبة الكرامات والمنزلة العظيمة السيدة الطاهرة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)، تلك المرأة الخالدة التي حظيت بأحسن الأسماء وأعظمها.. فاطمة..(تيمناً بأسم بهجة قلب المصطفى أم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها)، وأجمل الألقاب (المعصومة).

وإن لأسمائها وألقابها من الدلالات والمعاني ما يشير إلى عظمتها، ذلك لأنّ الاسم أو اللقب لم يطلق عليها جزافاً، وإنّما صدر عن المعصوم الذي يضع الأشياء في مواضعها، الأمر الذي يدلّ على جلالة هذه الشخصية وعظمتها في كل شأن من شؤونها.

عاشت هذه السيدة في مرحلة صعبة اثناء حكم بني العباس والذي كان يستند الى البطش والقتل والتزوير وطمس الحقائق وخصوصا ما يتعلق بآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فليس من العجب أن يهمل ذكر اليوم أو الشهر أو السّنة التي ولدت فيه السيدة فاطمة (عليها السلام) وكذا اليوم أو الشهر الذي رحلت فيه.

فلولا أن ذكر السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) قد اقترن بقضيّة إخراج الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة لأهمل ذكر السّنة التي توفيت فيها أيضاً، كما أهمل ذكر السّنة التي ولدت فيها، إذ لم يكن ثمّة مؤرخ يعني بتسجيل الأحداث وضبطها، وإذا كان هناك من يؤرّخ فإنّما هو لتسجيل أمور تافهة وبعيدة عن الواقع كما يذكر (السيد العاملي) فيسهب في وصف مجلس شراب أو منادمة حتى لا يفوته شيء منه أو يختلق ويفتعل أحداثاً لم يكن لها وجود إلا في عالم الخيالات والأوهام، أو يتكلّم عن أشخاص لم يكن لهم شأن يذكر بل قد لا يكون لهم وجود أصلاً.. بينما نراه في نفس الوقت يهمل بالكلّية شخصيات لها مكانتها وخطرها في التاريخ، أو يحاول تجاهل الدور الذي لعبته فيه، ويهمل ويشوّه أحداثاً ذات أهميّة كبرى صدرت من الحاكم نفسه أو من غيره، ومن بينها ما كان له دور هام في حياة الأمة ومستقبلها، وأثر كبير في تغيير مسيرة التاريخ، أو يحيطها بستار من الكتمان والإبهام.

ومن أدلة الظلم والبطش الجور الذي تعرض له أهل البيت عليهم السلام إعتراف المأمون العباسي بقوله: (فأخفناهم، وضيّقنا عليهم، وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إيّاهم ويحكم إنّ بني أمية إنّما قتلوا منهم من سلّ سيفاً، وإنّا معشر بني العباس قتلناهم جملاً، فلتسألنّ أعظم الهاشميّة بأي ذنب قتلت؟ ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء)..

وعلى الرغم من صعوبة المرحلة التي عاشتها هذه السيدة الطاهرة إلا ان ذلك لم يمنها من ان تكون منارا يستضاء وتواصلها في نشر مظلومية جدها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأبيها المظلوم المقتول بسجون بني العباس الإمام الكاظم عليه السلام واستشهاد الإمام الرضا عليه السلام.على المأمون العباسي..فكانت البطلة المكافحة كجدتها الزهراء لم تهن ولم تجزع بل بقيت صامدة بوجه الطغاة من أجل الحق والعدالة.