13 محرم 1429 - 22/01/2008
يشعر الإنسان بميل شديد إلى الطبخ في أوقات فراغه عله يشغل هذا الفراغ ويبعد عنه الملل وطبخاتنا السياسية دائما تأتي عقب تسريح أي مسؤول من منصبه فيمارس لعبة التشهي والتمني ويكثر تواجده في المطابخ وتسرح عينه على موائد الجيران ويبدو ان احد سياسينا قد اكتشف بعد تنحيه عن السلطة ان ثمة علاقة وثيقة بين (الفسنجون والدليمية).
ولابد من التوصل الى دمج هذه العلاقة الوطنية ثم ادرك ان (التشريب ) من اهم التيارات السياسية الفاعلة في المجتمع السياسي العراقي في حال ان ارسطو وسقراط وهوبز لم يستطيعوا ادراك الدسومة الكافية في (الهريسة ) وهذا اثر على عدم منحها صفة التيارية واما لو اخذنا (البامية) كاكلة نخبوية فسنجدها حملت الهوية السياسية العراقية مع سعة شهرتها عالميا وهذا يدلنا على على دلائل سياسية عالمية ومنها ديغولية خرجت من (جدر ) التحزب الى سفرة التيارية.
وقد اكتشف المسؤول العراقي المتنحي عن السلطة بان اطعم الاكلات والطبخات لا تأتي بقرار فوقي أي يجلس رب العائلة ويقرر اكلة ما الطبخ ليس كذلك وانما هو انعكاس لجوع حيث يمثل النسغ الصاعد من البطن ثم لابد من متابعة جادة لاولويات كل اكلة وعادة ما تكون الحالة الاشهى والالذ في عالم السياسة المطبخية فاذن نحن امام طبخة واقعية منبعثة من رحم المطبخ الهوية.
وبلا شك ان الطبخ النخبوي قد يدعم فكونها كأكلة معتبرة لاتنتمي الى حالة طبقية فوقية وانما هي أكلة لها قاعدة جماهيرية وانجبت طباخين ورموز وآليات انتقلت الى القمة بشكل طبيعي كما هو في الاحزاب بل هناك ثمة اعتبارات ان تكون قيمة نجفية او كربلائية لكنها اخيراتؤمن لنا نظرية التيارية وتحاول القيمة العراقية ان تكون جزء يتمتع بخصوصيته المحلية كأكلة كربلائية لاتريد ان تنخرط في العمل الحزبي لاسباب معينة فيتسع لها التيار الذي سيحتضن مثل هذه التنظيمات ـ
لكننا لو جئنا مثلا على سبيل المثال الى أكلة ( المحروك اصبعة ) سنجد السعة الجماهيرية العامة التي تحتويها اغلب مطابخنا التعبانة ولها امكانية التعبئة الجماهيرية وتعمل للمجتمع كوسيلة لاحتواء الجوع والافلاس فسنجد ان اكلة عراقية قد تلتزمها تيارات وطنية فاعلة تخدم احزابها كأكلة التبسي والشجر والبتيتة لم يبت بشكل لقائي بخصوص بعض الاكلات العراقية كالكبة والقنرنابيط والا فطر واكلة الكما التي انحرم الشعب منها لاسباب طائفية لكننا نريد تحديد طبيعة هذه الاكلات وصلاحيتها ذات طابع وطني واصلاح وطني يتفتح على التعامل العام.
وفي نفس الوقت هناك ردود فعل لمظاهر عامة سلبية ورثناها عن العهود السابقة كأكلة الباجة والباقلاء بالدهن والتشريب وهي تمثل الفساد السياسي تدفع لبناء حالة تيارية فعلينا ان نقوم بعملية اصلاح فتكون الحالة التيارية مناخا سندويجيا مناسبا مثل ( الكص ) الشاورمة او اكلة همبركر وبيض مسلوق وبالدهن ومثل هذه الاكلات بدأت تشهد تفاعلا جماهيريا لايرتكز على قيم مزاجية فما يرفضه المواطن العراقي من اكلات يرفضها التيار فهي مرفوض تياري والاكلات المحبوبة كالدولمة والتهجين مقبول تياري.
وقد اكتشف التيار ان منهجية الكباب قد تمتلك منطلقات واسعة تنفتح على كل الشرائح الاجتماعية ويعمل الكببجية للصالح العام حين حولوا الشيش العادي إلى دبل بسعر مضاعف يعتبرها الشعب جزء من التيارية لتقف أمام أهل الفشافيش واحترام حقوق كل شريحة تعشق مثلا التكة كما إن القوة التيارية بطبيعتها لاتعارض إضافة شيش من الشحم مجانا فهذا هو من شفافية التحفيز التياري قد تكون للتيار ملاحظات على الأكل في الأسواق لكنها أمور بسيطة لاتسبب خرقا في شفافية التياري إنما علينا واجب تسويق بعض الأكلات التي تحمل الهوية التيارية كالشوربة والشلة لان التيار يتعامل مع مسؤولية الحفاظ على القيم الموروثة وصيانة الموروث مما اكتسح ساحتنا من أكلات دخيلة مثل الفلافل والمعكرونة والبيتزا وما شابه ذلك من المستورد الدخيل ونعده التفافا على العملية التيارية لجغرافية العراق الشفاف.