6 رمضان المبارك 1438 - 02/06/2017
بقلم: ورود الموسوي
أنا البنت التي درست العلوم الإسلامية في طفولتها وصباها في الحوزة .. وتخصصت بعلوم القرآن ودرّست التفسير وحفظت القرآن الكريم وحازت على المراتب الأولى في كل المسابقات .. ودرست الأدب العربي ونقده في جامعة لندن ودرّستهما ايضاً في الجامعة ذاتها .. وأعادت دَرَاسة كل ما يتعلق بالشريعة الإسلامية ومحاولات تجديدها بايجاد حلول عصرية تتناغم مع الحداثة ... كما ودرست كل ما يدور في دهاليز حقوق الإنسان وكيفية التقائه مع الشريعة الإسلامية .. والمشاكل التي تحوطهما معاً ... ودرَسَت كل ما يتعلق بالحركات المتطرفة ومنابعها وأفكارها .. على يد اساتذة لهم ثقلهم العلمي في العالم.
أنا التي عشت أغلب حياتي في لندن عاصمة المعرفة والثقافة والتنوع .. وبها اكتسبت خبرات متنوعة في مجالات عدة .. ولي فيها وحول العالم أصدقاء من كل الديانات والتوجهات ومن كل الطوائف والمعتقدات.
عليّ الاعتراف مصحوباً بغصة وحزن ..
صرتُ حين أمشي في الشارع .. أو أقف في محطة قطار .. أو أكون في الجامعة .. ويقابلني شخص كثّ اللحية حليق الشارب ويلبس دشداشة قصيرة ومتجهم .. أتعوّذ بالله من شرّه وما تخفيه سحنته المتطرفة.
أنا المثقلة بكل التراث الإسلامي وفلسفته وعلومه الكلامية يخيفني ويفزعني هذا الشكل من الناس، ولن أقول هذا الشكل من الإسلام، لأنهم حرّفوا الإسلام كما يشاؤون.
الدين الوهابي الممتد من ابن حنبل حتى ابن تيمية هو الذي يقتل الناس والأديان والتنوع والاختلاف ويقتلنا.
أرجوكم فرّقوا بين الذي يقول أتيناكم بالذبح أو السيف وبين من يقول إنما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق.
أرجوكم انتبهوا ولا تجاملوا أحداً، وقُولُوا إنها السعودية رأس الإرهاب وراعيته في العالم، هي التي كبّرت الأفاعي وغذّتهم ونشرتهم في بقاع الأرض .. الفكر الوهابي هو الفكر الإرهابي الذي تمّت تربيته وتغذيته كـ "دين إسلامي" في مدارس في بريطانيا وفرنسا، فخرّج متطرفين ولدوا وعاشوا في مدن متنوعة، لكنهم ظلّوا تحت رحمة المال الوهابي.
الفكر الوهابي هو الفكر الإرهابي الذي يدعو لقتل الوالدين وأكل لحمهما أو قتل الإبن وأكل لحمه في سبيل الله ..
الفكر الوهابي هو الفكر الإرهابي الذي يملأ جيوب أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ليسكتوا عنه وعن جرائمه التي طالت أراضيها.
أرجوكم اقرأوا عنه لتعرفوا كنهه .. وكفاكم مجاملات ..
القاتل والعدو واحد إن كنتم تؤمنون بإنسانيتكم ..
هؤلاء القَتَلَة يفتحون أبواب الدم على الأبرياء ليقولوا هذا حصاد غزوة رمضان..!
رمضان الذي يعد من الأشهر الحُرُم حتى قبل مجيء الإسلام!! يستقبلونه بالدم والقرابين..
لعن الله كل فكر متطرف يدعو لقتل الإنسان..
ورحم الله كل الشهداء في العالم الذين سقطوا جراء الفكر الوهابي الإرهابي من مسيحيين وإيزيديين وشيعة وزيدية وشبك ومندائيين .. أكانوا عراقيين أم مصريين أم فرنسيين او بريطانيين ...
نعم للإرهاب دين وهو الوهابية وله دولة اسمها السعودية.
* شاعرة من العراق