b4b3b2b1
العبادة وعمليات الاتصال | مقاييس النجاح | الامام الشيرازي انسكلوبيديا كربلائية | أبنة الأكرمين عقيلة الهاشميين | رؤية في حيثيات المقال الصحفي | الصوم.. محطة لتزويد الإنسان بالإرادة والصبر | ملتقى الجراح | البعد الأخلاقي المحمدي وأثره في الحضارة الإسلامية | وقفة في ضلال ذكرى فاجعة تفجير سامراء | نَظرةُ واقعية لعراق اليوم | عوامل خلود النهضة الحسينية | الإمام الشيرازي.. مرحلة جديدة للأمة الشيعية |

فوضى العراق.. التربية والتعليم أنموذجا

 

10 شعبان المعظم 1438 - 07/05/2017

حيدر عاشور العبيدي

الفوضى التي تمر على العراق، جنونا ظاهرا على واقعه وبجميع أركانه.. الى متى ستستمر..؟ واي قانون او عرف سيحاكمها ويقننها ويقضي عليها..؟ وصلت الامور الى مرحلة يخشى ان تكون مرحلة اللاعودة، حيث انقلاب الموازين في التعاملات بين الناس، لانعدام الثقة فكل يضحك على الكل، والدنيا لا تخلو من الثقات والصادقين والنشامى والوطنيين ولكنهم عملة نادرة التداول لارتفاع ثمنها، ويخاف عليها من الانقراض، لجوهر قيمهم الانسانية والاخلاقية وعلينا البحث عنهم واظهارهم بما يليق بهم من احترام بعد ان حل محلهم مشرعي شريعة الغاب، هذه الشريعة التي تاكل الاخضر واليابس وتحول كل شيء الى رماد.

انها حرب الفوضى وعدم اللامبالاة، هذا ما يعيشه الجميع، ولكن كيف السبيل الى ايقافها..؟ في عصر باتت شرعة حقوق الانسان مداسة واصبحت عبارات في الكتب متداولة في التصريحات التي يتشدق بها اصحاب القرار، ولكنها لاتغني ولا تسمن ولا تحدد مصير ولا تنقذ اناس ولا تربي طفل ولا تصنع مستقبل ولا تبني دولة مستقلة حرة ديقمراطية تحترم ابنائها وتحقق لهم العدالة فيما بينهم..ويبدو ان هذه الفوضى التدميرية لن تتوقف الا بعد تطهير النهائي للفاسدين والقضاء على كل تجار التعليم المزيفين والمرتشين ومروجي الدروس الخصوصية في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، انها جريمة الفوضى التعليمية التي تنمي الحقد والاستهتار بمهنة التعليم وقدسيتها، جريمة يصنعها المعلم والمدرس في نفوس طلبتهم تبعدهم عن حب الوطن والارض والمقدسات وتقربهم من منهج الانتقام المادي لما صنعه ذلك المعلم الجاهل والمادي في عمق روح طلابه منذ اول خطوة في التربية والتعليم (الاول الابتدائي)... وهنا شاهد عيان على زمنين من التعليم، الاول كيف كان المعلم يهلك نفسه في الصف حتى يفهم طلابه الحروف والارقام (يقرأ ويغني ويركض ويصيح ويقلد انواع الاصوات) حتى الطالب يعشق الدرس ويحب المعلم، وصدى اساتذة التعليم السابق ما يزال يضرب به الامثال.. فكان المعلم يعلم ويربي والاسرة تربي وتغذي، والزمن الحالي عكس تما عما كان في الماضي..اليوم بعض المعلمين انتقاميين من الطالب والاسرة ولا نشرح كيف لانها معروفة للتربية والاسرة على سواء ومختصرها ان الاسرة هي التي تربي وتعلم وتغذي وتدفع دروس خصوصية والمعلم يقبض راتبه مع الرشاوي السحت بلا ضمير واعز او نفس لوامة... والويل كل الويل للاسرة التي لا تتعاون مع المعلم، فالحكم يصدر فورا برسوب الطالب وان كان عالي الخلق والتربية والتفوق...هذا ما لم يشهده تاريخ العراق مثل هذا التخلف وهذه الفوضى التعليمية وهذا الحقد بين المعلم والاسرة والطالب، هذا الحقد لابد من ان نعرف من زرعه في النفوس ولماذا في التربية والتعليم بالتحديد..؟

من اجل استئصاله لان وباله في حالة التمادي به، سيوصل الى احقاد ضمنية ونفسية، وانعكاساتها تخلق بفوضى لن تتوقف وجنونها نتائجه الاعتداءات الاسرة على التربوي، وامتلاء قلب الطالب بالغل على معلمه ويحاول الانتقام لأنه ميز الفاشل ونجحه، ورسب المميز وسحقه.. وهذه حالة مشاعة ليس في مدينة كربلاء المقدسة وحسب بل بجميع محافظات العراق..

انها صرخة عالية نرفعها الى جميع المخلصين من ابناء العراق في وزارتي التربية والتعليم العالي ليتحركوا بعجالة بما لديهم من كوادر مخلصة من مشرفين تربويين في المتابعة الميدانية والجادة في قصم ظهور الفاشلين من المعلمين والمدرسين وتصعيد النخبة التربوية المثقفة بعد استبيان وجهات النظر من الطالب والاسرة ومن ثم طرق التعليم المهني الحديث..